وَفاءٌ و خَطأٌ

71 10 14
                                    

اُكتُوبر
الفَصل الثاني
وَفاءٌ و خَطأٌ .

الخامس من اُكتوبر .
أُعدُ الإفطار لأخذه له ، أشعرُ أن عليّ القيام بذلك بعد أن أخبرتُه أنني سأُساعده .
سَمِعتُ صوت باب المطعم يُفتح فالتفتتُ لأجده يدخل بهدوئه المُعتاد.

نظر لي و رفع حاجبيه كتحية او شئ كهذا ، و سار إلى طاولة ما ، و أنا فقط ابتسمتُ .
ابتسمتُ كالبلهاء لأنني رأيته ، هل رؤيته وحدها ستُشعرني بذلك الشعور اللطيف .

" صباح الخير يا سيد جونغهان ."
اقتربتُ منه فرفع نظره ينظر لي و أجاب:
" صباح الخير يا أنسة ألورا ."

لا أتذكر أن اسمي كان لطيفاً هكذا ، كأنه مغمور بالعسل.
لكن عسل أسود دون ابتسامة .

" هل أنت بخير اليوم؟ كنتُ سأتي إليكِ بالإفطار. "

" لا عليكِ أنا بخير ، كما أنني بحاجة للحديث معكِ ."
جذب انتباهي فسألت:
" فيمَ ؟ أنت بخير ؟"

" نعم ، لكن أود أن أستثمر كل ثانية هنا ، متى سنبدأ جولتنا؟"
يتحدث عن مساعدته في استكشاف الريف صحيح .

" متى ما تشاءُ ."

" يُمكنكِ أخذ اجازة من هنا و المجئ معي ؟"

لما تَبدو كأنه يَعرضُ عليّ الخروج في موعدٍ معه؟
" يُمكنني، لو أردت أن نبدأ من اليوم عليك انتظاري لبضع ساعات حتى أُخبرَ والداي ."

" لا بأس ."
كانت نبرته كأنه يُنهي الحديث ، و بعدها رن هاتفه و لم يَكن سوى المدعو تشول الذي يتصل عليه أكثر مما يتنفس تقريباً .
تشول هذا كالصمغ ، رُبما لو كان مع السيد جونغهان الأن لكان مُتعلقاً في رقبته .

المُهم أنني وقتها ابتعدتُ عنه حتى لا يعتقد أنني مُتطفلة او شئ من هذا القبيل .
حسناً أنا مُتطفلة فعلاً ، لكن لما يعتقد!
_____________________
ساعة أو اثنتان و كان كلاهما يسيران في شوارِع الريف .
يرتدي بنطالاً أسود واسع و تيشرت أبيض واسع كذلك ، و هي تسير بجانبه بفستان .
لطيفان جداً و هما يسيران سوياً .

" ما رأيك أن أخذك لأحد الأزقة الشهيرة هنا ؟ "
قالت بحماس .

" ماذا بِها؟"

" محلات ، أشتري شيئاً لك و لأصدقائك."
هز رأسه موافقاً بهدوء و سارا معاً إلى هناك .

كان زُقاق صغير كما قالت ، لكن فيه الكثير من المحلات و البائعين المتجولين، بازار كما يقولون .

" هل نشتري لك شيئاً؟"
قالت مبتسمة و سحبت يده و سارت به تُريه الكثير من الأشياء ، و هو يَسير خلفها فقط دون إدراك كبير منه .
هو يُسحب من قِبل فتاة عرفها منذ خمسة أيام ، و لا يُضايقه ذلك .
غريب .

المحل الأول ، الثاني ، الثالث .
هو يَدخُل خلفها ينظر معها ثم يَخرج ، ليس مُعجباً كبيراً بالملابس ، و ربما نقول أنه كف عن شِراء ملابس جديدة منذ ماتت لِيام ، هو يَعيش على كُل شئ يخُصُها حرفياً .

اُكتوبر // October حيث تعيش القصص. اكتشف الآن