الفـصـل الاول

19 1 0
                                    


قبل عشرة اعوام قاتمه
اعتلت الابتسامه ثغرها الاحاني واردفت بنبره ساخره : تربيه نـدِيـهُ وش اتوقع منك
التمت حول نفسها وهي ترجف من شده الخوف اللي اسطوطنها من القت كلماتها الدايه
، انـت حـامـل ، حامل وهي بالثامنه عشر من عمرها وش سوت بحياتها غير انها حبت ولد عمها حب ضايع حب دخلهم بـ شتات مريب قاطع سراحانها صوت جدتها مناهل : لا تحسبين كذا وهيب بيتزوجك وهيب راح يتزوج ضياء بس وهي اللي بتصير زوجته وانت اقعدي مع حبك
تقدمت لهم بخطوات تحمل الخذلان ورفعت راسها وارتكزت اعينها بـ اعين جدتها واردت : وانا اوعدك اني ماراح اوقف او اصير عائق بـ حياته
مناهل بسخريه : ما توقعت انك تجيبين اول طفل لك مثل امك بالحرام بس تدرين وش الفرق انتِ كملتي حياتك مع ابوك رغم جيتي بغلطه منه بس هالزفت اللي ببطنك بحياته كله ماراح يعرف انه وهيب الرباح ابوه يالبريق
توسعت اعينها الناعسه من تفكير جدتها الدنيئ الى ان تقدمت لها ندِيهُ بخوف : يمه بنتِي
اطلقت العَنان لـ دموعها وانكمشت داخل احضان والدتها الحاظره لـ الموقف شدت على ابنتها ونطقت بقهر شديد : وهيب من حقه يعرف بالحمل هذا وحنا مو مدينه عشان نروح ننزله يـ مناهل
إرتفعت حاجبيها بسخريه : مناهل هذا احترامك لي يـ حرم عبدالله أساسًا اتوقع منك كل شي انتِ وغادرت المكان بهدوء يعكس على شرها ، تقدمت لها الدايه واحتضنت ايديها الراجفة : بريق يمه جدتك راح تسوي المستحيل عشان تاذيك والله خايفه عليك منها ومن شرهًا
ندِيهُ لمت بريق الساكنه لها : انا بخليها تندم على كل شي سوته ببنتي
الدايه مسحت على بطنها بخفه ونطقت : ما تكلمت قدام جدتك بس انتِ لك شهرين حامل
ابتلعت ريقها بذهول : وش
الدايه تنهدت بضيق عليها : انتبهي على نفسك وضفت اغراضها وطلعت
حدقت بـ ابنتها ونطقت : ليه قرب منك ليه يـ بريق تتوقعينه بيتزوجك وجدتك تبيه لـ ضياء .
"

رفعت راسها على صوت خطواته الهادئه وامتلت اعينها بالدموع من لاحضت انه يحدق فيها ببرود واردفت بغصه : هذي نتيجهه حبنا طفل ما ندري وش مستقبله ولا مصيره
جلس بالقرب منها ونطق بنزعاج من كلماتها : تدرين اني احبك واسوي المستحيل عشانك حتى لمه رحت اكمل دارستي كنتِ ماليه عيني ولا فكرت بغيرك وانتِ عارفه انه جدتي اللي مصره اتزوج ضياء والحين تجي بكل برود تقول محبوبتك حامل
قوست شفايفها بقهر من انفعاله عليها والواضح انه عرف من جدته مو من امها : روح تزوجها تحسب بوقف بوجهك واقوولك لااا كمل حياتك وانسى بريق لان هي ماتت بالنسبه لك.
سحبها له من ذراعها ودفن وجهها بعنقه ونطق بضعف اول مرهه تشوفه فيه : مو على كيفك انتِ لي وملكي وحبيبتي وكل شي بالنسبه لي
ضربت يسار صدره والقهر يغلي داخلها ، تعرف انها غلطانه وكثير وعقابها عند ربي شديد لانها مشت تجاه رغباتها وحبها اللي توقعت نهايته كذا عارفه وفاهمه كل شي حولها بس الحب لعب فيها وسوت اشياء ما كانت تتوقعها ابدا وضريبه هالحب هالطفل اللي بداخل جوفها دفعته عنها واردفت بهدوء : سوي اللي تقدر عليه الله يقويك ومبروك عليك ضياء .
'
كان يسمع تذمر امه عليها وعلى بنته البكر وحبيبه قلبه كان يعرف بكل شي بس توقع انها علاقه حب عاديه لانه هو حب ندِيهُ هالحب ومر بنفس هالموقف وبريق كانت الضحيه بريقه عادت نفس الغلط ومع ولد عمها بعد مابيده حيله ابدا لو الموضوع وصل لـ هذال بيكبر وراح يذبحها لان هذال بنفسه رافض زواج وهيب وبريق من سنين وهو عارف اتم المعرفه انه امه ماراح تعدي الموضوع بدون ما تخبر ابوه " هذال " فز وفز قلبه معه لـ دخول ابوه  ذو الملامح الجامدة وخلفه اخوه عبدالعزيز : يبه
هذال بجمود : هذي اخر تربيتك يـ عبدالله البريق وفعايلها متى نخلص منهم
عبدالله : يبه اسمعني
هذال ضرب بعصاته على الارض : وش اسمع فعايل بنتك اللي تسود الوجه انا افضل تروح تدور مين سوت معه فعايلها ويجي يضفها مننا
عبدالله بحده : يبه مو بس بريق الغلطانه روح اسال حفيدك وش مسوي  و اشر على وهيب
رفع راسه وحدق بجده دون خوف : ايه انا ابو الطفل اللي حامل فيه بريق وتقدر تسال جدتي بعد
اتسعت مناهل احداقها بقهر من اعتراف وهيب رغم انها هددته ومنعته عن القول.
"
تقدم بخطوات ثقيله و وقف امام وهيب اللي يحدق فيه ببرود : اجل يـ ولد عبدالعزيز عندي استعداد اتكفل بالطفل وامه ولا ازوجك ياها لان بكل بساطه انت راح تتزوج من ضياء
عبدالله ثارت اعصابه من برودهم احر ما عنده وابرد ما عندهم : هذيي بنتي وانت وحفيدك تبون تلعبون فيها لعب وش تبي الناس تقول عنا
مناهل بنبره ساخره : بنتك اللي استرخصت نفسها
بلع ريقه بحيره وحدق بـ اخوه : وانت انت راضي عن فعله ولدك فهمني
عبدالعزيز اردف بهدوء : لا طبعا بس تبيني اكسر كلمه ابوي عشان ولد
هذال وقف بشموخ وحدق بـ وهيب واعتلت الابتسامة ثغره : عرفنا بريق بتكون لـ مين
هز راسه بالنفي وكانه يحاول يوقف افكار جده الشريره : ماراح اسمح لك تزوجها غيري ماراح اسمح لكم فاهميننن وغادر المجلس
عبدالله بذهول : ليكون بتعطيها ناجي ولد اعدانا
هذال سحب نفس عميق لـ داخل جوفه : شوف يـ ولدي تعرف اني احب بريق وابي مصلحتها
عبدالله ضحك بسخريه : ومصلحتها تزوجها لـ عدو
هذال رفع حاجبه : انا بقول لـ ناجي كل شي قبل لا يتزوجها والنهايه محد له دخل فينا ولا يهمنا كلام الناس ويـ عبدالله انت اكثر واحد عارف انه امك ماراح تترك بريق بحالها لو صارت حرم وهيب ويلا اطلع نادي لي بريق بتفاهم معها
بعد مرور عده دقايق
دخلت وصدرها يصعد ويهبط من شده الخوف من جدها : امرني
هذال : ليه خيبتي املي فيك
برقت عيناها بالدمع ونطقت : يبه والله احبه
تبسم بسخريه : وتحدين نفسك بالغلط عشانك تحبينه هذا هو بيتزوج ولا سال عليك ولا على اللي ببطنك يـ بنت الـعبدلله.

'
انقبض قلبها من شده الخوف انغرست فيها غريزة الامومه مستحيل تتخلى عن اللي ببطنها ماراح تسمح لحد يبعده عنها امطرت سماها من تذكرت كلامه لها ، نرجع لـ قبل يومين
توسطت احضانه واردفت بنزعاج : جدتك صايره تزعجني جدا واي شي اسويه تمسكه علي حتى حوريه الصغيره ما تركتها بحالها اوف
ابتسم بخفوت وقبل ثغرها : تراها جدتك بعد يـ بريق هالقلب وعيب تقولين كذا
كشرت ملامحها وبعدت عنه : يعني انا الغلطانه صح نسيت انك ما ترضى على جدتك حبيبه قلبك
اعتلت صوت ضحكته الرنانه وحاوط خصرها وسحبها له : حتى زعلك ياسرني وش سويتي فيني يـ بنت العبدالله مو طبيعي حبي لك
بريق بغرور : انا محبوبه من الله
وهيب رفع حاجبه وابتسم : يحلوه اجل
ميلت شفتها وتنهدت : متى نكون لبعض ونعيش تحت سقف واحد بدون خوف من احد
مرر ابهامه على خدها بلطف : لو الموضوع بيدي كان تزوجتك اليوم قبل بكرا بحاول بجدتي قد ما اقدر تعرفين اني احبك واسوي المستحيل عشانك
بريق بقهر طاغي على قلبها : بس هي تبيك لـ ضياء
وهيب بهدوء : ليتنا نمشي على مقوله البنت لـ ولد عمها لان بعدك تعبني
طاحت طرحتها من حركتها المفرطه وتبين له شعرها الحريري اللي بسواد الليل اطلق تنهيده تعبر عن ما بجوفه : ليه انتِ حلوه كذا
بريق ابتسمت بخجل ورفعت طرحتها : برجع لـ امي لا تفقدني يـ ولد العم
عقد حواجبه بنزعاج : ماحبها منك ترا
بريق تبسمت له ومشت.
اغمضت عيناها بعنف من الذكرى المؤلمة بالنسبه اليها اطلقت العنان لـ دموعها مجددا :
دايم أدعي ربي بـ " يارب لا تنزع حبه من قلبي "
‏بس هالمره أنا تعبت من هالحب يارب أنزع حبه من قلبي.

'
صباح جديد واحداث جديدة ومخيفه بعض الشي لـ بطلتنا " بريق " ماتدري وش مصيرها ابوها تركها وامها ما بيدها شي ولا جدها اللي خذلها بكلامه فزت بذعر من صوت الباب القوي تقدمت له بخطوات بطئيه جدا : مين
نطق عبدالله من خلف الباب : افتحيه
ابتلعت ريقها بخوف وفتحت الباب وسرعان ما اردتت لـ الخلف من دفعها ابوها : وبعدين معك فهميني وش بنسوي بالمصيبه اللي طيحتيها علينا
نزلت دموعها بضعف : يبه
عبدالله حدق فيها بقهر وشدها من شعرها : انااا مو ابوك فاهمه تدرين وش حبيبك حدد زواجه بعد اسبوع وانتِ اقعدي خيسي وعفني هنا جعلك بالموت لانك وحده عاهره
تسارعت انفاسها ونبضات قلبها من كلمه ابوها هزت فيها براكين خامدة فعلا كان ذنبها الوحيد انها حبت وهيب وارتكبت الغلط شهقت بالم من صفعها والدها بقوة و انغمست بين يدين والدها بالضرب المبرح لين ما اوقفه صوت هذال العالي : عبدلله اتركهااا
بعد عنها ودفعها لـ الارض : خليها تموت يمكن تفكني من افعالها الرديه
هذال ارتفعت حاجبيه بنزعاج وحدق بـ عبدالله : اطلع من هنا ابيها بموضوع
عبدالله تنهد بغضب واستمع لـ والده وغادر المكان
زمت شفتها ببكى : انت بعد جاي تكمل علي
هذال مسح على شعرها بحنيه مفرطه : لقيت من يستر عليك
ارفعت اعينها لـ جدها بذهول : وشش
اكمل هذال بهدوء : نـاجـي العايد و راضي فيك يـ بريق اتم الرضى ومستعد يربي اللي ببطنك
ضحكت بصدمه : بدال ما تجبرني اتزوج ابوه " اشرت على بطنها " تقوم تدور واحد يستر علي ومين ولد عدوك اللي مات على ايادي الرباح يبه وين عقلك فهمني
هذال حدق فيها لـ ثواني ثم اردف بخفوت : انا عارف مصلحتك اكثر منك
بريق : ومصلحتي انك تزوجني ولد عدوك
هذال رمقها : المساء هذا راح تطلعين له عروس
بريق حدقت فيه بذهول : يبه لا تسوي فيني كذا شلون قوى قلبك علي
هذال بحده غريبه عليه : انتِ اللي جنيتي على نفسك يالبريق

جعل الوسم يسقى ثرا نجد يا وهيب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن