بين قلبين

نعم أريدك

جلس آريان في المكتبة، محاطًا بالكتب المبعثرة، لكنه لم يكن يهتم بما يقرأ. عقله كان مشغولًا بالكلمات التي نطق بها  العالم الذي جاء منه، عالم الظلال، كان يطارده في كل لحظة. وفي وسط كل هذا، كان هناك شيء غير متوقع: نظرات ميرولا.

بينما كان يهم بالقيام، اكتشف أنه ليس الوحيد في المكتبة. وقف أمامه شاب يرتدي نظارات ويحمل حقيبة ظهر مليئة بالكتب.

"أنت آريان، أليس كذلك؟" سأل الشاب بتردد، لكن نظراته كانت مليئة بالفضول.

رفع آريان حاجبًا واحدًا، ثم أجاب بصوت منخفض: "نعم، وأنا من تكون؟"

"أنا ريان. كنت في المحاضرة اليوم. تحدثت عن أشياء غريبة... عن عالم الظلال، أليس كذلك؟"

شعر آريان بشيء غريب في قلبه. كان يتجنب الحديث عن ماضيه، لكن ريان كان يبدو وكأنه يعرف أكثر مما يجب. "من أين جئت بهذه المعلومات؟"

ابتسم ريان بحذر: "أنا مهتم بالماورائيات. سمعت عن عالم الظلال من قبل، ولكنني لم أصدق أن هناك من جاء من هناك... حتى رأيتك."

تنهد آريان، وهو يشعر بضيق. لا يريد أن يُكشف سره، لكن يبدو أن ريان لم يكن سهلًا. "إنه مجرد خرافات. لا شيء أكثر."

كان ريان يقترب منه بخطوات ثابتة. "هل أنت متأكد؟ أحيانًا، تكون الخرافات هي الحقيقة."

في تلك اللحظة، كانت ميرولا تراقب من بعيد. كانت تقف قرب نافذة المكتبة، تشعر بشيء غير مريح في قلبها. كانت تلاحظ كيف كان آريان يتحدث مع ريان، وكانت تشعر بشيء غريب ينتابها. هو... مختلف عن باقي الطلاب. هناك شيء في عينيه، شيء يجعلها لا تستطيع أن تبتعد عنه.

ركضت خطواتها نحوهم، محاولة أن تظهر وكأنها لم تكن تراقبهم. اقتربت وقالت بابتسامة محايدة: "آريان، هل لديك وقت؟ أردت التحدث معك."

التفت آريان إليها بسرعة، شعر بشيء في قلبه يلتوي، لكنه قاوم تلك المشاعر. "ميرولا، هل يمكنك التحدث مع ريان بدلًا مني؟ أنا مشغول الآن."

ابتسمت ميرولا، لكنها لاحظت التوتر في صوته. كانت تعرف أنه يهرب من شيء، لكنها لم تفهم ماذا. "بالطبع، لكنني أردت أن أخبرك بشيء."

أوقف آريان نفسه للحظة، ثم قال بنبرة منخفضة: "ماذا؟"

اقتربت ميرولا منه أكثر، وكانت على وشك أن تقول شيئًا، ولكن قبل أن تتكلم، سمعوا صوتًا بعيدًا في الحرم الجامعي. كان أحد الطلاب يتعثر ويقع على الأرض، ومباشرةً، تحرك آريان بسرعة.

لحظة... كان رد فعله أسرع من أي شخص آخر. في أقل من ثانية، كان قد مد يده وأمسك بالطالب قبل أن يسقط على الأرض. وقع الطالب في يديه، لكن آريان كانت عينيه مليئة بالحيرة.

كانت ميرولا تراقب الموقف بصمت، ولم تستطع أن تخفي الدهشة في عينيها. "كيف فعلت ذلك؟"

حاول آريان أن يخفي تعبيرات وجهه بابتسامة صغيرة وقال: "أنا لست شخصًا عاديًا."