في المساء، بينما كان يجلس في تلك القمة وحيدًا، يحدق في ضوء القمر الساطع الذي كان يتسلل عبر الأشجار، كخيوط فضية تنسج أحلامًا هاربة.
كان شعره الأسود يختلط بظلام الليل، وعيناه بدتا كسماء غامضة قد هربت نجومها، عميقتان ومليئتان بالفراغ.
فجأة، شعر بشيء يندفع نحوه، وبحركة سريعة استدار ليلتقطه.
كانت مفاجأته كبيرة عندما وجد زجاجة من الكحول بين يديه.
حدق بها للحظة، ثم نظر إلى مصدرها ليكتشف صديقه يقف هناك، يبتسم بخفة، لكن ابتسامته لم تستطع إخفاء الحزن الذي كان يعتصر قلبه.
"الطفل؟"
سأل ميونغ جين، محاولة منه لتوجيه الحديث بعيدًا عن الألم الذي يثقل كاهله.
جلس صديقه بجانبه، وعبس قليلاً قبل أن يجيب،
"لقد طلبت من زوجتي الاعتناء به."
كانت كلماته تنبعث من عمق حزنه، كأنها تخترق جدار الصمت الذي كان يحيط بهما.
تبادلا نظرات صامتة، حيث كان كل منهما يدرك ما يعيشه الآخر.
وقد كانت ثمة لحظة من التفاهم العميق، وكأن الكلمات لم تعد بحاجة إلى النطق.
بينما كان القمر يتلألأ في السماء، كان الألم والتساؤلات يتراقصان حولهما، لكن وجود الصديق كان بمثابة شعاع خفيف من الأمل في ظلام حالك.
جلس الصديق بجانبه، محاولًا تقديم الدعم، بينما استمرت النسائم في العصف حولهما، تحمل معها ذكريات الماضي وأحاسيس الفقد، قال ميونغ جين بصوت مختنق
"آسف على هذه المتاعب."
ابتسم صديقه برفق، لكن عينيه كانت تحملان تعبيرًا من التعاطف.
"ما الذي تتحدث عنه بحق؟ في مثل هذه الأوقات، من المفترض أن تقول شكرًا لا أن تعتذر."
"هاها.. شكرًا."
أطلق ميونغ جين ضحكة مكتومة، كأنها محاولة لتخفيف وطأة الحزن الذي يثقل قلبه.
مرت لحظة من الصمت بينهما، حيث كان القمر يضيء المكان بضوءه الفضي، بينما كان ميونغ جين يميل الزجاجة بيديه، يتأمل محتواها وكأنها تحمل ذكريات لماضيه.
كان شعور الغربة يتسلل إلى قلبه، وأفكاره تتراقص حول فقدانه.
"سانغ مين"
مزق صوته الهادئ سكون المكان وهو ينادي صديقه الذي سرعان ما انتبه إليه.
"أجل؟"
"أتعلم ، في الواقع أنا لا أحب الكحول حقًا."
قال بصوت خافت، وكأن الكلمات تخرج بصعوبة من حنجرة مثقلة بالألم
YOU ARE READING
لحظات منسية
Short Storyفان فيك لرواية عودة النصل المزدهر (غير مرتبطة بأحداث القصة الأصلية ولا تحتوي على حرق) في ليلة مظلمة وهادئة، يواجه رجل تحديًا عميقًا عندما يستقبل طفله الجديد. بينما تتلاشى حدود الفرح والحزن، تبدأ الأسرار المحيطة بولادة الطفل في الظهور، مما يكشف عن...