شدت يو ميونغ قبضتها على قميصه، وكأنها تبحث عن ثبات وسط فوضى مشاعرها. لم تكن كلمات جونغكوك كافية لإطفاء الحريق في قلبها، بل أشعلت ذكريات لم تكن تريد استرجاعها. رفعت رأسها ببطء، عيناها تحدقان في عينيه الداكنتين، وقالت بصوت مختنق، "لا يمكنك محو كل شيء بكلماتك، جونغكوك. ما فعلته... لا يمكن غفرانه."
تصلبت ملامحه للحظة، لكنه لم يتراجع. "أعلم ذلك،" رد بصوت خافت، وكأنه يعترف بذنب أكبر مما يمكن احتماله. "لكني لن أهرب هذه المرة. سأبقى هنا حتى لو رفضتِ مسامحتي. سأبقى لأنني لا أستطيع العيش بدونك."
ابتعدت عنه فجأة، خطواتها ثقيلة لكنها ثابتة. كانت الرياح تحمل خصلات شعرها حول وجهها، لكنها لم تتوقف عن التحديق فيه. "هذا ليس عنك، جونغكوك. الأمر لا يتعلق بما تستطيع أو لا تستطيع احتماله. الأمر يتعلق بي... بما فقدته عندما رحلت، وبما لا يمكنني استعادته حتى لو عدت."
كان قلبه ينزف مع كل كلمة تقولها، لكنه لم يحاول الاقتراب هذه المرة. كان يعلم أن المسافة التي بينهما ليست جسدية فحسب، بل مسافة مشحونة بالندم والخذلان.
"أعرف أنني دمرت كل شيء،" قال بصوت مرتجف. "لكنني لن أتراجع. حتى لو لم تسامحيني أبدًا، سأبقى هنا. سأحارب من أجلك، حتى لو كان الطريق مليئًا بالأشواك."
نظرت إليه للحظة، تلك اللحظة التي تحمل أكثر مما تستطيع الكلمات وصفه. "لن أطلب منك شيئًا، جونغكوك. لا أريدك أن تحارب، ولا أريدك أن تبقى. أريدك فقط أن تتذكر هذا الشعور... الشعور بأنك خسرتني للأبد."
استدارت يو ميونغ، وتركت المكان، تاركة جونغكوك واقفًا تحت السماء الملبدة بالغيوم. كان المطر قد بدأ يتساقط ببطء، تمامًا كدموعه التي لم يتمكن من كبحها.
...
بينما كانت يو ميونغ تبتعد بخطوات ثقيلة، تلاشى صوت المطر في أذنيها، وبدأت رؤيتها تتلاشى. شعرت بوهن مفاجئ يسيطر على جسدها، وكأن الهواء من حولها يختفي. قبل أن تتمكن من إدراك ما يحدث، تهاوت فجأة على الأرض، وعيونها مغمضة، وقد فقدت وعيها تمامًا.جفل جونغكوك عند رؤيتها تسقط، ركض نحوها كالمجنون، قلبه ينبض بجنون وكأن شيئًا ما بداخله يخبره أن الوقت لا يحتمل أي تأخير. جثا على ركبتيه بجانبها، يرفع جسدها الهزيل بين ذراعيه وهو يهزها بلطف. "يو ميونغ! افتحي عينيك! من فضلك!"
كانت برودة جسدها تخترق أصابعه، والقلق يتصاعد داخله كإعصار لا يمكن السيطرة عليه. "لا تفعلي هذا بي، ليس الآن... ليس بعد كل هذا!" كانت كلماته مليئة بالذعر، بينما يضع أذنه على صدرها محاولًا سماع نبضات قلبها. كان قلبها ينبض، لكنه ضعيف.
تردد للحظة، ثم رفعها بسرعة بين ذراعيه، متجهًا نحو سيارته بأقصى ما يستطيع من سرعة. المطر كان يهطل بغزارة، لكنه لم يهتم، فقد كانت حياتها هي كل ما يهمه الآن. وضعها في السيارة بحرص، ثم انطلق نحو المستشفى، وعيناه تراقبانها بلا توقف.
