رواية: تحت سماء الخيبة
المشهد الأول: شاطئ الوحدة
كانت الأمواج تتلاطم برفق على الرمال، وكأنها تهمس بأسرار البحر لمن يجلس بجواره. جلست "يو ميونغ" على الصخور، تغرق في صمتها العميق. كانت عيناها مغمورتين بظلال الحزن، تتأمل الأفق الممتد حيث تتلاقى السماء والماء بلا نهاية.
"لماذا دائمًا ينتهي بي الأمر وحدي؟" همست لنفسها، بينما لعب النسيم بخصلات شعرها.
على بُعد أمتار، وقف "جونغكوك" يحدق بالمشهد ذاته. كان يحمل في عينيه حطام حب قديم، حب لم يُكتب له أن يكتمل. كانت "كيم سويون" تحتل قلبه، لكنه عرف أخيرًا أنها لن تكون له أبدًا.
اقترب بخطوات بطيئة، مترددًا. لم تكن "يو ميونغ" تدرك وجوده حتى جلس قريبًا منها، لكن دون أن ينطق بكلمة. نظرت إليه بصمت، ثم عادت لتحدق في الأفق.
"الهروب إلى البحر دائمًا يبدو كفكرة جيدة، أليس كذلك؟" قال جونغكوك بصوت منخفض، ناظرًا إلى الأمواج.
أجابت بصوت بالكاد يُسمع: "البحر لا يحكم عليك... فقط يسمعك."
ساد بينهما صمت ثقيل، لكنه كان مريحًا بشكل غريب. كانت تلك اللحظة البداية، دون أن يدركا، لرحلة ستأخذهما بعيدًا عن خيبات الماضي، إلى سماء جديدة... قد تكون أكثر إشراقًا.
ظل الصمت يلف المكان، كأنهما خُلقا ليغرقا في هذه اللحظة بلا كلمات. كان صوت الأمواج هو الوحيد الذي يملأ الفراغ بينهما، ولكنه بدا وكأنه يُغني لحنًا خاصًا لهما.
أدار جونغكوك رأسه نحوها ببطء، متأملًا ملامحها التي بدت وكأنها تحمل قصة أعمق من البحر نفسه. "لم أركِ هنا من قبل... هل أنتِ من سكان هذه المدينة؟"
هزت رأسها بخفة، وقالت بصوت خافت: "لا... جئت هنا لأهرب."
"من ماذا؟" سأل دون أن يُظهر فضولًا مُفرطًا، وكأنه يعرف شعور الرغبة في الهروب.
ابتسمت ابتسامة صغيرة، لكنها لم تصل لعينيها. "من خيبات الأمل... من نفسي."
شعر بشيء مألوف في كلماتها، وكأنها تعبر عن صراع داخلي يعرفه جيدًا. "أحيانًا... الهروب لا يعني أنك ضعيف. ربما هو فقط خطوة لتجد قوتك."
نظرت إليه هذه المرة مباشرة، عيناها تلمعان بدموع حبستها طويلًا. "وهل وجدت قوتك هنا؟"
أدار وجهه نحو البحر مجددًا، وزفر زفرة طويلة حملت معها ثقل قلبه. "لا أعرف... لكن البحر يجعلني أشعر أنني لست وحدي."
ساد الصمت مرة أخرى، لكنه كان مختلفًا. بدا وكأنهما اتفقا دون كلمات على أن هذا اللقاء، مهما كان عابرًا، يحمل شيئًا ما لا يستطيعان تفسيره.
مدت يو ميونغ يدها لتلتقط حصاة صغيرة، ألقتها نحو المياه. "أتمنى لو أن الحياة مثل هذا... أُلقي بكل شيء وأراقبه يختفي."