تبدلت ملامح "مالفوي" إلى غضب بارد وهو يدخل حمام رؤساء المنازل، لكن هذا التعبير سرعان ما اختفى بمجرد أن وقعت عيناه على "هيرميون" في حوض الاستحمام. توقف مكانه، وقد غمرت الصدمة وجهه، وبقي يحدق بها مذهولًا.
أما "هيرميون"، فقد حدقت فيه بدهشة مماثلة، لكنها استعادت رباطة جأشها أولًا.
صاحت بصوت مرتجف لكنه صارم: "اخرج!"
وكأن صوتها أعاده للحياة. رمش بعينيه، واحمر وجهه حتى بلغ لون أذنيه، وتراجع خطوة إلى الخلف متمتمًا بكلمات اعتذار غير واضحة. ولكن قبل أن يتمكن من التراجع كليًا، توقف فجأة، وتجولت عيناه عليها بنظرة غريبة، وكأن فكرة ما قد خطرت بباله.
وقف للحظة وكأنه يحسب شيئًا في ذهنه، ثم استقام بجسده وربط حاجبيه في تحدٍ قبل أن يغلق الباب خلفه بإحكام.
نظرت "هيرميون" إليه في رعب ممتعض، ثم صرخت بصوت عالٍ: "ماذا تفعل؟"
بدت كلماتها كصرخة احتجاج مشحونة بالغضب. كيف يمكن له أن يظن أنه يستطيع البقاء هنا؟ عصاها السحرية بعيدة على الطرف الآخر من الغرفة، وإذا أرادت الوصول إليها، عليها أن تخرج من الماء وتندفع نحوه مباشرة. فاختارت بدلاً من ذلك أن ترش الماء عليه وهي تصيح: "كنت هنا أولًا. اخرج!"
لكن "مالفوي" لم يبدو مهتمًا بصراخها، بل رد بصوت هادئ وموبخ: "لا تصرخي وكأنك طفلة."
نزع خاتمًا كان يرتديه وألقاه على الأرض بقوة، فأصدر صوتًا معدنيًا قويًا وهو يصطدم بالبلاط. لم يكلف نفسه حتى عناء النظر إذا ما أحدث شرخًا في الأرضية.
تجاوز الخاتم وبدأ يخلع عباءته، تاركًا إياها بجانب عباءة "هيرميون" وحذائها المتروك.
نظرت "هيرميون" إليه بعدم تصديق، محاولًة استيعاب ما يحدث. قالت بصوت متهدج لكنها غاضبة: "سأصرخ كما أشاء. اخرج!"
التفت نحوها بنظرة فاحصة وقال ببرود: "لماذا؟"
تفاجأت من سؤاله الذي بدا وكأنه لا يفهم أبسط قواعد الخصوصية.
تلعثمت من شدة الغضب، ثم صاحت: "لأني أستحم وأنت غير مدعو. اذهب بعيدًا!"
ضحك بصوت خافت، وكأنه يسخر من فكرة الخصوصية نفسها، ثم قال بنبرة غير مبالية: "ليس وكأنك عارية تمامًا."
احمر وجهها حتى جذور شعرها، وصرخت: "هذا ليس له علاقة بالأمر! هذا حمامي! لا يحق لك أن تكون هنا!"
أخذ يخلع حذاءه بتحدٍ، ثم نظر إليها بذكاء خبيث وقال بابتسامة تشبه الذئب: "لقد رأيت كل جوانبك من قبل. هل ظننت أنني كنت سألتهمك في البحيرة؟" اتسعت عيناها رعبًا، لكن كلماته أثارت المزيد من الغضب فيها.
حين نزع قميصه، أدارت "هيرميون" وجهها بسرعة، محاولةً تجنب النظر إليه. ومع ذلك، لم تستطع كبح الشعور بالانزعاج العارم من جرأته.

أنت تقرأ
Let The Dark In _ دَعْ الْظَلَامَ يَدْخُلُ
أدب الهواةفي عالم اخر حيث عودة فولدمورت لم تحدث، مجتمع السحر قد وجد طرقا اخرى كي تُحَجِّم وتبعد كل من يعدونه دخيلا. هرميوني ارتادت هجوورتس كواحدة من القليلين من مواليد العامة، بالرغم من بذلها مجهودا لتحسين وضعها بين اقرانها، بدا مستقبلها كالحجر حتى سنتها السا...