وسط جدران خانقة وأفق يشبه الضباب، تبدأ رحلة لم تُخطط لها. . هنا، في هذا المكان الذي يبدو بلا نهاية ولا بداية، تذوب الحدود وتختلط القواعد، فلا معايير ولا أمان، فقط غرابة لا تُفسر وكأنها تختبر عقلها عند كل خطوة .هل هي هنا أسيرة، أم أن هذه اللحظات هي ب...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
في الصباح الباكر لليوم التالي
جلست جي يون على سريرها، تشعر بثقل جسدها وكأن كل خطوة قطعتها هذا اليوم سلبت جزءًا من طاقتها. الألم في رأسها كان لا يُطاق، يشبه ضربات طبل تتصاعد بشكل جنوني داخل جمجمتها. حاولت جهدها أن تُبعد الأفكار عنها، أن تُرخي عقلها، لكن الأمر انتهى كما دائمًا... عاصفة لا تهدأ من الأسئلة.
توقفت فجأة عن التفكير، وكأن كلمة "مملكة" أشعلت جرس إنذار داخل رأسها. نهضت بسرعة، عيناها متسعتان بذهول: "مملكة؟ أمراء؟! لماذا تبدو هذه الكلمات مألوفة لي؟!"
قبل أن تتمكن من متابعة أفكارها، شعرت بألم مفاجئ، كأن صاعقة برق اخترقت رأسها. قبضت على رأسها بألم حاد وارتجفت، جسدها كله انحنى للأمام، وصوتها خرج منهكًا: "آه... يا إلهي، ما هذا؟"
الصوت داخل رأسها كان مدويًا، طنين قوي، وكأن هناك شيئًا يصرخ بداخلها. قبضت على حافة السرير بيدين مرتعشتين، محاولة التماسك بينما الصور المبهمة بدأت تجتاح عقلها بلا رحمة.
ومضت ذكرى، سريعة ومشوشة... كانت تقف قرب البئر، الغابة تحيط بها، ثم سقوط... سقوط مظلم وصمت مطبق.
زاد الطنين شدة، شعرت وكأن عقلها سينفجر، كأن شيئًا يحاول إجبارها على التذكر. فتحت عينيها بتوتر وهي تلهث، الكلمات تتدفق من شفتيها كمن يكتشف حقيقة مرعبة: "لقد سقطت في البئر... واستيقظت هنا..."
توقفت لوهلة، أنفاسها متقطعة، الصدمة تتسلل إلى كل ملامحها. "هل يمكن أن يكون... البئر بوابة لعالم الآغنوتاماس؟!"
خرجت من الغرفة مسرعة، لكنها توقفت فجأة. نظرت حولها، وقد غمرها شعور بالارتباك. الممرات الكثيرة، الجدران الفاخرة، والأبواب المخملية المتشابهة جعلت المكان يبدو وكأنه متاهة بلا نهاية. رغم أنها مرّت بهذه الممرات من قبل، إلا أنها الآن فقدت كل إحساس بالاتجاه.
"هل أنا تائهة الآن؟ تبا لهذا المكان وأصحابه!" تمتمت بصوت منخفض، ثم أخذت خطوة أخرى. لكنها توقفت مجددًا، محاولات يائسة للعثور على مخرج.