(6-Lies)

21 6 3
                                    


وقفت هيجين بجانب نايون، أمام باب منزلها، فيما كانت أصابعها تعتصر حزام حقيبتها، وكأنها تفتش عن سَندٍ يعينها على مواجهة الموقف

همست بصوتها الذي كان يحمل بين طياته ترددًا شديدًا، وكأن كل كلمة تخرج منها تخشى أن تُحدث صدىً أكبر من قدرتها على تحمله

"نايون، هل حقًا تظنين أنني أستطيع إقناع والدي بالذهاب إلى الحفل... ومع صبي لا أعرفه حتى؟"

حاولت نايون أن تخفف من قلق صديقتها، فربتت على كتفها بحنان، وأطلقت ابتسامة مشعة كأنها نور في الظلام، ثم قالت بصوت مفعم بالثقة

"ارفعي ذقنك، كوني واثقة، وتركي الأمور عليَّ، فقط شاهدي يا عزيزتي."

لكن هيجين، التي كانت تغرق في بحر من الاضطراب، شعرت بغيظٍ يتسرب إلى قلبها من كلمات صديقتها المتفائلة بشكل مبالغ فيه

كان حديث نايون غامضًا، مليئًا بالأماني دون أن يقدم إلي هيجين أي تفاصيل حقيقية ، و هذا الغموض زاد من حنقها، وكأن غضبها يتحول إلى طوفان عارم

دخلت هيجين ونايون إلى داخل المنزل، وكانت الأجواء ثقيلة على قلب هيجين، التي شعرت برعشة تسري في جسدها من رأسها حتى أخمص قدميها

بينما جلست نايون بجوار هيجين على الأريكة، كانت هيجين لا تزال تغرق في بحر من التوتر، و كانت دقات قلبها متسارعه

و علي النقيض كانت نايون، بتلك الإشراقة التي لا تكاد تغيب عن وجهها، نظرت إلى السيد والسيدة بارك بكل سعادة وحرارة، ثم قالت بابتسامة عذبة

"مرحبًا، عمي وعمتي"

اكتفى السيد والسيدة بارك بتقليص عيونهما، نظراتهما تحمل تساؤلاً صامتًا، وكأن ظهور نايون المفاجئ في منزلهما كان يحمل خلفه سرًا غامضًا، كما اعتادا منها

لحظات من الصمت الثقيل مرت، قبل أن تكسر السيدة بارك هذا الجمود بنبرة حذرة، وهي تدير عينيها حول المكان، وكأنها تبحث عن جواب

"مرحبًا يا نايون، ما الذي جاء بك إلى هنا اليوم؟"

شعرت هيجين بنظرات والدتها الحادة تنغرس فيها ،
تلك النظرات التي تحمل بين طياتها استجوابًا سريعًا،
و كأنها تستفسر في صمت عن سبب ظهور نايون المفاجئ

تسلل إلى هيجين مشاعر الكآبة، و أخذت تندب حظها في أعماقها ، مدفوعةً باليقين مهما كانت الخطة التي تدور في رأس نايون، فإنها لن تنجح

وفي تلك اللحظة التي كانت تشعر فيها هيجين وكأن العالم بأسره يراقبها، رسمت نايون ابتسامة كانت تبدو صادقة، كأنها ملاذ في بحر من القلق. ثم قالت بثباتٍ لا يخلو من الحذر:

choice of love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن