حدّقت هيرميون عبر المياه نحو تشو، وقد تجمّدت في مكانها بين التردد والعجز.
كانت تشو تبدو ساكنة تمامًا، لدرجة أن هيرميون لو لم تلحظ تيارًا رفيعًا من الفقاعات ينساب من فمها، لظنّت أنها ميتة.
قدماها مقيدتان إلى صخرة ثقيلة تحتل وسط القرية الغارقة.
بدت كضحية مهجورة لطقس غامض من الغرق المدّي، مشهد يثير الغثيان لمجرد التفكير في تركها هناك تحت سطح البحيرة، تنتظر بلا يقين.
الوقت أوشك على النفاد، ماذا لو لم يأتِ بيسيت؟ هل ستُترك تشو هناك؟ هيرميون لا تعرف كيف خطط منظمو البطولة لهذا التحدي.
هل ستستيقظ تشو بعد انقضاء الساعة؟ تستيقظ لتجد نفسها تغرق، تكافح لفك قدميها فقط لتكتشف أنها محاصرة تحت الجليد؟
جسد مالفوي الأفعواني تلاشى في العتمة مع بانسي. هيرميون بحاجة للإسراع. إن تغلب عليها، سيكسب ميزة إضافية في المهمة الأخيرة، وهو يملك بالفعل كل المزايا. تشو ليست مسؤوليتها. الهواء داخل تعويذة الرأس الفقاعي بدأ ينفد. لم تكن متأكدة حتى إن كان يكفي للعودة إلى السطح. كانت الفقاعة مملوءة بما يكفي من الهواء ليكفي ساعة من التنفس المنتظم، لكنها استهلكته بسرعة أكبر بسبب جهد السباحة، وتسارع قلبها من القلق والبرد القارس. عندما استعدت، لم تحسب حساب سرعة نفاد الهواء بهذه الوتيرة، أو أن البحيرة المتجمدة ستمنعها من الصعود لإعادة التعبئة. الوقت لم ينتهِ بعد، كما تظن، لكن الهواء صار نادرًا، وعندما تحاول تهدئة تنفسها، تشعر أن رئتيها فارغتان.
لا يمكنها إنقاذ أحد آخر، فهي تخاطر بنفسها وبهاري. حسمت أمرها وأمسكت بهاري وبدأت تسبح مبتعدة، مجبرة نفسها على ألا تنظر نحو تشو. مجرد سحب هاري صعب بما يكفي. لا يمكنها السباحة ومعها رهينتان. ستكون تشو بخير، وإن لم تكن، فليس ذنبها.
ولكنها لم تبتعد سوى بضعة أقدام قبل أن تتوقف، مخنوقة بوطأة الذنب. صرخت بغضب من بين أسنانها، تمنت لو صفعت نفسها. أطلقت هاري وعادت تسبح نحو تشو، محاولة فك الحبل المربوط بقدميها بأسرع ما يمكن. كانت متوترة من ثقل السحر الكامن في البحيرة مما منعها من استخدام التعويذات بحرية.
العقدة ليست محكمة، لكن أصابعها تيبّست من البرد، والحبل متشرب بالماء، مما جعل فكّه بطيئًا.
وفجأة، أحاطت يد متقشرة ضخمة بذراعها. استدارت صارخة من الذعر لتجد حورية بحر قد ظهرت. كان يحدق بها بعينين واسعتين مظلمتين، وأسنان حادة كالإبر تصطف في فمه، وأشار نحو هاري برمح حاد.
انتزعت هيرميون ذراعها بقوة، تهز رأسها بإنكار، وتسرع في فك حبل تشو.
الكلمات الغرغرة من الحورية جاءت مشوشة: "اتركيها..."
ومع ذلك، لم تتوقف.
المزيد من حوريات البحر خرجن من كهوفهن الحجرية، يحيطون بها ويحاولون إبعادها عن تشو.

أنت تقرأ
Let The Dark In _ دَعْ الْظَلَامَ يَدْخُلُ
Fanficفي عالم اخر حيث عودة فولدمورت لم تحدث، مجتمع السحر قد وجد طرقا اخرى كي تُحَجِّم وتبعد كل من يعدونه دخيلا. هرميوني ارتادت هجوورتس كواحدة من القليلين من مواليد العامة، بالرغم من بذلها مجهودا لتحسين وضعها بين اقرانها، بدا مستقبلها كالحجر حتى سنتها السا...