تيهيونق. P.O.V
صمتٌ وبيدان اغطي بها أذناي.. بعيدًا عن حديثهم.. حياتهم.. لم امتلك الاهتمام بهذه الاشياء بعد الآن، اغلقت اذناي وانا احاول فتح قلبي على هذا العالم. اصه! لا تتحدث. عندما تتحدث؟ كل شيء كان واقفًا سيسقط وكل نجاح سيفسد. اشدّ اغلاق اذناي اتمتم "لالالا" والحنها بطريقة جميلة.. لربما كنت مسالم؟ اكره هذا. اصمت وتنفس.. احكمت على اذناي كأنني اطلب من العالم ان يتوقف عن الحديث. ان يوقف قلبي. وحين يتوقف قلبي؟ حينها سأزيل يداي من اذناي لا شعوريًا..
اقسمتُ هذه المرة لن اتكلم عن مشاعري.
فبشكل غريب انا استيقظت هذا الصباح وانا اشعر انني غير..
غيرٌ عن الآخرين.. بشكلٍ مؤلم. كأنني اتيت من مجرةٍ أخرى او شيءٍ من هذا القبيل.. كل شيء يثير اهتمام البشر لم يعد يُهمني. يومًا بعد يوم تكبر قوقعتي. وتقوِعيّ على نفسي يزيد أكثر وأكثر.
ومع ذلك لم اتجرأ على ان أفكر بكسر تحدي ال٢٥ يوم.
لربما لأن جونقكوك هو الشخص الوحيد الذي يشعرني بالراحة؟ اوه غلطت! انا أقصد صوت جونقكوك وليس جونقكوك. تشه انني اكرهه بأي حال له.نهضت من السرير بعدما تذكرت انني اتفقت مع حونقكوك على ان نخرج جميعًا اليوم. فأيام التحدي بدأت من اليوم..متحمس؟ جدًا!
استحميت وارتديت كنزةً سوداء مع جينز اسود واخيرًا لتكمل اناقتي قبعة سوداء مع اسدال غرتيّ لكل تعطي شكلًا مثاليًا.
شعرتُ بشيء غريب..كأنني أريد تحطيم المرآة؟ أشعر ان هذه آخر مرة لي لأتنفس؟ آخر مرة انظر لشكلي بالمرآة؟ ماهذا!
فقط تخلص من هذا الشعور تيهيونق!
ركزت ناظري الى بؤبؤ عيناي في المرآة المقابلة ليّ.. كأنني أغوص بوسط نفسي أكثر وأكثر؟
مالذي يحدث لي؟
اوه! عيناي ممتلئة بالدموع؟
ضحكتُ لسخفي وشعرت بأن قليلًا من الأمل والإرادة لمواصلة هذه الحياة ازداد؟ تشه..
امسكت طرف كِنزتي ومسحت الدموع المجتمعة باطراف عيناي..
تمتمت "هكذا انت رائع"خرجت للفناء بيتنا فإذا بجونقكوك واقف بالخارج ينتظرني.. اوه هو يعرف بيتي؟
-"اوه لما لم تتصل؟ هل كنت تنتظر لوقتٍ طويل؟"
-" ومن يهتم؟ بسرعة لننهي هذه الحماقه"
-"حماقه؟ تشه انت الأحمق" غصّة وألم.
-" اين تريد ان نذهب؟"
-"لا يهم اي مكان.." احسست بأنني مكروه. شتمت ولعنتُ نفسي مئة مليون مرة على فكرة التحدي السخفية هذه. ولا يزال هذا اللعن لا يكفي...
جونقكوك p.o.v
سرنا لوقتٍ طويل متجهين نحو مجمع تجاري. انا امشى بالامام وتيهيونق خلفي. وطوال ذلك الطريق؟ لم نتحدث.
ان الوضع نوعًا ما غير مريح..؟
واخيرًا وصلنا أمام المجمع التجاري وكان مزدحم بشكلٍ غير طبيعي! اقترب تيهيونق إلي حالما دخلنا من باب المجمع.
نسير ونسير. لا احداث لا شيء..
مررنا بجانب مقهى كان فيه عددًا كبيرًا من الناس ومزدحمًا بشدة.. سألت تيهيونق
-"هل تريد الدخول؟"
إسودّ وجهه وتغيرت تعابيرة حالما رأى تلك الاعداد الهائلة من الناس. انزلت نظري ليديه فإذا بها مُصفرّة. ويحرك اصابعه بطريقة غريبة.. غريب..
واخيرًا هو أجاب بصوتٍ مُرتجف "لا.. ارجـ-وك.."
الأمر يزدادُ غرابة.. هل هو يعتني من فوبيا؟ ربما من الازدحام؟
اكملنا سيرنا مبتعدين عن ذلك المقهى..
وبما أنني انا الذي يسير في الأمام حاولت اجتناب الاماكن المزدحمه لأجله.. وايضًا؟ سلكتُ طريقًا مختصرًا لأقرب بوابة خروج من هنا..
ولكن لسوء الحظ! البوابة التي امامنا كانت مزدحمه بشدة!
انني اشعر بعيناه ضائعة.. التفت له..
هو كان ينظر للأسفل.. وعيناه؟ كانت بها نظرةً لم افهمها مُطلقا.. امسكت رسغة وسحبته بالقرب منيّ متجاهلًا عيناه اللي تتسع مصدومة..
وبهدوء دخلنا الى ذلك الازدحام.. حاولت ان اجعله بجانبي وانا ابعده عن الناس قدر المستطاع لكن يبدوا انني فشلت حينما رأيته يحاول الامساك بيدي وعيناه مليئة بالدموع. جذبته إلي وشددت على يدينا.. نظرت لعينيه وانا ابحث عن تلك النظرة التي وجدتها بداخله قبل قليل لكن ماذا؟ هو يبدوا مرتاحًا هكذا؟ غريب!
فكرت بطفولية (هل يمكن انه فضائي؟)خرجنا من هناك وحالما ابتعدنا عن الازدحام تيهيونق فصل يدينا التي كانت ممسكه ببعضها البعض. ومرةً أخرى انا انظر الى عينيه هو يبدوا كتيهيونق الذي اعتاد على التنمر عليّ هكذا وليس تيهيونق الخائف قبل قليل!
اخذ يُعدل قبعته السوداء. وبالمناسبه ان ملابسه اليوم بالكامل سوداء.. اوه هذا الأخرق يبدوا رائعًا
-"لديك ذوقًا جيدًا بالملابس"
ابتسم بغرور "أعلم"
ابتسمت بالمقابل وشعيرات سعادة تداعب قلبي بعدما رأيته قد عاد لتيهيونق الاحمق المتعجرف
-" اذًا اين نذهب؟" سألت..
-" لنذهب لمكانٍ مرتفع حيثُ يمكننا رؤية النجوم!" قال بحماس
-"موافق!" اعجبتني الفكرة حقيقةً فأنا احب النجوم..ومع تناسينا اننا بفصل الشتاء ذهبنا لنرى النجوم.. بدأت الشمسُ تغرب وتيهيونق امامي يشتري بعض الطعام
ركضنا لمكانٍ رائع فوق الجبل. هو لم يكن جبل حقيقةً لكنه مرتفع بشكلٍ يكفي لرؤية النجوم بشكلٍ واضح
جلسنا بشكلٍ عشوائي مع تبادل احاديثٍ عشوائية
-"مارأيك ان نستمع لموسيقى؟" سأل
-"انه الوقت المناسب للاستماع للموسيقى!" اجبت راضيًا. وكأنه يقرأ مااتمناه.
اخرج هاتفه وبدأت الموسيقى.. راحة. هذا كل ما أشعر به
ابتسمت برضى وحولت عيناي لتيهيونق. لتتقابل عيناي بعيناه..
ثانية... ثانيتان.. ثلاث ثواني.. أزاح عيناه!
اللعنه الوضع غريبٌ جدًا!
بعد صمتٍ طويل فتحت فمي لاحدث بعض التغيير
-"لما تخاف من الازدحام؟"تيهيونق P.O.V
أجبته "لاأعلم" كاذب.
سأل مرةً اخرى وكأنه يصر على معرفة كل شيء
-"منذُ متى؟"
-"لااتذكر" كاذبٌ ايضًا..
-"انت كاذب.." كيف علم!
ارتعشت ونظرةُ إلية بصدمة.
-"كيف علمت انني أكذب؟"
-"عيناك.." اجاب ببساطة
تنهدت. وصمتُ لمدة خمس دقائق.
أخذتُ نفسًا عميقًا وسألته "هل نتبادل الأسرار؟"
-" انك تعرف السر الخاص بيّ بالفعل.." قال ضاحكًا
-" حسنًا سأقول.."-
عاد هالمرة التشابتر طويل يعني لحد يقول طوليه كذا حلو:( المهم وش تتوقعون سر تيهيونق بيصير؟ ووش به ليش يخاف؟ وهاه اعجبكم ولالا؟
أنت تقرأ
مؤبد.
Teen Fictionكيف يكون العيش بعد الموت؟ كيف تنطوي الذكريات وتصنع باقة وردٍ من ذُبل؟ كيف نتنفس بعد ان ابتعد عنا الاكسجين؟ كيف أبقى أُحبك تايهيونق وانا مستقيمًا؟ دعّ شجرة صداقتنا تنمو ووردة حُبنا تذبل.. لعل تلك الأغصان تخرجُ وردًا أزهى من وردٍ الحب. -ماهو الحب؟ ما...