لَمحَةٌ عن مَادلِين كاتُولِي:
_____________________________________
________________
«أيّتها المَلِيحةُ الحمرَاء.. توَقّفِي عن الإرتجَاف، صقلُكِ ليسَ صعبًا علَيّ.. فنارُ اللعنَةِ قد أضرِمَت فيكِ بالفِعل..»
________________
___________________________________
أخَذت الشّمس موقِعهَا في السّمَاء فبعَثت قلّةً من جندِ الدّفءِ خاصّتهَا لتبددَ بردَ الفجرِ وتذِيبَ الجليدَ الرقِيق عن أسقفِ المنازلِ ذات القرمِيدِ القرمزِي والأزرقِ والأسودِ الدّاكِن..
إستيقظَ الباعةُ المتجوّلونَ كمَا فعلت بغَالهُم وراحُوا يجوبُونَ الشوارعَ ويطرقُونَ البيوت رجَاءُهم بيعُ سلعِهم قبلَ بدءِ الحصَاد أو ما يسمّيهِ البعضُ ميتِيس آراندِي.
في تلكَ اللحظَات وفي ذلكَ المنزِل الدافِئ، همّت مادلِين بإرتداءِ فستانِها الأبيض الحريرِيّ ذو الأكمَامِ المطرّزة تطريزًا بسيطًا، أبيضٌ كلّه لا تشوبُه شائِبةُ لونٍ مغايرٍ للّونِ النّاصِع فبدت للنّاظِر عروسٌ مكفّنَة لا تهوَى الألوَان..
حملَت وشَاحَها الحريرِي الأبيَض كذلكَ ووضعتهُ على رأسهَا، ثمّ راحَت تلُفّه على خصُلاتِها الحمراءِ فسترتهَا عن الأعيُن وأنهت الرّبط بعقدةٍ صغيرةٍ أسفلَ قفَاهَا..
" هذَا سيفِي بالغَرض، سننهِي الأمرَ أيّها.. الضَابِط هيبرُو! "
لم يكُن يطيبُ لها حتّى ذكرُ إسمِه على لسانِها، فبرأيِها هو فتَى متملّق بهيئةِ رجلٍ محترمٍ بديعِ الزّي والوجه، ولطفُه المبالغ مع الجَمِيع يستفِزّها أكثرَ من كونِه كثيرَ التحديقِ بالفتيَات.
تأكّد مادلِين أن التوأمانِ منشغلانِ في الأسفل وأن لا أحد منهمَا يتجوّل في الرواقِ العلوِيّ بعدَ أن غادرَ عمّاهَا كلٌّ إلى عملِه، أحكمت إغلاقَ باب غرفَتها السّكرّي ولم تكتفِي بإبقاءِ المفتاح فِي ثقبِه فقط بل وسحَبت طاوِلةَ الرّسمِ القديمة خاصّتها أمامَه بصعوبةٍ لتنفُضَ كفّيها بإعياءٍ شدِيد..
أنت تقرأ
ديسديمونا ~~ 𝓓𝓔𝓢𝓓𝓔𝓜𝓞𝓝𝓐
Fantasyديسديمونا~ ثلاثُ بتلاتٍ وهِي الرحِيقُ، وانتهى الربِيعُ قبلَ أن تزهِر، إنقلبتِ الفصولُ فحلّ الشتاءُ بعدَ الربِيعِ ثم عادَ في لحظةِ القيظِ كي يثمرَ.. . . . بقلمِي: هندِباء🌼 إهداء لكل من هجرت أرواحهم حياتنا فنَاموا في قبورٍ من تراب.. رحِم الله أحبتي...