Part 1^᪲᪲᪲

533 65 53
                                    

:)

علىٰ بُعد كيلوميترات من مملكةِ الظّلال .. غابةٌ موحِشةٌ منعَدمةٌ من النّور .. اللونُ فيها قاتِم ، موجِلةٌ للأرواحِ قبلَ الأبدان ، صقيعٌ يُرعِشُ الجثمان .. بدخولِكَ امدُ حياتِكَ انتهىٰ ، جُرأةُ التفكيرِ في دخولِها معدوم .. الألاف المألفة من الأشجارِ المريرة ، أغصانُها خالِيةٌ من الحياة هياكِلٌ أكثرُ من أغصان

لكنّي أجِدُ فيها عنصُرَ حياةٍ جديد .. الهربُ من الضجيجِ إلىٰ العدم ، و العدَمُ يُفزِعك ، لا هدوءَ في الهدوءِ كما تظُن ..

أميرةٌ تقلّبُ في حاجياتِها بِغيةَ وجودِ سِهامٍ تخبّيها عن أبيها و أخيرا

" وجدتُها "

بابتسامة عريضةٍ تُخفي بحاراً من الأحزانِ في قلبٍ عميق ، قفزتُ من الطابق الثّاني .. اتسلّلُ من القصرِ كعادةٍ لا تنتهي

امتطيتُ حصاني روب باتّجاه تلكَ الغابةِ المُغريّة لي .. ساعاتٌ طويلةٌ من الرّمي

أمتطِي الحصانَ اتجاه المجهول .. القوسُ في يدي و السهام في الجعبَة خلف ظهري .. ثلاثٌ من أصابعي جميعاً تحت السّهم ، جلبُه أقرب من عيني ذات النّظر الثاقب ، أستخدِم الإبهامَ لسندِ مؤخّر السّهم و إبقائِه مستقيماً .. لأوَجّه القوسَ اتجاه الهدف .. التوازي بينَ السّهمِ للعين .. التّركيزُ خطوةٌ ضروريّةٌ في الرمي .. و أخيراً إطلاق ليصيبَ شجرةً في النّصف

" رائع "

صرختُ الىٰ أن سمِعتُ صدَىٰ صوتي ينعادُ في الغابة .. فجأةً حصاني بدأَ يتنَفّس بسُرعة، عينَيه الواسِعتين تتأمّلان في الظّلام المُحيط به شعور القلق يتسَلل إلى جسده و هذا ظاهِرٌ في تصرّفاتِه ، كأن شيئًا غير مرئي يراقبه ، قَلبه ينبِض بشدّة، وأذناه تتحركانِ بحذر، تَلتقطانِ الأصوات الخافِتة من بعيد حاوَلتُ تهدئتَه بوجودي، لكنّ روب شعر بوجود شيءٍ غريب، لم يستطع التخلّص من شعور الخوف الذي اجْتاحه .. ابتدىٰ الخوفُ يظهرُ عليّ ايضاً بينما قوائم حصاني ترتجف قليلاً، وكأنه يتمنى الهروب من هذا المجهولِ الذي يحيط به

فِي لحظَة من اللّحظات، انطَلق الحصانُ من بينِ الأشجار، كالسّهم الذي يطير في الفضاَء كاَنت قوائِمه تضْرب الأرضَ بقوّة، ممّا أحدث صوتًا يُشبه الرعْد في صمت الغابَة شعره البني اللاّمع يتراقص في الهوَاء، وعيناه الواسعتان تلْمعان بالخوف والحريّة حاولتَ كبحَ جموحِه بإمساكي للّجام بينماَ أنفاسه تَخرج في زفير متسَارع، وكأن قلبه ينبض بقوة أكبر من أي وقتٍ مضى

يركضُ بسرعةٍ هارباً من شيءٍ أرعبني ، كانت الأشجار تتمايل حولناَ ، وكأنها تحاول إيقافه، لكنه لم يكن ليهتم، شعور بنسيم يلامس جلدي كأنه يدعوني لموافقة حِصاني للمزيد من الهرُوب. كل خُطوة كانت تقربه من الحرّية، وكل عثْرة كانت تزِيد من عزيمته لم يكن هناك شيءٌ يمكن أن يوقفه و لا حتّىٰ أنا ..

Jungle villain Where stories live. Discover now