Part 5^᪲᪲᪲

171 35 35
                                    

لا نرىٰ الحياةَ كما نحب و لا نلقىٰ ما نطمحُ به لكن طبـعاً لا نستسلِم كونَ فينـا شجـاعةً نراهـا بتجـاوزِ أكثـَر من مُـخاطـرة

في فصـل اليوم أنـا من سأسـرد .. لستُ البـطلة أنـا الكاتـبةُ بحدّ ذاتـها أعرِفُ ما تشـعُر به شخْصـِيّاتي كـوني من ألّفها

لا يُـغرَنّكُـم بسـاطَةُ البـطلِ فمـا يُـخفـيه أكـثرُ ممّا يُظـهر و الحـزْنُ المـُبكي لا يلَقّبُ حزنـا .. أشَدُّ الحـُزنِ ما يبقـىٰ في القلبِ و لا يـظـهرْ فيُـكَوّنُ سواداً يُـزَلزِلُ حيـاة الشّـخْصِ ليُسـيْطـِر الشّـر عليْه و يُـنادَىٰ شرّيـراً

.
.
.

قبْلَ زمنٍ بعيـد لنقُل قبـل 18 سنة .. طـِفلٌ صغـيرٌ يبـلُغ من العُمرِ 7 سنواتٍ يضـعُ كِـلتا يديـهِ علىٰ رأسـهِ يضـم نفسهُ بخـوف بينـما أبوهُ السكّيـرُ عـاد للمـنزل

امـرأةٌ بكـماءُ تُشـاهِدُ التّـلـفاز .. صـورةٌ قـاتِمةٌ الأبيضُ و الأسود هو ما يظـهر لـهاَ .. تسـمـعُ ما يحـدُث بلا مبـالاة .. صُـراخُ السكّيـر بنبـرةٍ مُخَدّرة تُـرجِف الأبدان

" أيّـها الولـد ! كـم من المـال أحضـرت لأبيـك .. هيّـا قل لي !"

قـال السكّيرُ و الإـبتسامةُ علـى وجـهه تـحت رجـفاتِ الطّفـلِ و قهـقهـات الأب

" لـم أبِع الكـبريتَ اليـوم ! لم يـرضىٰ أيُّ شخـصٍ بالشّـراء منّي أنا .. أنَا أعتذر "

تحـوّلت نظـراتُ الأبِ إلـىٰ الحِدّة بينـما أَمـسَكُ شعرَ الطّفلِ الحـريريّ ذا لونِ السّـواد

" ألـم يكْـفِكَ أنّكَ عِـلّةٌ لحِـقت بي و بـتلْكَ البكـماء ! "

نـظَر الطّـفلُ لأبـيه بنظـراتٍ مُتـوَسّلةٍ دامـعةٍ و فكـُّه يرتـجِفُ خوفـاً

لم يأـبهِ الأبُ له ألقـاهُ أرْضـا حتّىٰ ضـُرِبَ فكُّه بالأرْضِ ليـسْقُـط نـازفـاً دِمـاءاً كثـيرة

فكَّ الرّجـُل حـِزَامَهُ يضـرِبُ إبنَـهُ ضَرْبـاً حـيَـوانٌ تعـطِفُ عليْهِ منه ..و بكـاءُ الطّـفلِ و ألـمِـه تحـت كلّ ضرْبَةٍ بينـما يعتذر

" أنـا أعـتذر ! أعتـذرُ مـنكَ أبي ! أنـا أعتذر .. أعتذر "

صـراخُه يدمـي القـلب .. يُـعجِـزُ اللّسـانَ عن الكـلام .. فجأةً توقَّف الأبُ يلهَـث .. ليسَ لأنّه شَفـقَ علىٰ إبنـه بل لأنّـه تعـِب

جثـَىٰ الإبـنُ علىٰ رجـليْهِ يبكـي بصمْتٍ يُـحاولُ كـبْتَ شهـقاتِهِ خـوفـاً من أن يأخـُذ المزِيد

Jungle villain Where stories live. Discover now