الفصل الثامن والعشرين

17.2K 1.4K 261
                                    

خطوات مرتجفه متوترة من أقدامهن الواهية نحو طريق غير معلوم بالنسبة لهن، هن فقط يتبعن رجل عريض المنكبين ضخم الجثه يرتدي نظارة شمسية في عز الليل

حتى وصلن أخيراً أمام غرفه لاحظوا توقف ذالك الضخم عندها، دق على الباب دقه فأخرى ثم فتح لهن الباب كعلامه على طلبه الدخول دون ان يتفوه بحرف لتنظر له فوقيه وهي تمس شفتيها متسائله:
-هو ايه ياختي الصم والبكم الي احنا فيه ده
بيتنا تشدقت فوزيه:
-هو احنا رايحين على فين ومالهم بينا الناس دي أصلا

وبدأ ثلاثتهن يتطلعن حولهن بتفقد للغرفه الفخمة الواسعه وسع مبالغ فيه ومؤثثة بأثاث كلمة راقي قليله على وصفه ثم ظهور رجل من باب جانبي يرحب بهم مردداً:
-أهلاً وسهلاً نورتوا
لكنه لم يلقى رد سوى ثلاث وجوه واجمه ليقول:
-اتفضلوا
-نتفضل فين يا عين أمك؟!
كان ذلك صوت فوزيه التي أردفت مستمرة:
-احنا فين وجايبنا هنا ليه احنا عايزين نفهم.
-مش أنا اللي جايبكم يا حاجة
-يسمع من بوقك ربنا يا ضنايا بس أنا لسه ماحجتش فممكن أقتل قتيل واطلع احج لربنا فيغفرلي.

رمش الرجل أهدابه حينما فطن تعديدها المبطن ليردف:
-قتل ليه بس ده احنا عايزنكم في خير واصلاً مش أنا اللي طالبكم
فسألت فوقيه:
-امال مين يابني ما تخلصنا عيب كده أنت من دور عيالنا .

كل هذا ورنا صامته تشاهد بترقب ما يحدث وقلبها لا يبشرها بخير كأنها متوقعه سبب تواجدهم هنا، تاركه المهمة على خالتها فوزيه وأمها إلى حد ما.

شعر الرجل بالخطر فأسرع يقول:
-في شخصية مهمة جداً وحساسة طالبه تقابلكم عشان كده طلبناكم هنا في
السفارة.
إنحبست أنفاس رنا مع جملته الأخيرة بينما نفخت فوقية بضيق وضربت فوزيه باطن يدها بكف الاخرى المسطحة على معدتها وهي تردد :
-اللهم طولك يا روووح...يارب نخلص.

لينفتح الباب ويدلف راموس ببهاء أمامهم فتتسع عينا رنا وهي ترى رعبها وكوابيسها تتجسد أمامها..إذا كان معها...لقد أقتحم منزلها بل غرفة نومها...هو قادر على الإتيان بها لعنده أينما كانت وكيفما كانت... لأول مرة تشعر رنا بالرعب والخوف تجاه أحدهم كانت دوماً شجاعه مقدامة ومبادرة،وجه راموس تمثل لها حياة العبودية وإستباحة حرمة مفاتن الجسد التي لم تعشها إلا عنده بأمر منه.
بدأت تتراجع في خطواتها لا إرادياً للوراء وقد شحب وجهها.
نظرة الرعب في عيناها له كانت تقتل الفرحة بداخله، ليس لأنه ملك بل لأنه رجل أحب فتاة ترتعب كلما رأته.

أثنى تلك الفكرة من باله وحاول التحدث مردداً بصوته الملكي الرخيم
ليترجم لهن الرجل المتوسط معهم:
-أهلاً وسهلاً بكم ..تفضلوا
-هو كمان مش بيتكلم لغوتنا ده ايه المرار الطافح ده؟

فرفع راموس احدى حاجبيه يسأل:
-ماذا قالت؟!
-لا شيء سيدي إنها ترحب بك كذلك.

فراشة في جزيرة الذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن