لِقاءٌ و وَعدٌ

158 16 41
                                    

أُكتُوبر .
الفَصل الأول .

اُكتوبر .
ذَلِك الشهرُ الغريبُ ، الذي لا يَعرفُ أي شخصٍ ملامحه .
فلا يُمكنكَ تحديد ماهية الشهر ، أَهو طويلٌ أم قصير ؟
باردٌ أم دافئ ؟
خَريفٌ هو أم شِتاء ؟
لحظة.....أهو صيف ؟

اُكتوبر .
حيث تتغير حياة الكثير من الناس ، منهم من يبدأ سنة دراسية جديدة ، منهم من يُنهيها، منهم من يبدأ عملاً ، منهم من يترك أخراً .
الكثير و الكثير حتى بِدت تعتقد أن اُكتوبر هو بداية سنة جديدة و ليس يناير إطلاقاً .

اُكتوبر مرة أخرى .
حيثُ كانت بداية كُل شئ ، و نهايةُ كل شئ .

اليوم الأول من اُكتُوبر لِعام ألفان و واحد و عشرين .
يقفُ شابٌ طويلٌ يضعُ قُبعة على رأسهِ ، يَنتظر القطار ، معه حقيبة سفر كبيرة ، يبدو أنه مُتجه لمكانٍ ما خارج بلدته .

أحكم ذلك الشاب من القُبعة على رأسه و دخل القطار ، اتخذ مقعده بجانب الشُباك و ظل يُتابع تحرُك المناظر الطبيعية و تَغيُرِها .

رن هاتفه مُعلناً عن وصول اتصال من شخص ما .

" هل وصلت ؟"
صدح صَوت الطرف الأخر فأجابه :
" في القطار ."

" ستسمتع بهذه الرحلة ، أليس كذلك يا هان ؟"

" كيف سأستمتع بها بمفردي؟ و أنا أتجه إلى أكثر مكان أرادت لِيام زيارته يا تشول ؟"

" استمتع لأجلها يا هان ، صدقني هي لم تَكن لتُريد أن تظل هكذا ، لم تَكُن لتُريدك عالقاً في ذكرياتها للأبد. "

" أنا لا يُمكنني يا تشول ، هي كانت كالزهرة التي تنمو في وسطٍ قاسي ، لتُضفي لمستها الرقيقة و تُعطيه الكثير من الحُب ، أنا كنتُ صحراء ، و هي كانت الماء الذي رواني ، كيف تُخبرني هذا ؟"

" أنت تُكرر نفس الكلام منذ عامين ، جرب يا هان أرجوك ."

"سأُرسل لك الكثير من الصور ، و عندما تنتهي من جدولك تعالَ لنُمضي بعض الوقت سوياً ."
هكذا يُنهي المدعو هان مكالماته مع تشول دائماً ، عندما تنساق المُكالمة في سياق لا يُريده.

يون جونغهان، رجل ثلاثيني ، غارقٌ في الحبِ لأخمص قدميه ، فيُمكنك رؤيته ينظر لخلفية هاتفه ، حيث تمركز هو و فتاة ما تحتضنه إليها بشدة ، و كانت السعادة واضحة على ملامحهما.

ابتسامتهُ تلك لا تُعبر سوى عن الإشتياق و الحزن الشديد و الرغبة في اللقاء السريع .

" هأنا أتجه للريف الذي تُفضلينه يا لِيام  ، سأنتهي من رحلتي و أحكي لكِ كُل التفاصيل ."
سحب نفساً عميقاً ليمنع دموعه من الهطول ، كم كان غارقاً في الحبِ!
___________________

هواء الريف النقي .
أول شئ فعله ما أن لمس حذائه أرض المحطة ، كان استنشاق هواء الريف النقي ، الذي أعطاه شعوراً رائعاً في صدره ، يُثلجُ على حرارة قلبهِ المُتألم .

اُكتوبر // October حيث تعيش القصص. اكتشف الآن