الفصل الثلاثون

45.8K 1.8K 150
                                    

كانت تتهيأ وتتأنق بغرفتها وهي على علم بوصوله اليوم، بل كانت على علم كذلك بوفود أنجا إلى مصر.

قرأت الكثير من الكتب والمقالات خلال الفترة المنصرمة كي يتثنى لها وتقدر على مواجه ما جرى لها.

هي بانتظار ذلك اللقاء كي تعلم وتحسم أمور كثيرة........

نظرت للمرآة بعمق تتفقد هيئتها بعدما أرتدت فستان أخضر يشع بهاء عليها وهي على علم بحبه للون الأخضر حين ترتديه.

وضعت أحمر شفاه جريء ناري في محاولة منها للعودة لشخصيتها الناريه التي قد كسرت وتحطمت بمملكته.

سمعت أصوات متداخله من الخارج لتفطن بإحتمالية وصوله لذا هذبت شعراتها الشقراء بعدما وقفت ثم هندمت فستانها على قدها الممشوق ومن ثم خرجت تسحب نفس عميق.

تستمد قوتها من حالتها معه في الأيام السابقه...حديثهما المتواصل في الهاتف مثل أي شخصين عاديين في حلاوة البدايات أشعرتها انه لما لا.

وهو كذلك قد ارتاح فقد أتت تلك النصيحة بثمارها...حديثهما معاً على الهاتف أذاب الجليد من ناحيتها رغم أن ذلك قد كلفه جهداً وقتاً لكن حبيبته تستحق كل الوقت...هو غير نادم..لا بأس.

هو كذلك يجلس الآن بإنتظارها يلاحظ أنجا المحشورة على نفس الاريكه بين فوزيه و فوقيه كأنها مصدومة من شيء ما تحاول إستيعابه ليوليها إهتمامه وينتبه على صوت ال(تيك تاك) القادم من كعب أنثوي رقيق يحمل معه طيف قبطيته الشرسة.

دق قلبه دقات متتالية وهو سعيد كونه يختبر مشاعر الرجال حين تعشق فقد سأم من صلاحيات الملك وهيمنته.

هو الآن يجلس منتظر حبيبته التي طلب خطبتها، سعيد بسير الأمور كما احب ورغب.

أما رنا فتقدمت بخطى متمهلة كأنها تختبر كل خطوة، كما ترغب في اختبار شخصيتها الآن وحالتها أمامه.

ترغب في ان تسير الأمور...من تلك الفتاة التي قد ترفض ان تصبح ملكة؟!

لتقف وتتيبس قدمها بالأرض حين رأته أمامها وليس بمكالمة صوتيه...رؤيته أمامها جسدت كل أيامها السوداء بالحرملك من جديد.

لتفطن ان حديث الهاتف شيء والواقع شيء ثاني...وما زاد الأمر سوءا هو وجود أنجا معه الآن لتكتمل الصورة وتعود بها لتلك الأيام التي أستُعبدت فيها.

ورن بعقلها جملة حفرت في عقلها وقد ذكرتها للتو (أي فتاه تلك التي قد ترفض أن تصبح ملكة)
لتعلم أنها كانت تدفع الأمور دفعاً حتى يتم الأمر لأنها فرصه ذهبية بغض النظر ان كانت تلك الفرصة والتي هي ذهبيه بالفعل ستجعل منها فتاة سعيدة أم مجرد ملكة تحكم.

وهل ستحكم بالفعل أم ان الأمر بوجود أنجا ومثيلاتها سيمرر عيشتها ويجعلها طوال يومها تحارب من اجل البقاء وكل صباح تستيقظ فيه حيه على قيد الحياه وبفراش الملك يعتبر فرصه جديدة وقد أُهدت يوماً آخر تعيشه لتظل طوال يومها ذاك تحمل هم الغد وهل ستحياه أم لا.

فراشة في جزيرة الذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن