عند وصولها إلى القصر، رأت فيوليت والدها يتحدث مع الملك، مستمعًا لأوامره باهتمام. مع انتهاء الحديث، انحنى والدها احترامًا للملك قبل أن يلتفت ليمضي في طريقه. لاحظ وجودها لكن لم يعيرها اهتمامًا، بل واصل سيره بهدوء.
أثناء انشغالها بمراقبة والدها، قطع صراخ أختها أفكارها، محاولةً منعها من اللحاق به. استدارت فيوليت مستغربة من صراخ أختها، لتجد والدتها تحدق بالمشهد بصمت واستغراب.
في تلك اللحظة، كان ليون يقف بعيدًا يراقب ما يجري بملامح جامدة تخفي أي مشاعر. بصوته البارد المعتاد، سألها:
"السيدة فيولايت، هل ترغبين أن أرافقك إلى غرفتك؟"
اومئت له الأخرى بشرود
تبعت فيوليت ليون بصمت إلى غرفتها، حيث كان الجو مشحونًا بخليط من الأفكار والمشاعر التي لم تفصح عنها. تقدم ليون بخطوات ثابتة وواثقة، دون أن ينظر إليها أو ينطق بكلمة. بدا وكأنه غارق في أفكاره، إلا أن حضوره كان يفرض هيبته.في الطريق، أشار ليون للخادمات الأخريات بمرافقة عائلتها إلى غرفهن، متجاهلًا أي استفسار أو تعليق. كان واضحًا أنه يفضل إنهاء المهمة بسرعة دون أي تشتيت.
عندما وصلا إلى غرفة فيوليت، فتح الباب لها بأدب ووقف جانبًا، منتظرًا أن تدخل. قال بصوت هادئ وجاف:
"إذا احتجتِ إلى شيء، هناك خدم تحت تصرفك. ليلة سعيدة"
انهى كلتمه ثم انحنى انحناءة بسيطة وغادر.. تاركا
فيوليت وحيدة في غرفتها....
كل طريق كان يسلكه ليون، كانت خطواته ثابتة، لكن عقله لم يكن كذلك. كل زاوية ينعطف إليها وكل ممر يعبره كان يحمل معه عبئًا ثقيلًا من المشاعر التي لا تهدأ. شعور واحد كان يسيطر عليه، يلح عليه دون رحمة، ويغرقه في دوامة من الشرود.الا ان تلك المشاعر لم تأخذ تفكيره فقك...بل قلبه أيضًا. شعور غامض كان يثقل صدره، يجعله يتساءل بصمت عن أمور لم يجد لها إجابة بعد. هل كانت مشاعره تنتمي لما يحدث حوله؟ أم أنها كانت تتجه نحو شيء أعمق،
وفي كل خطوة كان يقطعها، كان وجهه البارد يخفي اضطرابًا داخليًا، وكأن عقله وقلبه يخوضان معركة صامتة لا أحد يدركها سواه.
بشعر ليون بهزة قوية اجتاحت جسده، كأنها صرخة صامتة أيقظته من شروده المفاجئ. رفع عينيه ليرى والده يقف أمامه، ينظر إليه بنظرة تحمل تساؤلًا خفيًا.
قال والده بصوت منخفض لكن حازم:
"ليون، من الذي أخذ تفكيرك؟ أنت لست كثير الشرود."لكن ليون لم يرد. لم ينبس بكلمة، وكأن السؤال لم يُطرح عليه. بدلًا من ذلك، اكتفى بخفض رأسه قليلًا وتابع طريقه خلف والده دون أن يظهر أي اهتمام أو تفسير، متجهين معًا نحو القاعة الملكية.
عند وصولهم، كان الجميع قد تجمع في القاعة، منتظرين دخول الملك. وعندما ظهر الملك أخيرًا، حل الصمت التام في المكان. بخطوات واثقة، توجه نائب الملك ليسحب كرسيه له ليجلس عليه، بينما خرج النائب من القاعة بعد ذلك مباشرة.