Bart 5

5 2 0
                                    

اتكأت على كتفه، غير مدركة لتلك النظرات التي كانت تلاحقها وتؤلمه. نظرات زوجها الذي أخبرها للتو أنه سيتزوج من أخرى ليكون جزءًا من العائلة الحاكمة. مسحت دموعها، ثم استدارت نحو الشخص الذي وقف إلى جانبها.

مد يده برفق، لامس وجنتها، محاولًا مسح آثار الدموع التي تجمعت في عينيها. همس قائلاً: "مهما كان السبب، لا يستحق أن تدمع عيناك".

ابتسمت رغم ألمها، وتناست لحظة ما كان يجري، فابتسم هو أيضًا، متأثرًا بابتسامتها البريئة. إلا أن ابتسامة أخرى كانت تثير الغيرة في عينيه. كان ينظر إليها، وهو يشعر بألم مرير وهو يراها تبتسم لشخص آخر بتلك الابتسامة الساحرة. كم أراد أن يقترب منها، وأن يأخذها بين يديه، لكن هناك أيدٍ أخرى كانت تلتف حول عنقه، تمنعه من فعل أي شيء، حاميًا عائلته، فابتعد عن المكان.

مرت ساعات، وهم يتحدثون، لم تدرك خلالها كيف غلبها النعاس، فنامت على فخذه، بينما كانت أصابعه تنساب في شعرها برفق، تمنحها راحة دفعت كل همومها إلى النسيان. أما هو، فنسى معنى النوم حين رأى وجهها الهادئ وهي نائمة
نسيَ مهماته التي كان يخطط للقيام بها، وناما معًا في صمت هادئ. كانت الحديقة الخاصة به ملاذًا بعيدًا عن أعين الجميع، حيث كان قد أنشأها بعناية شديدة. زرع فيها جميع أنواع الزهور بألوانها وأشكالها المتنوعة، إلى درجة أنه كان يشعر وكأنها عالمه الخاص. الحديقة التي لا يجرؤ أحد على دخولها، ولا يطأها سواها. كانت الأزهار تزهر في هذا المكان الذي اختاره لنفسه، وأصبحت مصدر سعادته وراحته.

استفاقت من نومها على نسيم بارد، فَتحت عينيها ببطء ورأت أرنست وهو يجول بين الزهور، يعتني بها بحرص كما لو كانت جزءًا من قلبه. كانت تلك الزهور، التي زرعها بعناية، تعكس هدوءه ورقته. تقدمت نحوه بخطوات هادئة، ممسكة بإبريق الماء، وعينها تراقب كيف كانت أصابعه تتحرك بين التربة الناعمة بعناية لا تشوبها شائبة. وكأن كل زهرة كان يرويها تحمل قصة حب.

"أأنت من زرعتهم؟" سألته بفضول، وقد ارتسمت على وجهها ملامح الدهشة. لم يكن غريبًا عليها أن تراه يهتم بكل تفصيل صغير، ولكن ما لفت انتباهها حقًا كان الطريقة التي كان يتعامل بها مع الزهور، وكأنهم أطفاله.

أرنست رفع رأسه، ثم تابع سقي الزهور بنظراته التي تعكس حنينًا عميقًا. "نعم... لقد حلمت ذات ليلة أن حسناء قالت لي: أن تزرعها. وكانت مبتسمة، وكأنها تعرف أنني سأحتاج إلى هذا المكان، وستكون هي أول من يراها."

نظر إليها بابتسامة خفيفة وهو ينهض عن ركبتيه، حيث كانت الزهور تلمع تحت أشعة الشمس الصباحية. "كل زهرة هنا تحمل جزءًا منها. كانت دائمًا تقول لي إن هذه الزهور ستكون أكثر جمالًا عندما تلمسها يداك، وإنها سترى هذه الجنة الصغيرة في يومٍ ما."

ثم توقف، والتفت إليها مبتسمًا. "ولقد كان حلمًا... لكنني شعرت أنه كان حقيقيًا."...

.....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 22 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Love or war حيث تعيش القصص. اكتشف الآن