عنوان مجهول وآلة موسيقية قديمة

2 0 0
                                    


مرت أيام منذ أن تلقت الرسالة الأولى، تلك التي أخبرتها عن أخيها ليام وعن حاجته للمساعدة. الأيام التالية كانت مليئة بالتوتر، وهي تنتظر شيئًا أكثر وضوحًا. ثم جاءت الرسالة الثانية. كانت هذه الرسالة مختلفة؛ كانت تقول:
"تعالي وحدك. خذي كل ما تحتاجينه. العنوان هنا(......)، وستجدين ما تبحثين عنه."
كانت رينا جالسة على السرير في غرفتها، الرسالة  بين يديها، تقرأ العنوان المكتوب عليها للمرة العاشرة. شعور غريب كان يسيطر عليها؛ مزيج من القلق والحماسة والخوف. العنوان كان واضحًا، لكنه لم يكن لمكان تعرفه. كان مكتوبًا بخط يد بسيط ولكنه يبدو متعمدًا، كأن المرسل يعلم تمامًا أن هذه الكلمات الصغيرة ستأخذها في رحلة غير عادية.

أخذت نفسًا عميقًا، ثم وضعت الرسالة في حقيبتها بعناية. لقد قررت أنها ستذهب. الانتظار لم يعد خيارًا، والوقت كان يبدو وكأنه يمر ضدها. جمعت كل ما يمكن أن تحتاجه: بعض الملابس، مصباح يدوي، طعام خفيف، ودفتر ملاحظاتها الذي كانت تستخدمه لتوثيق كل شيء منذ اختفاء ليام.

لكن الشيء الذي لم تستطع تركه خلفها كان الكمان الخاص بها. كان الكمان قديمًا لكنه يحمل ذكريات ثمينة. تذكرت كيف كان والداها يستمعان إليها عندما كانت تعزف وهي طفلة. والدها كان يضحك دائمًا ويقول: "رينا، يومًا ما سيعرف العالم كم أنتِ موهوبة." أما والدتها، فكانت تجلس بجانبها وتغني معها، صوتها يتناغم مع الأوتار بطريقة تجعل الموسيقى تبدو وكأنها تعيش.

لم تستطع كبح الابتسامة التي ارتسمت على وجهها للحظة، لكنها سرعان ما تلاشت عندما عادت إلى الواقع. الآن، كل ما تبقى من تلك اللحظات السعيدة كان هذا الكمان، وصدى صوت والديها في ذاكرتها.

وضعت الكمان في حقيبته بحذر، وكأنها تحمل جزءًا من روحها معه. كانت تعلم أن الرحلة التي ستخوضها ستكون طويلة وربما خطيرة، لكنها شعرت أن الكمان سيكون أكثر من مجرد أداة موسيقية. كان أشبه بصديق قديم يمكن أن يمنحها الراحة في اللحظات الصعبة.

عندما حل الصباح، كانت مستعدة. وقفت أمام المرآة للحظة، تنظر إلى نفسها. بدا وجهها شاحبًا، عيناها تحملان مزيجًا من الإصرار والخوف. "سأجدك، ياأخي. لن أدعك تختفي هكذا."

استقلت الحافلة التي ستأخذها إلى البلدة المذكورة في الرسالة. كان الطريق طويلًا، والمناظر الطبيعية تتحول من المدن الصاخبة إلى الحقول الهادئة، ثم إلى غابات كثيفة بدت وكأنها تبتلع كل شيء حولها. طوال الرحلة، لم تستطع التوقف عن التفكير في الرسالة. من يكون المرسل؟ ولماذا أرادها أن تأتي وحدها؟

أثناء الرحلة، أخذت الكمان من حقيبته وبدأت تعزف لحنًا قديمًا كانت والدتها تحبه. كان الركاب ينظرون إليها بدهشة، لكنها لم تهتم. كانت تشعر بأن العزف يربطها بالماضي، ويمنحها القوة  وبعد مده رأت لافته مكتوب عليها "غابة داركمور" نهضت وقالت للسائق انها ستنزل هنا وفي نفس اللحضه  تبادلت  العيون نظرات غريبة عليها ، همسات خافتة بدأت تدور بينهم،  لم تفهم مابهم
كانت تعرف وجهتها، و الغابة هي نفسها   التي ذكرت  في الرساله لذالك هي  الخطوة الأولى نحو العثور على أخيها.

الصمت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن