مشاهد محذوفة

52 10 3
                                    

الفصل الثاني / مشهد ١
" هل نشتري لك شيئاً؟"
قالت مبتسمة و سحبت يده و سارت به تُريه الكثير من الأشياء ، و هو يَسير خلفها فقط دون إدراك كبير منه .
هو يُسحب من قِبل فتاة عرفها منذ خمسة أيام ، و لا يُضايقه ذلك .
غريب .

" أتبحث عن فستان مُعين يا سيدي؟"
سألت صاحبة المحل هان الذي كان ينظر إلى الفساتين المعروضة بلا تركيز .
لا يدري لما فقد تركيزه ، أبسبب جمال الفساتين ، أم لأنه تخيلها في أحدهم ؟

" سيدي؟"

" الفساتين جميلة ، لكن أنا لا أعلم ذوقها ."
قال و هو ينظر لها تسير بعيداً عنه، تُلقي السلام على هذا وذاك ، تبتسم في وجه الجميع  ، و رُسمت على وجهه شبه ابتسامة خفيفة.

" ألورا ابنة صاحب النزل ؟ حظاً موفقاً لك يا فتى !"
ضحكت صاحبة المحل و ضربته على كتفه و هي تتركه في هيامه ، هو هام فعلاً ، و ما كان أهم ، أن هيامه لم يكن لِيام .
_________________________________

الفصل الثالث / مشهد ١
مد اصبعه يَمسح دمعة سقطت من عينِها و تحدث مجدداً :
" لا تَبكي ، عيناكِ لا تستحقان البُكاء، أعيدي ابتسامتكِ و أنا لن أسمح لأي شخص أن يأخذها بعيداً ، سأُبقي عليها حتى أخر يوم في حياتي ."

انهمرت دموعها أكثر و ارتجف جسدها مرة أخرى ، كَثيرٌ ما مرت به و صعبٌ ، ذراعاه اتجهت حول خصرها يُقربُها من صدره لتستريح عليه و تبكي كما تشاء .

ابعدها عنه برِفق يمسح دموعها ، كانت تبكي بحُرقة و يتألم لرؤيتها هكذا .
" رجاءً لا تُتعبي نفسكِ هكذا ."
قال بابتسامة حانية و دنا من وجهها طابعاً قُبلة على عينها اليُسرى ، ثم اليُمنى .

" هان .."
همست و كان جسدها يهدأ بين ذراعيه ، ابتسم و هو يستند بجبهته على جبهتها و تحدث :
" نعم ."

" هل يُمكنك تقبيلي مرة اخري ؟"
" ممن تهربين هذه المرة ؟"
سأل بابتسامة و هو يُمسدُ على خدها بلُطف .

" من أفكاري ."
قالت و اقتربت منه .
_______________________

الفصل الثالث / مشهد ٢

"ألورا ، كيف ستكون ردة فعلكِ إذا استيقظتي صباحاً و لم تجديني ."
سأل فجأة دون النظر إليها ، لكن عيناها حُوِلتا إليه بدهشة ، حيثُ شعرت أن الكلام يَهرُب من شفتيها .

" إذا استيقظتي صباحاً و وجدتي أن هان لم يَكن سوى حُلم جميل عشتيه، كيف ستكون ردة فعلكِ؟"
نظر لها بلا تعابير مُعينة ، يسأل فحسب .

" لِما ستفعل ذلك ؟"

" لا أقول أني سأفعل ، أنا أسئل. "

" سأنهار يا هان ، سأبكي و سأحزن ، رُبما لن استطيع أن أعيش بطبيعية بعدها ، و سأبحثُ عنك في كُلِ مكان ، لن أتركك ."
قالت بحزم ممزوج بحزن .

" هل تعدينني أن تنتظريني لو اختفيتُ فجأة ؟ حتى أعودُ إليكِ؟"

" هان ، أنت تُقلقُني. "
قالت و حاوطت وجهه بكفيها تنظر داخل عينيه ، تلمعان بفِعل الدموع التي يَكبِتها و لا يُريد تحرريها .

" سأنتظِرُك ، حتى لو كان ذلك لأخر يومٍ في عُمري ."

أسندها على الطاولة يُقبِلُها بِنَهم ، كما لم يَفعل من قَبل .
يتَنَقل باحترافية بينَ شفتِها السُفلية إلى العُلوية حتى انقطعت أنفاسها.
تُحاول مُجاراته لكن فشلت ، أنفاسها انتهت ستختنق .
لكمت صدره عدة مرات فابتعد عنها يتنفس بقوة ، و تنفست بسرعة تُحاول تَعويض قلة الأكسجين داخل جسدِها قبل أن يَنقض عليها مرة أخرى .
لم يُعطِها فرصة و عاد يأخذ شفتيها بين شفتيه بسرعة ، كأنه مَريض و هي دوائه ، كأنه غريق وهي طوق نجاته.
____________________

الفصل الثالث / مشهد ٣
هو الأن في حديقةٍ جميلة ٍ ، الجو جميل و الشَمسُ ساطعةٌ ، لا يعلم ماذا يَفعلُ هنا و لا بِمَن سيلتقي ، فظل جالساً يتمتعُ بالمناظِر حتى لَمَح من بعيد فتاة ترتدي فستان ابيض طويل .

اقترب منها قليلاً ليُدرك أنها لِيام ، كانت واقفة تبتسمُ له بسعادة شديدة و شعرُها الأسود يتطاير مع نسمات الهواء .

" لِيام ."
" اشتقتُ لكِ."
همس و هو يعبث في اصابعها .

" أنا أكثر ."

" لما الأن يا لِيام؟ لما في هذا الوقت بالتحديد ؟"
سأل دون أن ينظر في عينيها ، يشعر بثقلٍ غريب ، لكن لم يَترك يدها .

"اعتقدتُ انك تائه ، فجئت لأُرشدك ."
ابتسمت و هي تنزل على ركبتيها أمامه.

" هذا ليس ارشادً هذا عذاب ."
لمعت عيناه من دموع هددت بالنزول.

" تعلم أنني لم أكن لأفعل هذا صحيح ؟"
______________________________________

أغلبية المشاهد اللي شلتها كانت في الفصل الثالث ، معرفش ليه بس حسيتها هتبوظ الفكرة العامة للقصة .
حد من صحابي شافها و قالي انزلها برده ، قولولي أنهي مشهد عجبكوا و حسيتوا كان هيبقى حلو اتساب .

قراءة ممتعة^^

🎉 لقد انتهيت من قراءة اُكتوبر // October 🎉
اُكتوبر // October حيث تعيش القصص. اكتشف الآن