-C'est toi |إنه أنت-
*****#ليلى
لا أظن بأنني شعرتُ بقلبي يتضخم بهذا القدر من قبل.. ربما كان ذلكٓ قبل سنوات طويلة..حينما كان خليل معي.. بجانبي..و كنت لا تزال أملكُ رفاهية رؤيته و التحدث إليه في الوقتِ الذي أريد..
كنتُ سعيدة جدًا..ليس و كأنني نفس الفتاة التي انهارت في الأمس فقط باكية في الشارع..تحت المطر..على سفر توأمها الوحيد..لن أدعي كذبًا و أقول بأنني تجاوزت ذلكٓ الموقف كاملًا..أو أن ذلكٓ الحزن بقلبي قد اختفى نهائيًا..
لكنني بطريقة ما..فقد استطعتُ أن أجد لنفسي شغفًا جديدًا أركض خلفه..سببًا جديدًا لاستنباط بعض السعادة الثمينة و اعتكاف بعض الأمل..كل هذا فقط من مجرد فكرة أنني سأبدأ غالبًا اليوم في العمل في المطعم الأقرب إلى قلب خليل..و الذي يزوره دائمًا..
كنتُ أسير بخطوات هادئة جدًا في الممر الطويل نسبيًا بعد أن خرجت من مكتب المدير هنا أخيرًا..ذلكٓ الرجل الوقور الذي سمح لي باستهلال العمل اليوم فعلًا كما كنت قد توقعت..
و بما أن الساعة كانت قد تخطت السابعة مساء..فلم أكن مضطرة للانتظار دقيقة واحدة أخرى..لم يكن المطعم مكتظًا جدًا الآن..هناك أعداد لا بأس بها من الزبائن يجلسون هنا و هناك..
اقتربت من تلكٓ الآلة الكبيرة شديدة الفخامة هناكٓ بهدوء و عيناي تبرقان بشدة..إلى أن دفعت المقعد الوثير قليلًا نحو الوراء و جلست بكل أناقة سامحة لابتسامة لامعة نابضة بالحماس بأن تشق شفاهي..
قبل أن أرفع يداي أخيرًا لأكشف عن المفاتيح..و حينها برقت عيناي أكثر و شعرتُ بخفقاتِ قلبي تتسارع بشكل مدو..ليس و كأنني أجلس أمام آلة بيانوا على وشكِ العزف..بل و كأنني على وشكِ الغوص في أجمل رحلة يمكن للإنسان أن يعيشها..
و قد تضاعف ذلكٓ الشعور ليغدو خطيرًا جدًا..شديد الخطورة ما إن لمست أصابعي المفاتيح لأول مرة..و شرعت تلكٓ الأنامل العازفة بالفطرة بالتنقل بينها بكل هدوء مشكلة لحنًا كنت لأقع في حبه لو سمعته بالصدفة..
لم يكن لحنًا عربيًا الآن..و لا أجنبيًا بالتحديد..كان مجرد لحن خافتٍ هادئ..متذبذب قليلًا شاعري إلى حد ما..و كأنها فقط...محاولتي الأولى للتحقق من جودة تلكٓ الآلة أمامي و تطويع يدي التي تجيد العزف على عدة آلات موسيقية على العزف على البيانوا..
و قد نجحت !
في اختبار جودة تلكٓ المفاتيح..و تطويع أناملي..أو ربما كانت هي من تعزف من تلقاء نفسها..فأنا دائمًا ما شعرتُ بذلكٓ كلما أمسكت بآلة ما أهم بعزفها..و كأن كل إرادة بداخلي تصبح سرابًا..
تغدو السيادة كاملة لأناملي..و أتحول أنا إلى مجرد مستمعة تستمع إلى صوت الألحان الجميلة الخلابة و تبتسم !!!
أنت تقرأ
أنّى يترنح الشوق ؟
Romanceفي قلب مدينة باريس النابضة بالحياة..في عام 1997.. تنطلق ليلى..في رحلة حزينة تبحث فيها عن صديق طفولتها وحبيبها السابق الذي غاب عن حياتها لسنواتٍ طويلة.. ذلكٓ الرجل..الذي رغم شهرته اللامعة..و أخباره المنتشرة في كل مكان كرجل أعمال مخضرم..و المالك الرئي...