وسط جدران خانقة وأفق يشبه الضباب، تبدأ رحلة لم تُخطط لها. . هنا، في هذا المكان الذي يبدو بلا نهاية ولا بداية، تذوب الحدود وتختلط القواعد، فلا معايير ولا أمان، فقط غرابة لا تُفسر وكأنها تختبر عقلها عند كل خطوة .هل هي هنا أسيرة، أم أن هذه اللحظات هي ب...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
داهمها الألم كعاصفة مفاجئة. وضعت يديها على رأسها كأنها تحاول إيقاف الصداع الذي اشتعل كالبركان في داخلها. انحنت إلى الأمام، تترنح وكأن الأرض تنسحب من تحت قدميها، والتقطت بيد مرتعشة قميص جيونغهان كي تحافظ على توازنها. لكن الألم كان أقوى منها، طنين عالٍ يتردد في رأسها وكأنه جرس إنذار يعلن قدوم شيء كارثي.
"جي يون؟!" صاح جيونغهان بقلق، وانحنى إلى مستواها، ممسكًا بذراعيها كأنه يحاول تثبيتها في مكانها. "ما الذي يحدث؟! أخبريني!"
لكنها لم تستطع الإجابة. لم تكن قادرة حتى على التحدث. كل ما خرج منها كان أنينًا خافتًا، ودموعها التي بدأت تنهمر على وجنتيها وكأنها تطلب الرحمة من الألم الذي مزق رأسها.
فجأة، وسط ذلك الطنين والدوار، بدأت الصور تتدفق إلى عقلها، وكأن بابًا كان مغلقًا لسنوات قد فتح على مصراعيه. كانت تلك الصور غريبة ومألوفة في آن واحد، :
"أنتِ أميرة، يجب أن تكوني أنيقة." صوت صارم، كأنه تعليمات لا جدال فيها.
"أنتِ أميرة، يجب أن تستيقظي باكرًا."
"أنتِ أميرة، يجب أن تكوني رشيقة. إن مشيتِ على البيض، لن تُكسريه."
"صباح الخير، سمو الأميرة." كلمات بروتوكولية، تحية باردة خالية من العاطفة.
"سمو الأميرة لا يجب أن تتحدثي بهذه الطريقة!"
"أنتِ أميرة. عليكِ أن تكوني رمزًا للكمال."
"لا تنسي أنكِ تمثلين العرش."
"الأميرة لا تتحدث إلا عندما يُطلب منها."
"كيف لابنة الملك أن تكون بهذا التهور؟!"
الذكريات كانت واضحة، نابضة بالحياة، وكأنها تعيشها من جديد. رأت نفسها ترتدي ثيابًا ملكية، محاطة بخدم ينحنون أمامها، وملامحها الصغيرة المتوترة تنظر إلى المرايا الذهبية، لا ترى فيها سوى وجه فتاة محاصرة بالقوانين والصرامة.
