*المقدمة*

1.3K 27 17
                                    

ربما سمعت المثل القائل بأن القاتل عندما يقتل فإنه عادة لايرمش بعينيه، هممم

حسنا، ربما يكون هذا صحيحا، فمنذ أن بدأ هذه المهنة، لم يرمش بعينيه قط أثناء أداء أي عمل. ربما لأن هذا العمل يتطلب تركيزا شديداً، و خاصة عندما يكون الهدف_شخص سيئ_ لايزال قادرا على الحركة.

نحن لا نقتل أي أحد، القتلة الذين لديهم رؤساء مثل رؤسائنا لايؤمرون إلا بقتل الاشرار

ولكن ماهو الأسود؟ وماهو الأبيض؟ وماهو الخير؟ وماهو الشر؟

في بعض الأحيان كان يريد أن يسأل والدته بالتبني (الام التي ربته) التي يحترمها بشدة و كأنه يقول: "هل هذه غابة شاوود ام ماذا؟ ام هل تعتقد أنك روبن هود، تلعب دور البطل، وتأخذ دور العدالة بين يديك، و تطهر العالم من الاشخاص الذي تم تصنيفهم بأنهم أشرار

لقد فكر في السؤال، لكنه لم يقل ذلك بصوت عالٍ ابداً.

وبينما كان يفكر، كانت كل عضلة في ذراعه اليمنى تعمل بكامل قوتها، فترفع بسلاسة و كأنه فعل ذلك مائة مرة او حتى ألف مرة، وكانت عيناه اللتان لم ترمش قط تقريباً تضيقان الى منتصف الطريق لتركز على المركز

لا تتردد في ضغط الزناد، اوقف دقات قلبك المتسارعة وتجاهل كل شيئ، حتى لو كانت يديك تتعرق، والعرق يصب على صدغيك، و توسلات الرحمة تخترق أذنيك، و تتردد صداها في كل مكان، ومع ذلك، يجب ألا تتردد او ترمش حتى لحظة.

وجه فوهة المسدس المزود بكاتم الصوت بعناية نحو الهدف، ماعليك سوى إلقاء نظرة على كل شيئ بالحركة البطيئة

طلقة واحدة.... دقيقة قدر الإمكان، انها رحمة للموتى و تنهي المهمة بسرعة

" انتهى"

خفض مسدسه، و أغمض عينيه مرة واحدة لينظر إلى الجثة الهامدة، بدأ الدم الكثيف يسيل، و رائحة المعدن المألوفة تملأ انفه، ومع ذلك لم يصبح شيئا يمكنه ان يعتاد عليه حقا

كانت الجثة مستلقية امامه، وعضلاته مازلت ترتعش قليلا، و عيناه مفتوحتان على اتساعهما، رافضتين ان تغلقا، و رفع رأسه لينظر الى السماء، حيث كانت النجوم تتلألأ بشكل جميل، رغم انه لم يكن في مزاج يسمح له بالاعجاب بها

"بايسون، مالذي حدث لك؟ لقد استغرقت مدة في التصويب قبل ان تطلق النار"

ألقى بايسون نظرة على الشخص الذي سأل_شريكه في القتل_لقد كانا يعملان كفريق واحد لسنوات عديدة

هز رأسه قليلا ردا على ذلك قبل ان يتحدث، كان المسدس الذي كان في يده بعيدا اثناء حديثه

لاشئ، لقد سئمت من هذه الحياة البائسة. متى سمكننا للتوقف عن كوننا قتلة يا فادل؟ لا اريد ان افعل هذا بعد الان

وبعد وضع مسدسه في جيبه، اخرج سبجارة وأشعلها و استخدمها في إرخاء جسده بعد اندفاع الادرينالين، ولم يستجب شريكه فادل، الذي طلبت منه والدته ان يراه كأخوه الكبير، بل ركز فقط على تدمير الادلة... هذه هي وظيفته على أي حال

هل انت محترق؟

"لا اعلم، فقط لا اريد ان افعل هذا بعد الان"

"أمك لن تسمح لك بالاستسلام بسهولة"

"اعلم. هل تريد سيجارة؟"

"بالتأكيد، ولكن دعني أنهي عملي هنا اولا"

اخذ بايسون نفسا اخر، و هو يراقب ظهر اخوه و هو يقوم بعمله، لم يكن هناك حاجة للوقوف بجانب فادل، فهو يعلم ان فادل سوف يقوم بكل شيئ على مايرام، كنا هو الحال دائماً والى جانب ذلك، لم يكن إنتقاد الاخطاء من أسلوبه

في المرة القادمة دعني أتولى عملية القتل، ثم نزف المكان، وإذا كنت منهكاً، فربما عليك زيارة معالج نفسي"

ولكن هذه الشخصية الانتقادية بدت تنتمي الى فادل، فقد انهى فادل الوسيم ذو الوجه العابس، عملية تشريح الجثة، ولفها بعناية شديدة قبل ان يرفعها إلى مؤخرة السيارة القديمة، وفي سرواله الاسود المصنوع من القماش الناعم، ساؤ بخطوات واسعة و مد يده ليدخن سيجارة

"ماذا يتقول للمعالج؟" لقد سئمت من قتل الناس، لقد قتلت الكثير منهم بالفعل؟ مثل هذا؟ "

هل يمكنك ان تقول شيئا اكثر منطقية؟

"نعم سيدي، اذ لم استطع ان افتح قلبي للمعالج النفسي، فلن اذهب انه مضيعة للوقت."

ألقى فادل نظرة حادة على اخيه الاصغر، لم يكن متأكدا مما اذا كان ذلك بسبب اختلاف آبائهم و أمهاتهم لكن شخصياتهم كانت متناقضة تماما. كان بايسون يحب الثرثرة، و أحيانا حتى الدردشة بشكل مزعج قبل التعامل مع الهدف، من ناحية اخرى، كان فادل يحتفظ بكلماته محجوزة. كان الحديث بالنسبة له مضيعة للوقت-استنزاف غير ضروري للطاقة-

هل سنغادر معا؟

"لا، لقد انتهى دوري، الباقي لك"

فإلى اين انت ذاهب؟

"اي مكان يمكن لقلبي أنه يرتاح فيه"

"... هممم"

"يجب عليك ان تأخذ قسطا من الراحة ايضا يا فادل، لا ينبغي لحياتك ان تكون بهذا الشكل الروتيني"

لم يتراجع فادل امام الانتقادات، بل وقف متتصباً و أخذ نفسا آخر

انتهى بايسون من سيجارته، ثم أسقطها على الارض، وأطفأها بحذائه

"انا ذاهب يا اخي الكبير"

"حسنا، اراك في المنزل"

اعتبر ذلك إذن، استدار بايسون ومشى بعيدا مع أحلامه

كان يحلم بأن يصبح حرا ذات يوم، وأن لا يضطر إلى القتل، و أن لا يضطر الى الاختباء، اوه وكاد ان ينسى ذلك-كان يريد حبيبا و قطة، كان هذا حلمه-

-انتهى-

dungjang01

كل الحقوق بترجع ليها هي يلي ترجمت الرواية من التايلاندي للانجليزي صوو شكرا🤍

قتلة القلب بالعربيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن