إذا كنت قد قررت أن تصبح كاتبًا، فأنت على الأرجح قد قرأت العديد من الكتب أو شاهدت أفلامًا عن "كيف تكتب الرواية المثالية". لكن السؤال هنا: هل فكرت يومًا في كتابة رواية لن يقرأها أحد؟ قد يكون هذا السؤال غريبًا، لكن دعني أخبرك أنه أسهل مما تتصور!
إن كتابة رواية لن يقرأها أحد يتطلب مهارة خاصة، تمامًا مثل كتابة رواية تصبح من أكثر الكتب مبيعًا. الفرق الوحيد هو أنه في هذه الحالة، ستتجنب القارئ تمامًا، وستحظى بفرصة لكتابة كل ما يخطر في بالك دون أي خوف من "الحكم". إليك بعض النصائح الساخره التي ستساعدك في هذا المجال:
ابدأ بلا هدف واضح: لا تزعج نفسك بتحديد قصة. لماذا؟ لأن وجود قصة في الأساس هو فكرة مغلوطة! ببساطة، ابدأ بكتابة جمل غير مترابطة، أبطال بلا دوافع، وأحداث تظهر من العدم. دع القارئ يعاني ليكتشف ما الذي يحدث، وكن متأكدًا أنه سيغلق الكتاب بعد الصفحة الثالثة.
اختَر أسلوبًا مبالغًا فيه: لماذا تستخدم كلمات عادية إذا كان بإمكانك استخدام "أفخم" الكلمات؟ اختر كلمات صعبة، كلمات لا يفهمها حتى قاموس أكسفورد، وابدأ في التلاعب بها. في الواقع، إذا كان بإمكانك إدخال أكثر من 1000 كلمة في جملة واحدة، فهذا سيكون إنجازًا عظيمًا!
اخلق شخصيات بلا شخصية: جميعنا نعلم أن الشخصيات هي أساس أي قصة، ولكن ما رأيك أن تكتب شخصيات بلا ملامح، بلا دوافع، وبلا روح؟ اجعلهم يتحدثون بلا توقف، بينما لا يفهم أحد لماذا هم موجودون أصلاً. ببساطة، اجعلهم مجرد تماثيل من الكلمات!
التعقيد هو المفتاح: اجعل حبكتك معقدة لدرجة أنه حتى أنت نفسك لن تتذكر في النهاية ما كنت تكتب عنه. الشخصيات تتحول فجأة إلى شخصيات أخرى، وتحدث أحداث لا علاقة لها ببعضها، والزمان والمكان يصبحان مجرد تفاصيل لا أهمية لها. المهم هو أن كل شيء غامض وغير منطقي!
الكتابة بدون مراجعة: لا تراجع، ولا تصحح. دع الكلمات تتناثر كما هي. هذا النوع من الكتابة هو الذي يضمن لك عدم قراءة أي شخص لهذا العمل. لأن القارئ سيشعر بأن الكتاب مكتوب من شخص يكتب على عجل، وربما لم يُنهِ تعليمه بعد!
وأخيرًا، تذكر أنه في هذه الرواية، الهدف ليس أن تكون "جيدًا"، بل أن تكون غير مقبول تمامًا. ربما يكون النجاح الحقيقي في الكتابة هو أن يرفضك الجميع، وأن تظل مجهولاً في عالم الأدب.
الآن، دعنا نكمل الكتابة بطريقة ساخرة ومبهمة كما لو أننا في لعبة لغوية معقدة لن يفهمها إلا القليل... أو لا أحد!