كل مرئته لان دعت ان يكون مجرد حلم
لكن الحقيقة كانت أقسى من أن تكون حلماً. والدها... خائن.
لم تستطع أن تمحو صورته من ذهنها، يقف هناك، بين صفوف جيش المملكة، وهو يرفع سلاحه ضد سكان قريتهم. أليس هو من كان يملأ أذنيها بأحاديث عن الشرف والولاء؟ أليس هو من كان يحذرهم من الخيانة وكأنها خطيئة لا تغتفر؟رأت في عيناه شيء لم تره من قبل... انكسار؟ خذلان؟ أم مزيج منهما؟
تقدم نحوها بخطوات مترددة، وكأن شيئاً ما يمنعه من الاقتراب. أراد أن يتحدث، أن يشرح، لكن الكلمات خانته كما خانهم. شعور الذنب كان واضحاً، أثقل كاهله وأخرس صوته."لا شيء سيغفر لك هذا، أبي." همست فيوليت بصوت بالكاد تسمعه هي نفسها، ثم أدارت ظهرها له، محملةً نظرةً أخيرة تحمل كل ما تبقى من غضب وحزن وخيبة.
ابتعدت عنه بخطوات سريعة، وكأنها تهرب من ذكرى لم تتشكل بالكامل بعد. وعندما التفتت نحو ليون، وجدته واقفاً عند العربة، ينتظر بصمت. كان يراقب بصبر، لكنه لم يتدخل، وكأن نظراته كانت تخبرها أنه يفهم.
صعدت العربة بجواره دون أن تنبس بكلمة. وجهتها الآن نحو قريته، حيث تنتظرها الإجابات التي لم تجدها بعد
لنقم بإعادة صياغة النص مع إضافة التفاصيل اللازمة لتعزيز المشهد وتعميق الأحداث:كانت السعادة لحظية، مختبئة بين أروقة الخوف والغضب. هربت مع ليون نحو قريتها، حيث اختبأ الأمل بين الأنقاض. لم يكن هدفها الهرب فقط، بل إنقاذ عائلتها وإخوتها من المصير المظلم الذي ينتظرهم.
عندما وصلت العربة أخيرًا إلى حدود القرية، شعرت فيوليت وكأن العالم من حولها يتباطأ. نزلت منها مسرعة، عيناها تبحثان بجنون عن وجوه أحبائها وسط الحطام. كان قلبها يخفق بشدة، مختلطًا بين خوف الفقدان وأمل اللقاء.
ولكن ليون، بخطوات هادئة وقلب مثقل، لحق بها. توقف أمام أهلها الذين تجمعوا عند مدخل منزلهم المتواضع، وألقى عليهم نظرة لم تخلو من الحزم. "بأمر الملك، أنتم الآن تحت حمايتنا. ستغادرون معي."
كانت كلماته كالصاعقة، جعلت الصمت يخيم على المكان. العائلة كلها تبادلت النظرات، بين دهشة ورفض واضح. قطع والدة فيوليت الصمت بصوت ثابت لكنه مفعم بالغضب: "نحن لن نغادر قريتنا. لسنا بحاجة إلى حماية أحد، خاصة حماية من هم سبب هذا الدمار!"
خطت فيوليت خطوة إلى الأمام، وكأنها تحاول تهدئة الأمور، لكنها لم تجد الكلمات. كانت تعلم أن حقيقة كلامه تحمل حقيقة مريرة، ولكنها أيضًا تعرف أن البقاء هنا يعني الموت المحتم.
"إنها ليست مسألة اختيار،" قال ليون بحدة غير معتادة، وصوته يحمل ظلًا من الإلحاح. "القانون واضح. كل من يخضع لحماية الملك يجب أن يلتزم. إن رفضتم، فلن أستطيع ضمان سلامتكم."
رغم كل ما قيل، بقي الرفض واضحًا في عيونهم، كجدار صلب لا يمكن اختراقه. صمتت فيوليت للحظة، وهي تشعر بثقل الموقف. كانت تعرف أن الجدال لن يُغير رأيهم، لكنها لم تستطع أن تتجاهل إحساسها العميق بأن ما يحدث الآن سيُغير كل شيء
أرادت فيوليت أن تخبرهم. الكلمات كانت عالقة في حلقها، تحرقها كجمر مشتعل. لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة، خوفًا من أن الحقيقة ستزيد من تمزق العائلة. اكتفت بالصمت، بينما نظرت إلى ليون الذي لم تفارق ملامحه الباردة وجهه. كان يقف كتمثال صلب، عينيه لا تعكسان أي تعاطف، وكأنه مجرد ناقل لأوامر لا
قطعت أختها الصمت بصوت متهدج لكنه حازم:
"لن نغادر. هذه قريتنا، ولن نتخلى عنها مهما حدث."تقدمت فيوليت خطوة نحو أختها محاولة التهدئة، لكن أختها تابعت بغضب:
"لقد دُمّرت القرية، وأُخذ كل شيء منا، والآن تريدون أن تنتزعونا من جذورنا؟ لن أفعل. إذا كان الموت ينتظرنا هنا، فليكن."تدخل ليون ببرود، وكلماته كانت كالسيف:
"هذا ليس نقاشًا. إنه أمر ملكي. إن أردتم النجاة، عليكم أن تأتوا معنا. البقاء هنا يعني الموت."ردت الأخت فيوليت بعناد:
"نفضل الموت على أن نكون تحت رحمة الملك وجنوده!"تقدمت الأم بخطوات مترددة، محاولة كسر حدة النقاش، وقالت بصوت هادئ لكنه مشحون بالألم:
"لكن أين سنذهب؟ كيف نترك أرضنا وذكرياتنا؟ وكيف نثق بأن ما تقولونه هو من أجل حمايتنا حقًا؟"ليون، رغم صلابته، بدا وكأنه يفكر للحظة. ثم قال:
"لا أستطيع أن أعدكم بشيء سوى أن الموت لن ينتظركم اليوم إن اتبعتموني. الأمر بسيط: إن بقيتم هنا، لن ينجو أحد."التفتت مارغريت إلى فيوليت، نظرتها مليئة بالغضب والاتهام:
"أنتِ من أتى بهم إلى هنا. أنتِ من وضعتنا في هذا الموقف. كيف يمكننا أن نثق بك؟"شعرت فيوليت بطعنة في قلبها من كلمات أختها، لكنها لم تجد ما ترد به. كل ما استطاعت فعله هو النظر إلى الأرض، محاولة كبح الدموع التي بدأت تتجمع في عينيها.
تدخل ليون مجددًا، هذه المرة بصوت أكثر حدة:
"لن أكرر نفسي. عليكم أن تختاروا الآن. لا وقت لهذه المشاعر."بعد لحظات من الصمت المشحون، ومع نظرات عائلتها المترددة،الا ان اتخذت فيوليت القرار:
"سنذهب."كانت الكلمة ثقيلة، كأنها أغلقت أبواب حياتهم القديمة إلى الأبد. نظرت مارغريت إلى أختها بصدمة، لكنها لم تعترض.اخذ الجميع، خطوات مترددة وحزن دفين، صعدوا إلى العربة.
جلست فيوليت في الزاوية، تحاول استيعاب ما حدث. عيناها كانت ثابتتين على الطريق أمامهم، لكنها شعرت بثقل نظرات أختها، مليئة. أما ليون، فجلس في المقدمة، لا ينظر إليهم، وكأنه أنهى جزءًا من مهمته.
وفي داخلها، عرفت فيوليت أن هذا لم يكن نهاية الصراع. بل كان مجرد بداية لطريق مليء بالعقبات والأسرار التي ستكشف قريبًا.
..... .. ......ليون زوجي 💍💍🫀
فيوليت