حيره شديده

8 1 1
                                    

في قاعة المحاضرات، كان آريان جالسًا في مكانه، عينيه ليست على المعلم كما هو حال باقي الطلاب، بل كان مشغولًا بشيء أكبر من المحاضرة نفسها. مشاعر غريبة بدأت تملأ قلبه تجاه تلك الفتاة التي كانت تجلس في الجهة المقابلة. كانت تبتسم وتضحك مع باقي الطلاب، لكنه لم يفهم السبب الذي يجذب انتباهه إليها كلما نظر نحوها. فكر في نفسه قائلاً: "لن أسمح لنفسي أن أكون مثل باقي البشر. لن أقترب من أي فتاة. لن أكون مثلهم." ولكنه لم يستطع أن يوقف نفسه عن التفكير فيها.

فجأة، وقف المعلم، مما جذب انتباه الجميع. وقال: "أعتقد أنكم بحاجة إلى تحدي حقيقي. من يستطيع الإجابة عن هذا السؤال؟" وهو يوجه نظره إلى الطلاب، فعم القاعة صمتٌ ثقيل.

بدأ الطلاب يتبادلوا نظرات خائفة، ومعظمهم أداروا رؤوسهم بعيدًا عن المعلم. لكن آريان كان قد عرف الجواب منذ اللحظة الأولى. بدلًا من أن يجلس في هدوء، رفع يده بحذر، رغم أنه كان يحاول أن يتجنب جذب الانتباه. نظر المعلم إليه، وكان واضحًا على وجهه الاستغراب.

"نعم، آريان، تفضل."

وقف آريان بثقة غير متوقعة بالنسبة لحالته، وبدأ يشرح الإجابة بلغة كانت بالنسبة للطلاب معقدة، لكنهم عندما سمعوها، اكتشفوا أنه هو الوحيد الذي فهم المعنى الحقيقي للسؤال.

"الإجابة ليست فقط في الحروف. هي في تفسير كيفية تأثير هذه الظاهرة بالزمن والمكان، وكيف يمكننا تطبيقها على الواقع المحيط بنا..."

ومع كل كلمة كان يقولها، بدأ الجميع يشعرون أنه ليس مجرد طالب عادي، بل شخص مختلف تمامًا. حتى ميرولا، التي كانت جالسة في أقصى الجهة، لم تستطع إلا أن تلاحظ طريقة تفكيره العميقة. بدأ قلبها يخفق بشكل غير متوقع، وصوت عقلها بدأ يهمس: "هل هذا هو الشخص الذي كنت أبحث عنه؟"

ابتسم المعلم بخفة وقال: "أحسنت يا آريان، إجابة رائعة. تفكيرك مختلف تمامًا عن باقي الطلاب."

ميرولا، التي كانت تراقب باهتمام، استطاعت أن تقاوم نفسها عن التفكير في الكلمات التي قالها. شيء ما بدا مختلفًا في هذا الطالب الغريب، وكأن هناك شيئًا خفيًا في شخصيته لم تكشفه بعد.رجع آريان إلى مقعده وهو يحاول طرد الأفكار الغريبة التي تشوش ذهنه. في تلك اللحظة، لم يكن يفهم السبب تمامًا، لكن هناك شيئًا معينًا في ميرولا جذب انتباهه. لم يكن حبًا، ولا مشاعر دافئة، بل شيئًا غريبًا، كأنها جزء من لغز يرغب في حله. كانت تضحك مع باقي الطلاب، وكأنها جزء من العالم الذي لا يستطيع فهمه.

استمر المعلم في المحاضرة، لكن آريان لم يكن مركزًا معه. كان مشغولًا أكثر بالسؤال الذي يدور في ذهنه: "لماذا هي بالذات لفتت انتباهي؟" كان قلبه قاسيًا ولا مكان فيه للمشاعر في تلك اللحظة، لكن وجودها في القاعة كان يملأ المكان بشيء لا يستطيع تفسيره.

بين قلبينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن