تحت ظلال الانتقام

الظل الازرق

بينما كانت الأنوار الخافتة تملأ الغرفة المظلمة، كان كلايد يخبئ شيئًا ما داخل ملابسه بحذر شديد. قام بحركة سريعة ليتأكد من أن أحدًا لم يلحظ ما عثر عليه، ثم همس بصوت منخفض، كأنما يشاركه سرًا مع الظلال:

"لقد وجدت كومة أوراق تحوي على سحر قديم، من الأفضل أن نرسلها إلى البرج السحري."

نظر إلى كارلوس و إيلينا، اللذين كانا في الغرفة معًا. بعد لحظة من الترقب، وافق كارلوس على الفور، وأومأ برأسه في موافقة. كان من الواضح أنه يعلم جيدًا أهمية هذه الأوراق، وأن إرسالها إلى البرج السحري هو الخيار الأكثر أمانًا.

أما إيلينا، فقد كانت تراقب الموقف بصمت، لكن عينيها كانت تحملان شكوكًا. لكنها لم تتدخل، فقد كانت تركز على أفكار أخرى.

بينما كانت الأساطير عن الظل الأزرق تتناقل عبر الأجيال، وتُروى كقصص عن اللعنات والانتقام، كانت الحقيقة أبعد بكثير من تلك الحكايات السطحية. الظل الأزرق لم يكن مجرد لعنة على العائلة الحاكمة، بل كان سرًا عظيمًا، سرًا يخفي وراءه قوة مظلمة لا يجب على أحد اكتشافها. الحقيقة التي كانت مخفية بين صفحات الكتب القديمة، كانت تتحدث عن شيء لا يعلمه الكثيرون: الظل الأزرق لم يكن مجرد طيف يتبع نسل العائلة الحاكمة، بل كان بوابة لشيء أعمق وأخطر.

الظل الأزرق، بحسب تلك الكتب القديمة التي اكتشفها كارلوس وإيلينا، كان أثرًا لسحر قديم ومحرّم، ليس له علاقة باللعنات الشخصية أو الانتقام، بل كان يحمل سرًا أعمق يتعلق بـ قوة مظلمة كانت مخفية منذ العصور القديمة. في أعماق السطور المخفية داخل تلك المخطوطات، كان يتم الحديث عن القارة المظلمة، وهو مكان لا يستطيع أحد الوصول إليه إلا من خلال التحكم بالقوى السحرية المحرمة، والتي كانت قد أغلقت منذ فترة طويلة.

القارة المظلمة، كما تقول الكتب، لم تكن مجرد أرض مظلمة أو مكان منسي، بل كانت أرضًا مليئة بالقوى السحرية المدفونة، والتي كانت في يوم من الأيام مركزًا لأكبر إمبراطورية سحرية في تاريخ العالم. الظل الأزرق، الذي كان يظهر بين جنبات الأزمان، لم يكن إلا حارسًا لهذه القارة المظلمة، حارسًا يضمن أن لا أحد يكتشف موقعها أو يدخل إلى أعماقها.

وفي تلك الكتب، كان الحديث يتكرر عن سحرة قدامى من العائلة الحاكمة الذين حاولوا استغلال هذه القوى، لكنهم فشلوا في السيطرة عليها. وبدلاً من ذلك، أطلقوا الظل الأزرق كأثر جانبي لتجاربهم الفاشلة. كان هذا السحر قد خُلق بطريقة تحجب وجود القارة المظلمة، بحيث يظل مكانها مخفيًا عن العالم الخارجي، ويظل الظل الأزرق يتسلل عبر الزمن ليحمي هذا السر.

وبينما كانت العائلة الحاكمة تحاول استعادة قوتها عبر السحر الأسود، كانت هي نفسها مقفلة في سجن من الأسرار، وكل محاولة للتحرر من هذا السجن كانت تثير الظل الأزرق، الذي يطارد أي شخص يسعى للكشف عن هذا السر.