---كان أفراد العائلة الملكية مجتمعين حول الطاولة الكبيرة الدائرية المزينة بالشموع والأطباق الفاخرة. كان الملك يترأس المجلس، منصرفًا إلى طعامه، تتلامع في عينيه شهوة الطعام وكأنها ملاذه الوحيد. وفجأة، توقف عن الأكل، وضع شوكته وسكينه بعناية على الطاولة، ثم مسح فمه ببطء، ونظر إلى ابنه، ولي العهد، نظرة تخللتها نية مبهمة.
"ستذهب إلى قرية هايدنجري،" قال بصوت عميق لا يخلو من برود ملكي. "أخبرهم أن أمامهم ثلاثة أيام ليجهزوا أنفسهم ويغادروا القرية."
ساد الصمت لوهلة، وتعلقت الأنظار بالملك. شعر الجميع بالصدمة، لكن الأمير كان الأكثر تأثراً، إذ بدا التردد والقلق واضحين على ملامحه وهو يفكر في طلب والده، الذي يخالف قناعاته بشكل صارخ. كيف يمكنه تنفيذ أمر يمس شعبه بضرر كهذا؟
رفع رأسه ببطء ونظر إلى والده قائلاً: "لكن... القرية ليست ملكاً كاملاً للنا، نصفها لهم، وقد وُقّعت اتفاق سابق يمنع سحب الأرض منهم. ثم، إن كنت تفكر في استعباد بناتهم وجعلهن جواري في القصر، فلن أسمح بهذا أبداً."
ارتفع الحاجب الملكي في انزعاج، وكأن صوت الأمير الذي كان ناعمًا ومهذبًا تحول الآن إلى معارضة صارخة. كان الابن يعلم جيدًا أن والده لا يكترث إلا لمصالحه الشخصية، فالملك لم يكن يهمه الشعب ولا المملكة، بل كل ما كان يسعى إليه هو صحة جسده وراحة عائلته، حتى لو كانت رفاهيتهم على حساب أضعف شعبه.
لكن الأمير كان مختلفاً، كان قلبه ينبض بشغف للعدالة، وينفر من الظلم، لا يتحمل رؤية الضعفاء يعانون، حتى لو كان الظالم هو والده.
بالطبع، سأحاول تحسين السرد وإضافة بعض التفاصيل التي تضفي عمقًا على الأحداث وتعزز تفاعل الشخصيات. سأضيف مشهدًا يجمع بين فيوليت والشخص الذي يعترض طريقها، ونوضح تفاعلهما بشكل يجسد توتر اللحظة.---
كان والده يصغي إلى كلامه بعدم اهتمام، فأدرك أن فكرته قد تلاقي استجابةً سلبية خطر بباله إرسال أخيه مكانه، إلا انه تذكر أنه لا يكترث لأحد، ولن يتردد في ارتكاب ما يحلو له، حتى لو كان ذلك يعني الاعتداء على أي فتاة تصادفه.
"حسنًا... حسنًا، سأذهب بنفسي"، قال، مستسلمًا للأمر.
"أحضِر فتياتٍ جميلات... ستكون عربتك جاهزة خلال ساعة. أوه، بالمناسبة، لا تنسَ أن تصطحب عائلة النائب. هم الآن تحت حمايتنا."
---
كانت القرية في حالة فوضى. الناس يجهزون أنفسهم، يحملون سيوفهم، وتتردد أصوات الصرخات من كل مكان. فيوليت وأختها تراقبان الأجواء من نافذتهما، حتى قررت فيوليت التحرك. اتجهت إلى حيث كان حصانها ينتظرها، فاستوقفتها أختها.
"فيوليت، الطرق الرئيسية مليئة بالناس. سيري في الطريق المختصر."
كانت فيوليت تسير على الطريق المختصر، عازمةً على الوصول إلى والدها بسرعة. فجأة، توقفت عربة فاخرة عند مفترق الطريق، وخرج منها رجل ذو هيبة، يبدو وكأنه من حاشية القصر. نظرت إليه فيوليت بشيء من الدهشة، لكنه ابتسم ابتسامة غامضة وهو يناديها.
"فيوليت... أو بالأحرى، ابنة النائب."
اتسعت عيناها بدهشة واستغراب. "ابنة النائب؟ ماذا تقصد؟"
لم يجب مباشرةً، بل اقترب منها بخطوات هادئة، مشيرًا نحو العربة. "لستِ بحاجة للذهاب وحدك وسط هذه الفوضى. هناك أوامر عليا تقتضي أن أرافقك."
نظرت إليه بشك. "أوامر؟ ومن أعطاك هذه الأوامر؟"
رد بابتسامة خفيفة: "لنقل إنها أوامر من مكانة أعلى. وجودك هنا وحدك قد يكون خطرًا، لذا اصعدي إلى العربة وسأوصلك إلى حيث تريدين."
لكن فيوليت رفضت بخطوة إلى الوراء، مصرةً على موقفها. "أستطيع الاهتمام بنفسي، لا حاجة لي بمرافقتك."
ظهرت على وجهه علامات الضيق، لكنه حاول السيطرة على صوته. "لا ينبغي لكِ المجازفة. الأمر ليس كما تتصورين يا ابنة النائب."
بدأ الشك يساور فيوليت، وتساءلت في سرها عن سر هذه التسمية التي لم تسمع بها من قبل. لكن كبرياءها دفعها لأن تستمر في طريقها. "أقدر اهتمامك، لكنني مصممة على الذهاب بنفسي."
هنا، تراجع الرجل قليلاً، ولكنه قال بلهجة صارمة، تحاول فرض السيطرة: "إذن، على الأقل سأرافقك. الطريق مليء بالمخاطر، والأوامر تقتضي ألا تذهبي وحدك."
تبادلت معه نظرة صامتة، مترددة، لكنها شعرت بجدية كلماته وأدركت أن رفضها قد يعقد الأمور. بعد لحظة، استسلمت وقالت بحدة: "حسنًا، سأذهب معك، لكن فقط لأن الطريق غير آمن."
صعدت إلى العربة معه، وهي تشعر بفضول وقلق حول هذا اللقب "ابنة النائب" الذي أطلقه عليها، متسائلة في أعماقها عما تعنيه تلك الكلمات.
...............
هااااايرواية جديدة
كيف البداية؟
لقائهم؟