Beyond the Velvet Night

الفصل الثالث

الليل وحده يعرف قصتنا، وعيوننا تخفي ما تبقى

عاد سيلفيان إلى المنزل، يقود سيارته ببطء بينما أفكاره تجول بين المصادفات التي تحيط به والأسئلة التي تشتعل في عقله. كيف يمكن أن تكون نيلوفر، التي كان يتوقع أنها مجرد شريكة في مشروع قضائي، جزءاً من شبكة معقدة تتقاطع مع عالمه الخاص؟

كان بإمكانه منذ اللقاء الأول أن يتقصى خلفيتها كاملة، لكنه في لحظة من النزوة قرر أن يعيش اللحظة، وأن يترك الخطة قليلاً، وكأن شيئًا داخله تعب من التخطيط والرقابة المتواصلة. لكنه الآن، يدرك أنه عالق في قرار جديد

هل يقتحم عالم والدها بينما هي في المنزل، أم ينتظر فرصة أخرى، على الرغم من أن إخفاء الحقائق ليس من عاداته؟

وصل إلى المنزل وأدخل السيارة إلى المرأب، ولاحظ وجود سيارة شقيقه ماثياس، مما يعني أنه عاد من مغامراته الليلية. المنزل، ذلك القصر العتيق، يحمل ثقلاً لا يراه الجميع، مليئًا بذكريات حزينة وعالقة، رغم كل الخلافات، قرر سيلفيان في النهاية البقاء تحت هذا السقف، بينما ماثياس كان يهرب بين الحين والآخر إلى الفنادق. لكنه مؤخرًا، كان يبتعد عن سيلفيان، وهذا التجنب يشعره بالضغط ويزيد الأسئلة التي تحوم حول حالة شقيقه النفسية.

تجاوز سيلفيان الغرف الباردة والمهجورة متجهًا إلى الطابق الأعلى، حيث كانت غرفته وغرفة ماثياس. لم يكد يفتح باب الغرفة حتى رآه يرتدي قميصه، يضفي لمسات عطره المفضل على جسده.

"ما الذي تفعله، سيلفيان؟ اطرق الباب أولاً، يا صاح!"
صرخ ماثياس بنبرة غاضبة.

أجابه سيلفيان بلهجة هادئة مشوبة بسخرية،
"وكأنك تفعل ذلك أنت! إلى أين أنت ذاهب؟"

لم يتأخر ماثياس في الرد، قائلاً بينما يبحث عن هاتفه،
" هناك سباق الليلة."

أومأ سيلفيان بنظرة متفحصة، يراقب حركات شقيقه العصبية التي تبدو كأنها تصرخ بأسرار لا يريد الكشف عنها. لم يسأله، كان يعلم أن أي سؤال سيتلقى عليه إجابة مشفرة أو تجاهلًا. أعطاه هاتفه، فشكره ماثياس، متجهًا نحو الباب.

"هل أنت متأخر؟"
سأله سيلفيان، مستنداً إلى إطار الباب.

ابتسم ماثياس وهو يسرّح شعره بعناية وقال،
"نعم، تأخرت في تدريبات التنس. لديّ مباراة مهمة قريباً."

همهم له سيلفيان بابتسامة صغيرة، وقال بنبرة شبه آمرة،
"جيد. غداً سيزورنا خالنا، أريدك أن تعود الليلة لاستقباله غدا صباحا ، فأنا لا أحتمل ثرثرته وحدي."