عندما يتحدى الحب التقاليد، يتحول الجميع إلى خصومك….
.
.
.
.
.
♡♡♡♡♡♡♡كانت المدينة لا تزال تحتفظ برائحة الماضي، تلك الرائحة العتيقة التي تحمل بين طياتها أسراراً حُفرت على جدرانها وزوايا أزقتها. كل شيء هنا يمضي وفق تقاليد صارمة، تتناغم بين العادات والاحترام، حيث يلتزم كل فرد بقواعد فرضتها الأجيال السابقة، وكأن الزمان توقّف عند أقدام هذه العادات. لكن وسط هذا الصمت المقدس، كانت القلوب تخفق بصمتها الخاص، معلنةً عن ثورة أخرى خفية، ثورة شعورية صامتة.
في هذه المدينة، لم يكن للحب حرية التجوال، ولم يكن للعيون أن تتحدث عن أشواقها بصراحة. كان الحب ينبع خجلاً، يسير خافتاً بين الشوارع، ينساب همساً في الحكايات، يكتب رسائل بلا كلمات، ويرسم وعوداً بلا نطق. عاشقو المدينة يخشون إفشاء مشاعرهم كأنها ذنب، لكنهم يعرفون أيضاً أن الحب يستمد قوته من تلك الحدود التي وضعوها حوله.
كان الحب هنا تحدياً، سرّاً يُخفيه العاشقون تحت عباءة التقاليد، وتارةً يظهر بين نظرة أو همسة عابرة، أو في لقاء عابر بين حائكي القصص وشعراء الأزقة.....
في صباح اليوم التالي، استيقظت ديهيا بشعورٍ لم تعهده من قبل. كانت أشعة الشمس تتسلل برفق عبر النافذة، وكأنها تحتفي معها بيوم جديد يزهو بالأمل. نهضت بخفة، وكأنها لا تحمل على كتفيها أي ثقل، وكأن الحرية التي منحها إياها والدها قد بثّت في روحها طاقة جديدة، قوة لم تكن تعرف بوجودها.
وقفت أمام المرآة، تتأمل انعكاس وجهها وقد ارتسمت عليه ابتسامة خفيفة. كانت تعلم أن خيارها لن يكون مجرد قرار عابر، بل لحظة حاسمة ستكتب مسار حياتها، وستضع أمامها طريقاً لم تتخيله يوماً. وبينما كانت ترتب شعرها، تذكرت بوضوح وجه ماسينيسا، ذاك الوجه الذي أصبح يتسلل إلى أحلامها وأفكارها دون استئذان.
وبينما كانت تستعد للخروج للقاء صديقاتها في المدينة، سمعت طرقاتٍ خفيفة على باب غرفتها. فتحت الباب لتجد والدتها تقف هناك، بنظرة ملؤها الحنان والتفهم. جلست الأم بجانبها وأخذت يدها بين يديها، وقالت برقة:
"ديهيا، اليوم لكِ كل الحرية في اختيار مسارك، لكن تذكري أن الاختيار مسؤولية أيضاً."هزّت ديهيا رأسها بتفهم، لكنها كانت تدرك أن قلبها قد اختار بالفعل.
ابتسمت ديهيا بخفة وقالت:
"أعلم، أمي. لكن هذه المرة أشعر أنني أخيراً أملك زمام أمري."
كانت كلماتها تحمل ثقة هادئة، نابعة من يقينها بمشاعرها تجاه ماسينيسا، ذلك الشعور الذي نما بصبر وتأنٍّ، بعيداً عن كل قيود فرضها المجتمع.
أنت تقرأ
𝐋𝐀𝐋𝐀 𝐃𝐙𝐈𝐑𝐘𝐀
Romanceالصُدفة... كل شيءٍ يبدأ بمحض الصدفه...حتى لقائهما كان صدفة ويا محاسن الصدف.