تحت ظلال الانتقام

ندم و حزن

في الزنزانة، حيث ظل كارلوس غارقًا في صمته العميق، كان كلايد يقاوم الموت بأعجوبة. تنفّساته كانت تزداد صعوبة، وعيناه تكاد لا تميزان بين الضوء والظلام. على المقعد القريب، كان كلاود يقف مترددًا، يحاول أن يقرر ما إذا كان عليه أن يُخاطر ويقحم نفسه في المعركة الأخيرة، أو يهرب بعيدًا ليحفظ حياته.

الصمت كان ثقيلًا، ولكن الألم والخيارات المرهقة كانت تجتاح المكان. في زاوية الزنزانة، كان كل شيء يتحرك ببطء، حتى الزمن كان يبدو وكأنه يلف حولهم في دوامة لا نهاية لها. كان يدرك الجميع أن القرار الذي سيُتخذ في تلك اللحظات ربما سيكون هو الفصل الأخير في قصتهم.

وسط المعركة التي لا يلوح لها أفق، أدرك كلاود أن كل خطوة ستكون فارقة. فحتى لو اختار أن يواجه ما هو قادم، ربما لا يكون هناك مجال للعودة بعد ذلك.

عندما خرج كارلوس من الزنزانة، كان قلبه مليئًا بالعزيمة، لكنه لم يكن يخفف من وطأة الخطر الذي يلاحقهم. كانت الخطوات التي يخطوها مع كلاود نحو قصره ثقيلة، ولكنهما كانا يدركان أن أي تأخير قد يعني نهاية كلايد. في أعماق قلب كارلوس، كان يعلم أن المهمة لم تكن مجرد إنقاذ حياة، بل كانت تتعلق بمستقبلهم جميعًا.

وصلوا إلى القصر، حيث كانت الأجواء مشحونة بتهديدات إمبراطورية ظاهرة، ولكنهم تمكّنوا من الوصول إلى الطابق السفلي بسرعة. في الزمان والمكان الذي لم يكن يعترف بالرحمة، وجدوا كلايد ممددًا على طاولة، مغطيًا بالضمادات، وقد بدا جسده الهزيل يتألم من الجروح التي تسببت بها معركته الأخيرة. كانت عينيه شبه مغمضتين، وكأن كل لحظة تمر تُسحب منها روحه شيئًا فشيئًا.

نظر كارلوس إلى كلاود، وكانت نبرة صوته خافتة ولكنها مليئة بالحزم: "الوقت ينفد، لن نتمكن من إعادته إلى الحياة إذا تأخرنا أكثر من ذلك."

قفز كلاود إلى العمل بسرعة، بينما وضع كارلوس يده على رأس كلايد، وشعر ببرودة جسده التي كانت تغريه بالتوقف عن الأمل. لكن الأمل كان آخر سلاح يملكه.

"لا وقت لدينا. تأكد من أن كل شيء في مكانه،" قال كارلوس وهو يتحرك بحذر، مستعدًا لتنفيذ الخطة التي وضعتها عقولهم المتمردة، والتي كانت تعني أكثر من مجرد محاولة إنقاذ، بل كانت تمثل محاولة لتغيير الموازين في مواجهة الإمبراطور.

تحت ضوء الشموع الخافت في الغرفة المظلمة، بدأ كارلوس برسم دائرة سحرية عملاقة على الأرض، خطوطها معقدة ومليئة بالرموز الغامضة التي تلمع بلون أزرق باهت. كان كل شيء دقيقًا، وكل حركة محسوبة. حمل كلايد، الذي كان يغرق في الألم، برفق ووضعه وسط الدائرة. كان جسده مغطى بالضمادات، لكنه ما يزال يعاني من الجروح التي كادت تقضي عليه.

بينما كان كلاود يخلع قميصه استعدادًا للمرحلة التالية من العملية السحرية، كانت يده ترتجف قليلاً، لكنه جمع قواه وقف أمام الدائرة السحرية. ثم بدأ يستخدم السحر ، مستجمعًا قوته لعلاج كلايد. كانت الطاقات السحرية تتجمع في الهواء، وتندفع نحو جسد كلايد الذي بدأ يصرخ من شدة الألم. كان الألم يزداد مع كل لحظة، وظهرت تشققات على جسده، وكأن السحر نفسه يحاول دفعه إلى حافة الموت.