مرّت الأشهر، وكل شيء بينهما بدا وكأنه يشع تناغمًا. يو ميونغ انغمست في الرسم، تنقل فرشاتها مشاعرها إلى لوحاتها، بينما موسيقى جونغكوك بدأت تلقى صدى واسعًا، لتصبح مصدر إلهام لمن حوله. مع كل خطوة جديدة، كانا يدعمان بعضهما البعض، كأنهما رفيقا درب لا يفترقان.
ذات يوم، تلقّى جونغكوك دعوة لإحياء حفلة صغيرة في مقهى معروف. كانت هذه أول مرة يظهر فيها أمام جمهور بعد سنوات من الانقطاع. وقف على المسرح الصغير، ووجهه يحمل مزيجًا من التوتر والحماس. في الخلف، كانت يو ميونغ تقف وسط الحشد، تنظر إليه بفخر واضح.
عندما بدأ يعزف أول نغمة، اختفى كل قلقه. كان يغني وكأن كلماته موجهة لها فقط، كأنها هي الوحيدة التي يسمعها. كانت الأغنية عن بداية جديدة، عن شخصين ضائعين وجدا بعضهما وسط الفوضى. حين انتهى، دوّى التصفيق في المكان، لكن عينيه كانتا مثبتتين على يو ميونغ، التي كانت تصفق بحماس بينما تدمع عيناها.
بعد الحفلة، التقيا خارج المقهى تحت السماء الملبّدة بالغيوم. قالت له بابتسامة: "أنتَ مذهل، جونغكوك. لم أشعر بهذا القدر من الفخر في حياتي."
ضحك بخفة وقال: "وأنتِ السبب في كل هذا. بدونك، لم أكن لأجرؤ حتى على المحاولة."
أمسكت بيده وقالت: "لا تقلل من نفسك. أنتَ دائمًا كنت مميزًا، أنا فقط ساعدتك على رؤية ذلك."
**
مع مرور الوقت، قررا أن يأخذا خطوة جديدة في حياتهما. انتقلا للعيش معًا في منزل صغير قرب البحر، حيث يمكن لكليهما أن يكونا قريبين من مصدر إلهامهما. كانت حياتهما بسيطة، لكنها مليئة باللحظات الصغيرة التي صنعت الفرق. صباحات تبدأ برائحة القهوة وصوت الأمواج، أمسيات على السطح تحت النجوم، وأحاديث طويلة عن المستقبل.
لكن الحياة لم تكن خالية من التحديات. في أحد الأيام، تلقّت يو ميونغ عرضًا للسفر إلى الخارج لعرض لوحاتها في معرض دولي كبير. كان هذا حلمًا لطالما طمحت إليه، لكنه يعني الابتعاد عن جونغكوك لفترة طويلة.
"هل تعتقد أن علينا المخاطرة؟" سألت وهي جالسة بجانبه على الشاطئ، حيث اعتادا قضاء أوقاتهم.
أجابها بنبرة مطمئنة: "هذا ليس وداعًا، يو ميونغ. هذه خطوة أخرى في طريقك لتحقيق أحلامك. وأنا سأكون هنا عندما تعودين."
"لكنني أخشى أن يغير هذا كل شيء." قالت بصوت يحمل القلق.
أمسك بيدها وقال: "الشيء الوحيد الذي لن يتغير هو ما بيننا. نحن أقوى من المسافات، وأعلم أن هذه الفرصة تعني الكثير لكِ."
**
سافرت يو ميونغ، وتركت فراغًا في حياة جونغكوك. كان يقضي أيامه في العمل على موسيقاه، لكنه كان يشعر بشيء ناقص. في المقابل، كانت يو ميونغ تحقق نجاحًا كبيرًا، لكن في كل مرة تنظر إلى لوحاتها المعروضة في المعرض، كانت تشعر بشوق عارم للعودة.
