بارت 3

211 10 35
                                    

في المساء في بيت شيرين، كان الجو مليئًا بالسعادة والبهجة بعد موافقة والد شيرين على خطوبة ابنته من أحمد. الكل كان سعيدًا ومبتهجًا، وتم تحديد موعد الخطوبة في الشهر المقبل، والزواج بعد ثلاثة أشهر من زواج كمال وياسمين. كان أحمد يجلس بالقرب من شيرين ويحاول التقرب إليها بكلمات معسولة، وهي ترد عليه بخجل.

بينما كانت أخت أحمد وآيات تنظران إليها بنظرات غريبة لم تفهم شيرين سببها. بعد أن رحل الجميع، تبقى شيرين وعائلتها في المنزل. والدتها احتضنتها بحنان وقالت: "ربنا يتمم لك على خير يا بنتي"، ليؤمن الجميع على دعائها. باركت لها أخواتها، وأخذ والدها الكلام وقال: "من بكره يا أم شيرين تروحوا لأحسن محلات الأجهزة وتختاروا اللي يعجبكم". فردت والدتها: "إن شاء الله هنروح أنا وهي وخديجة أختي ونشتري أحسن حاجة لبنتي". وكان مصطفى، والد شيرين، يمزح قائلًا: "إيه، مراتك وبنتك هيرجعوا إمتى يا مصطفى؟". فأجاب مصطفى: "هيقعدوا أسبوع كمان". وكان مصطفى متزوجًا من ابنة خاله سومه ولديه ابنة تسمي فاطمة عمرها سنة.

مرت سنة كاملة بعد هذه اللحظة، وتغيرت الكثير من الأمور. زواج كمال وياسمين تم بنجاح، وكذلك زواج أحمد وشيرين. في بداية السنة كانت المشاكل تحدث في بيت شيرين كأي بيت مصري، لكن هذه المشاكل كانت تزداد مع مرور الوقت. وكان الجميع يعتقد أن السبب في المشاكل هو شيرين، لكن الحقيقة أن السبب كان الحقد والكراهية من أماني وتهاني وآيات وياسمين تجاه شيرين بسبب جمالها وتفوقها عليهم.

أما آيات، فقد كانت تشعر بأن أحمد ووالديه يميزون شيرين عنها، ما جعلها تشعر بالغيرة. وقد اتفقن جميعًا على مضايقة شيرين؛ فكلما حاولت شيرين فعل شيء، كان يفسدونه عمدًا. حتى في المطبخ، كانت تتعمد إفساد طعامها، مما جعل علاقة شيرين بميرفت تتدهور تدريجيًا. ورغم أن ميرفت كانت طيبة، إلا أنها لم تكن تدري بما يحدث.

مرت الأيام، وازدادت الخلافات بين أحمد وشيرين. أصبح الوضع لا يُحتمل، وزاد عناد أحمد وتسلطه، مما دفع شيرين لطلب الطلاق. وافق والدها على الفور، وأخذها إلى منزله وسط سعادة تهاني وأماني وياسمين وآيات. لكن حلمي وميرفت كانا في حالة حزن؛ فقد كان حلمي يرى أنه على الرغم من كل المشاكل، لم يكن من المفترض أن يعنف أحمد شيرين.

مرت فترة من الزمن، وعاشت شيرين في منزل والدها، وهي تشعر بالحزن والخذلان. كانت في العشرين من عمرها فقط، وبدلاً من أن تحتفل بزواجها، أصبحت مطلقة، بينما كان أصدقاؤها في نفس العمر ما زالوا لم يتزوجوا بعد. في يوم من الأيام، أثناء تسوقها مع والدتها، أغشي عليها فجأة. صرخت والدتها طلبًا للمساعدة، وأعطاها أحد المارة الماء لتستعيد وعيها. بعد أن استعادت وعيها، أكدت لشيرين أن كل شيء على ما يرام، لكنها كانت تشعر بشيء غير طبيعي.

قرر والدها أن يأخذها إلى الطبيب، وهناك اكتشفوا أنها حامل في شهرها الثالث. عادوا إلى المنزل وهم في حيرة من أمرهم: هل هذه مشاعر فرح أم حزن؟. قرر والدها الاتصال بأحمد ليخبره بالخبر، ففرح أحمد بشدة وجاء مع المأذون ليعيدها إليه. وعلى الرغم من المشاكل، رجعت شيرين إلى أحمد بسبب حملها.

مرت شهور الحمل بسلام، وولدت شيرين ابنتها "بسمة"، التي حظيت بحب ودلال من والدها وجدها. لكن مع مرور الوقت، عادت المشاكل بين أحمد وشيرين. قررت شيرين أن تأخذ ابنتها وتذهب بعيدًا، مما أصاب الجد حلمي بمرض شديد. طلب أن يرى حفيدته، لكن لم يكن واضحًا إذا كان والد شيرين قد وافق على ذلك أم لا.

مات الجد حلمي وهو يتمنى أن يرى حفيدته "بسمة"، ولكن هل كانت هناك محاولات للاتصال به؟ وهل كان أحمد هو من حاول الوصول إليه؟ هذه الأسئلة ستظل معلقة، لكن ما حدث هو أن حلمي توفي وهو يحمل أملًا في قلبه لرؤية حفيدته، وهو أمل لم يتحقق.

قلب زعيم المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن