كانت بسمة واقفة قدام مراه وبتبص على نفسها بتركيز. كان أول يوم ليها في الجامعة، وملامح القلق كانت واضحة على وشها، لكنها حطت ابتسامة صغيرة عشان تدي نفسها شوية ثقة.
نزلت على السلالم بخطوات بطيئة، ولما وصلت، لقت عيلتها قاعدين على السفرة، مستعدين للفطار.
بسمة بابتسامة هادية: "صباح الخير."
والدها بابتسامة دافية: "صباح الخير يا بوسي، يلا اقعدي كلي حاجة."
ابتسمت له بسمة وقعدت جنب أخوها مصطفى، حاضنته بحب وطبعت قبلة على رأسه. مصطفى بصّ لها بحب كبير؛ هي أكتر حد بيحبه، وبيعتبرها مش أخته بس، كأنها أمه اللي بتسنده.
بعد ما خلصوا الفطار، خرجت بسمة مع والدها اللي قرر يوصلها بنفسه الجامعة. قعدت في العربية وهي حاسة برهبة، كأنها أول يوم ليها في المدرسة، ومش قادرة تسيطر على توترها.
لما وصلوا، كانت متفاجئة جدًا من اللي شافته. شباب وبنات قاعدين مع بعض، بيتكلموا بصوت عالي، بيضحكوا وبيهزروا بحرية غريبة عنها. بصت لهم بعدم اهتمام وقررت ما تركزش معاهم، لكن في عقلها كانت عارفة إنها مش مرتاحة في الجو ده.
قربت من بنت شكلها محترم ولبسها محتشم، وقالت لها بكسوف: "لو سمحتي، إمتى أول محاضرة؟"
البنت بابتسامة: "انتي سنة أولى؟ أنا كمان، المحاضرة كمان ساعة كده."
ابتسمت لها بسمة، حسّت براحة غريبة للبنت، وقررت تقعد في ركن بعيد، خرجت الموبايل ولبست السماعات، وبدأت تتفرج على مسلسلها المفضل "عملية سرية" اللي بتعشق بطله فانش. قعدت مستمتعة بالهدوء لحد ما بدأ وقت المحاضرة، قامت وراحت.
---
في مكان تاني تمامًا...
كان عيسي في وسط المكان الغريب، صوت الصراخ كان مليان بالمكان بعد ما خلص من تعذيب واحد من الخونة اللي حاولوا يبيعوه مقابل مبلغ ضخم من الفلوس.
عيسي ببرود قاتل: "ارموه بعيد."
رجالته بصوا له باستغراب، أول مرة يشوفوه ما بيقتلش الخاين. فهم عيسي نظراتهم، وبص لهم نظرة كأنها سهم اخترق قلبهم من الخوف، خلتهم ينفذوا من غير تردد.
مشي عيسي خارج المكان، شال جاكيت بدلته اللي كان متلطخ بالدم، وركب عربيته متوجه للقصر بتاعه، وراه حراسه اللي بيحافظوا على مسافته بدقة.
دخل عيسى القصر، وطلع على أوضته يدندن أغنية عالقة في دماغه، ويبدل هدومه لبذلة زرقاء أنيقة، ورش العطر اللي بيتميز بيه.
نزل قعد على السفرة، وفي عقله حاجة واحدة... النهارده أخيرًا، حبيبته هتعيش معاه، سواء برضاها أو غصب عنها.
بعد ما خلص فطاره، خرج للشركة، وصل بعد 10 دقايق من قيادة متهورة، وخلفه الحراس. كان ماشي بثقة، ولا بيبص لحد، موبايله في إيده وبيبص على حاجة واحدة... أخبار فاتنته.
زي العادة، لقاها قاعدة لوحدها، ابتسم وهو بيفكر فيها، ودخل مكتبه عشان يخلص شغله بسرعة، عينه على الوقت، ومستني اللحظة اللي هيشوفها فيها.
---
بعد 5 ساعات...
رجعت بسمة البيت، تعبانة ومرهقة بعد يوم طويل، فتحت الباب بمفتاحها وهمجية، رمت حذائها على جنب، ووضعت حاجتها على الطاولة، ودخلت أوضة الصالون.
بسمة: "آآآه، أنا مش هروح الجامعة دي تاني!"
لكن فجأة، قطع كلامها وجود شخص غريب قاعد جنب والدها. بصت له بخجل، وراحت بسرعة قعدت جنب أمها، اللي ندهت لها بإشارة بسيطة.
والدها بابتسامة: "المهندس عيسي طالب إيدك، وأنا بصراحة شايفه شاب محترم وناجح في شغله، لكن القرار ليكي يا حبيبتي."
بصت بسمة لوالدها بصدمة، كانت مش مصدقة اللي سمعته، وزواج إيه ده؟ ولما رفعت نظرها ناحية عيسي، لقت عينيه مركزة عليها بنظرة غريبة، خلت قلبها يدق بسرعة. وبغير وعي، لقت نفسها بتقول بهدوء: "موافقة."
ابتسم الجميع بسعادة، وقرروا يقروا الفاتحة. بعد كده، طلب عيسي من والدها إن الخطوبة والفرح يكونوا في نفس اليوم، بعد أسبوع واحد بس!
والدها باستغراب: "لا يا بني، مش هينفع كده، ده وقت قليل أوي!"
عيسي بإصرار: "أنا مش عايز حاجة غير بسمة."
وبعد إلحاح كبير منه، وافق والدها في الآخر.
قعد عيسي معاهم شوية، وبعدها قام يمشي، لكنه بصلها بغمزة خبيثة قبل ما يخرج.
---
طلعت بسمة على أوضتها، بدلت هدومها بسرعة، وحطت راسها على المخدة وهي لسه مش مستوعبة اللي حصل. جواها مشاعر متضاربة... خوف من عيسي، وراحة غريبة قربه منها. ابتسمت لما افتكرت غمزته قبل ما يمشي، وحاولت تنام وهي بتفكر فيه.
وفي مكان تاني، كان عيسي هو كمان راجع بيته، بيضحك لوحده، ومستغرب من نفسه إزاي أصر بالشكل ده على والد بسمة، لكنه مقتنع... بسمة هي أهم حاجة في حياته دلوقتي.
نام وكل تفكيره فيها، مستني اليوم اللي هتكون ليه فيه بشكل نهائي.
-
أنت تقرأ
قلب زعيم المافيا
Romanceهي ملاك تعذبت كثير من جميع من حولها وبخاصه اهلها هو زعيم مافيا هل سيكون منقذها