الفصل الثالث ( غريب الاطوار )

17 5 0
                                    

" احب السفر واكره الرحيل " (سارة درويش )
ظلت حواء قابعة بغرفتها هذه الليلة ، ارادت ان تختلي بنفسها علها تصل الي قرار صائب ، ظلت تفكر حتي داهمها النوم .

في الصباح قامت حواء وادت فرضها وعقدت عزيمتها علي اخبار والدها بقرارها المصيري من وجهة نظرها ، توجهت الي مكتبه فهو عادة ما يحب احتساء القهوة ف مكتبة بين كتب الطب التي تؤانس اجواءه ولما لا فهو الدكتور بكر المهدي .. استشاري جراحة العظام بالقصر العيني ومستشفي توليب الخاص به مقتبسها من اسم زوجته فهي تحب زهرة التوليب .
طرقت حواء علي باب مكتبه وقالت وهي تهم بفتحه ونظرت لوالدها بنصف جسدها من خلف الباب :
-ممكن ادخل ؟
كان يرتدي نظارته الطبية ممسكاً بإحدي كتب الطب العريقة الضخمة بيده اليسري وكوب القهوة ف اليد اليمني فقال لها وهو يترك الكوب من يده :
- يا نهار ابيض .. احنا نظول لما جميلة الجميلات تنورني في مكتبي .. تعالي يا حبيبتي .
جلست حواء بجانب والدها وصمتت .. فلاحظ توترها فقال :
- ها فكرتي اكيد وجايه تقوليلي قرارك الي انا متأكد منه .
أماءت له دون كلام فقال :
- ها .. عاوز اسمعها منك بكل ثقة
نظرت له وقالت بصوت منخفض بعض الشئ :
- موافقة يا بابا وربنا يقدرني واساعدها .
وقف بكر من مجلسه وذهب باتجاها ثم اخذها باحضانه وقال :
- وانا متأكد انك مش هتندمي يا حبيبة بابا وانا هاجي اوصلك واظبطلك كل حاجة بنفسي .
- لا يا بابا .
نظر لها باستغراب وقال :
- ليه يا بنتي ؟
امسكت بيده وقالت :
- هعتبره تحدي لنفسي يا بابا من الألف للياء غير ان انا عاوزه اغير حو فعلاً .. هعتبرها رحلة .
- طب خلاص هبعت السواق معاكي .
نظرت له وقالت :
- برده لا !! انا هروح مواصلات .. عاوزة اختلط بالناس انا متعودتش علي كدا وطالما قررت اغير حياتي وتفكيري واخرج للعالم لازم اختلط بيهم .. غير اني عاوزه اشوف مناظر ووشوش جديدة فمعلش سيبني علي راحتي .
ربت بكر علي يديها وقال :
- الي انتي عاوزاه يا حبيبتي .. اهم حاجة تكوني مرتاحة ومتأكدة من قرارك .

في صباح اليوم التالي استيقظت حواء نشيطة علي غير العادة توضاءت واقامت صلاة الفجر وجلست تدعو الله ان يوفقها فيما آت .

- يارب لا تجعلني في حيرة من امري .. اللهم اخترلي ولا تخيرني ..فإن الخيرة فيما اخترته لي .. اللهم اني وكلت وفوضت امري اليك فارح قلبي ونور بصيرتي وارني عجائب قدرتك في تيسير أموري .

انتهت حواء وقامت بتجهيز حقيبة سفرها واستعانت بالله لتبدأ رحلتها ودعت حواء عائلتها واصر بكر ان يصلها الي موقف الحافلات بنفسه وفي طريقها قال لها :
- لو احتجتي اي حاجة يا حبيبتي انا موجود رني عليا هكون عندك .. ومعتصم فاضله اسبوعين ويجي واكيد هيجي اسيوط يطمن عليكي ويباشر الارض والمحصول زي كل سنة .
نظرت له باستغراب وقالت :
- اي دا يا بابا انت عمرك ما قولتلي ان معتصم بيروح اسيوط !
نظر لها والدها وقال :
- عادي يا حبيبتي مجتش مناسبة يعني وبعدين طول الوقت انتي مشغوله بشغلك وأبحاثك مجتش فرصه اقولك يعني مش حاجة مهمة وبعدين هو بيروح يومين يقعد ف بيت العيلة يخلص الشغل الي هناك ويرجع وساعات عمك فايز بيبعت ابن اخوه يجيبلي الايراد لو معتصم مشغول او مسافر . حتي انا كتير اعرض عليه يروح يزور عمك فايز بس مش بيرضي .. بيقابله بره ياخد منه الايراد ويرجع صد رد .
نظرت له وقالت :
- خلاص اول ما يجي ابعتهولي علي طول حتي مقعدش لوحدي هناك انت عارف اجازته قصيرة اصلاً ومش بعرف اقعد معاه نهائي .
ضحك بكر وقال لها :
- صدقيني مش هتملي هناك .. انتي هناك وسط اهلك وناسك وبكرة تقولي كان عندك حق يا بابا في الي قولته .
وصلا سوياً الي موقف الحافلات "السوبر چيت " ترجلو من السيارة وقام بكر بتوديعها معللاً ان لديه عملية عاجلة بالمشفي الخاص به .
- هضطر اسيبك دلوقتي يا حبيبتي .. اتصلو بيا وقالولي ان في عمليه مستعجلة ولازم اروح .
ارتمت حواء بأحضانه وقالت :
- روح يا بابا ومتقلقش عليا انا كويسة واول ما اوصل هطمنك .. لا اله الا الله
- محمد رسول الله .
تركها وغادر اما هي وقفت شارده كيف قبلت بهذا التحدي وهل سيغير مصيرها ام لا .. هلي ستعود منتصره علي نفسها اولاً ثم البقية ام ستعود حاملة خيباتها بيدها !؟

ذهبت بخطي متمهلة لشباك حجز التذاكر وقامت بالفعل بحجز تذكرة صعود لإحدي الحافلات المتوجهة لمدينة " اسيوط "

انتظرت ميعاد انطلاق الحافلة وهي واهية لا تعرف عل هذه هي الوجهة الصحيحة ام لا ... شردت لثوان لتفزع علي صاحب صوت جهوري يفزعها وينظر لها بدهشة .
-  يا آنسة بقالي ساعة بتكلم وحضرتك مش هنا"
نظرت له بشرود ودهشة وقالت :
- نعم ! ف اي ؟ حضرتك بتزعق كدا لية ؟
نظر لها باستهجان ثم اردف :
- والله ! طب الحمد لله انك سمعتيني وانا بزعق .. حضرتك ساندة علي شنطتي بقالك ساعة الأتوبيس هيمشي  لو عاوزه تكلمي سرحان هاتيلي شنطتي وكملي بس انا مش فاضي .
وقفت بالفعل ووجدت انها مستندة علي حقيبة سفره .. اخذت الحقيبة وناولته اياها وهي غاضبة وقالت له :
- انا آسفة .. بس حضرتك ليه حاططها هنا .. دي مش غلطتي وبعدين حضرتك مش حاططها ف حاوية الشنط ليه ؟ سايبها تقرف بيها الناس وتخلي واحد زيك يزعقلي انا !!
نظر لها بدهشة من لسانها السليط  ف للحظة  اعتقد انها سوف تعتذر بهدوء وتغادر .. نظر لها بتحدي وقال :
- والله انا احر احط شنطتي مكان ما احب .. الدور والباقي علي الي ماشيين تايهين ! انتِ عارفة الاول انتِ راحة فين يا شاطرة ولا اساعدك !؟
نظرت له مجدداً بهجوم وتحدي وقال :
- انا مش هرد علي واحد قليل الزوق زيك شكله متربي ف الشارع .
ذهبت وتركته متوجهه ناحية الحافلة اما هو يكاد يستشيط غضباً من كلامها واسلوبها الفظ . نظر باتجاه الحافلة وقال :
- بقي انا متربي ف الشارع ! والله وجه اليوم الي تتهزء فيه يا آدم يا أسيوطي  .. ماشي يا سليم الزفت كله بسببك .. خلاني اضطر اقابل الاشكال دي ع الصبح .
اطلق زفيراً قوياً واستغفر ربه ف تميمة نفسه وذهب باتجاه الحافلة ليبدأ رحلته قائلاً :
- هو يوم باين من اوله .. استعني ع الشقي بالله .

متابعه وڤوت يا بنات تشجيع انزل بقيت الفصول .. الروايه فيها احداث جميلة ومشوقه هتعجبكم . ❤️‍🔥 ساعدوني انها توصل لاكبر عدد ممكن لو لقيت ٥٠ ڤوت هنزل ٣ فصول

رفقاً بقلب حواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن