غرفة جلوس منزل كمال
(تجلسُ فريدةُ على أريكةٍ فاخرةٍ، ترتشفُ الشايَ برفقٍ، بينما تجلسُ سمرُ بجوارِها تبدو متوترةً. تغرسُ أظافرَها في وسادةٍ صغيرةٍ وهي تنظرُ إلى والدتِها.)فريدةُ (بِنبرةٍ لاذعةٍ وهادئةٍ):
ــ هَلْ رأيتِ نورَ اليومَ؟ تبدو كعادتها... واثقةَ الخُطى، وكأنَّ الدنيا بأسرِها مِلكُ يديها.سمرُ (تضغطُ على الوسادةِ بعصبيةٍ):
ــ أُمّاه، لا أُريدُ الحديثَ عن نور!فريدةُ (تضعُ الكوبَ على الطاولةِ وتبتسمُ بسخريةٍ):
ــ بالطبعِ، لا تُريدين. لكنَّكِ تعلمينَ جيدًا أنَّ المقارنةَ بينكما ليستْ في صالحكِ.(تتسعُ عينا سمرَ بذهولٍ، تُحاولُ التظاهرَ بالهدوءِ، لكنها تفشلُ.)
سمرُ (بصوتٍ مرتجفٍ):
ــ ماذا تعنينَ بذلكَ؟فريدةُ (تتحدثُ ببطءِ وبحِدةٍ خفيةٍ):
ــ أَعني أنَّ نورَ، رغمَ كلِّ ما مرَّتْ به، تُظهرُ نفسَها بصورةِ الفتاةِ المثاليةِ. الجميعُ يتحدثونَ عن قوتِها وجمالِها وأسلوبِها الراقي.سمرُ (ترفعُ صوتَها بغضبٍ):
ــ كفى! كفى! لستُ بحاجةٍ لسماعِ هذا.فريدةُ (بِنبرةٍ هادئةٍ ولكن لاذعةٍ):
ــ غضبُكِ هذا لن يُغيرَ شيئًا يا سمرُ. عليكِ أنْ تتعلمي كيفَ تكونينَ مثلَها... أو أفضلَ منها.(تنهضُ سمرُ بعصبيةٍ، تتجهُ نحوَ النافذةِ، تنظرُ خارجًا محاولةً كبحَ دموعِها.)
سمرُ (بصوتٍ متهدجٍ):
ــ لن تكونَ نورُ أفضلَ مني أبدًا... ستَرَيْنَ.(تبتسمُ فريدةُ بخبثٍ، تنظرُ إلى ابنتِها وكأنها تُخططُ للخطوةِ التاليةِ.)
(السماءُ ملبَّدةٌ بالغيومِ، ونسماتُ الهواءِ تحملُ معها برودةَ المساءِ. تجلسُ ليلى ونورُ في زاويةٍ هادئةٍ من مقهًى صغيرٍ يطلُّ على الحقولِ. يُسمَعُ صوتُ الموسيقى الهادئةِ في الخلفيةِ، فيما تضعُ ليلى كوبًا من الشاي الساخنِ أمامَ نورِ التي تبدو غارقةً في أفكارِها.)
ليلى (بابتسامةٍ دافئةٍ):
ــ أعلمُ أنَّ هذهِ الأيامَ لم تكنْ سهلةً عليكِ يا نورُ، لكنْ أحيانًا... علينا أنْ نتوقفَ قليلًا ونمنحَ أنفسَنا لحظةَ راحةٍ.نورُ (تنظرُ إلى ليلى بعينَيْن مثقلتينِ بالحزنِ):
ــ الراحةُ؟ لا أعتقدُ أنَّ هناكَ مكانًا للراحةِ الآنَ يا ليلى. كلُّ شيءٍ من حولي يتداعى.ليلى (تُمسكُ بيدِ نورِ برفقٍ):
ــ أتعلمينَ؟ أحيانًا تكونُ الراحةُ مجردَ حديثٍ صادقٍ معَ صديقةٍ. أنا هنا لأجلِكِ، فلا تُثقلي قلبَكِ وحدَكِ.نورُ (تنظرُ إلى كوبِ الشاي، تُحاولُ أن تُخفي دموعَها):
ــ أشعرُ وكأنَّ الجميعَ يتآمرونَ عليَّ. عائلةُ عمي... لا يريدونَ سوى أنْ يسلبوا ما تركهُ والدي. وأنا... أنا وحدي لا أستطيعُ مواجهتَهم.
أنت تقرأ
اطيَافُ المَشاعِر
Mystery / Thriller"أطيَافُ المَشاعِر" ليْسَت مُجَرَّد رُوايَة عن الحٌُب والخَسَارة، بلْ رِحلَة تَغوص في أعمَاقِ الرُوحِ الإنْسَانيَة، حيثْ لِكُل شخْصِية ظلٌّ من المَاضي ولِكلْ قَلْب ألمْ يبْحَثْ عن ضَوء.