وسط جدران خانقة وأفق يشبه الضباب، تبدأ رحلة لم تُخطط لها. . هنا، في هذا المكان الذي يبدو بلا نهاية ولا بداية، تذوب الحدود وتختلط القواعد، فلا معايير ولا أمان، فقط غرابة لا تُفسر وكأنها تختبر عقلها عند كل خطوة .هل هي هنا أسيرة، أم أن هذه اللحظات هي ب...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
استيقظت جي يون على ألمٍ حاد في رأسها، وكأن آلاف الإبر تنغرز في جمجمتها. فتحت عينيها ببطء، بينما تتردد في أعماقها مشاعر غريبة؛ شعور بأنها نامت لدهرٍ كامل، لكنها في الوقت ذاته كانت تشعر بأن شيئًا ما ناقص، كأنها نسيت أمرًا مهمًا أو اعتادت على فعل شيء لم يعد موجودًا الآن.
ظلت تنظر إلى السقف بشرود، غارقة في أفكارها، دون أن تلاحظ حال جسدها المتعب والمليء بالكدمات. لكن فجأة، اخترق الألم رأسها بقوة أكبر، فصرخت بصوتٍ عالٍ ومفاجئ، مما جعلها تجلس مستقيمة في سريرها، تنظر حولها بذعر. كانت الغرفة واسعة جدًا، جدرانها مكسوة بقماش مخملي، رغم الظلام الخفيف الذي يغلفها، إلا أن تفاصيلها الفاخرة كانت واضحة.
تساءلت بصوت مرتجف: "ما هذا المكان؟ أين أنا بحق الجحيم؟"
في تلك اللحظة، دوى صوت الباب وهو يُفتح بقوة، لتقتحم الغرفة أربعة شبان دفعة واحدة. كانوا جميعًا يتميزون بملامح مذهلة لدرجة أن جي يون، رغم ارتباكها، وجدت نفسها تفغر فمها بدهشة وهي تهمس لنفسها: "ما هذا؟! من هؤلاء؟ لماذا كل واحد منهم أوسم من الآخر؟"
تقدم أحدهم بخطوات سريعة، ملامحه كانت خليطًا من القلق والغضب: "ما الخطب؟! هل أصابك مكروه؟ لماذا صرختِ؟"
لكنها لم تجب على الفور. كانت عيناها تدوران بين وجوههم وهي تراجع ذاكرتها عبثًا، تحاول أن تستوعب من هؤلاء وماذا يحدث. شعرت وكأنها في حلم غريب أو كابوس غير منطقي. أخيرًا، تراجعت ببطء للخلف وهمست بتردد: "من... أنتم؟ بالأحرى... من أنا؟! وماذا أفعل هنا؟!"
تبادل الشبان نظرات حذرة فيما بينهم، قبل أن يتحدث واحدٌ منهم بنبرة هادئة لكنها تحمل شيئًا من الحدة: "نحن من يحق لنا أن نسألكِ من أنتِ، وليس العكس."
تقدمت بخطوات صغيرة نحو حافة السرير، لكنهم حاصروها على الفور كأنهم يخشون أن تهرب. أحدهم تحدث مجددًا، مشيرًا نحوها بإصبع صارم: "أما عن سؤالكِ ماذا تفعلين هنا، فأنا سأخبركِ. أخواي، جوشوا وفيرنون، وجداكِ في الغابة فاقدةً الوعي. كنتِ في حالة سيئة جدًا، بالكاد تتنفسين. منذ أسبوعٍ كامل وأنتِ هنا، غارقة في غيبوبة."