رغم الألم الذي يخنق قلبه، توجه جاي إلى المستشفى. ساقه بالكاد تحمله، لكنه أصرّ على التماسك والتظاهر بالقوة، رغم أن داخله كان ينهار خوفًا على ميلان.
بعد وقت بدا وكأنه لا ينتهي، وقف جاي أمام غرفة العمليات، يملأه القلق والترقب. لم يمضِ وقت طويل حتى وصل ويلسون، الذي ركض نحوه على الفور، متسائلًا بلهفة
"هل هي بخير؟!"
نظر إليه جاي بتعب، يخفي في عينيه كل العذاب الذي يمزق قلبه، ثم قال بصوت متهدج بالكاد يخرج
"لا أعلم..."
تراخى كتفا ويلسون وهو يقترب منه، يضع ذراعيه حوله ليواسيه، بينما يمسد على ظهره بلطف، قائلاً
"لا بأس جاي... يمكنك البكاء، واضح أنك تعاني."
حاول جاي تمالك نفسه، لكنه فشل... وانفجر بالبكاء، صوت أنفاسه المرتجفة يفضح ألمه
"أنا... أنا لا أتحمل! أشعر وكأنني جلبت الموت لحياتها فقط لأنني أردتها بجانبي..."
ربّت ويلسون على ظهره، محاولًا تهدئته
"تماسك، جاي... كل شيء سيكون على ما يرام، هي ستكون بخير."
قبل أن يتمكن جاي من الرد، خرجت ممرضة مسرعة تتحدث بتوتر واضح
"أين زوج المريضة أو أحد أقاربها؟"
اندفع جاي نحوها بخوف، وعيناه تبحثان عن أي إجابة
"أنا زوجها! ماذا حدث؟!"
قالت الممرضة، وعجلتها تفضح خطورة الموقف
"نحتاج إلى توقيع موافقتك على إجراء إجهاض للسيدة ميلان فورًا."
اتسعت عينا جاي بصدمة، وكأن الهواء اختفى من حوله. كاد قلبه ينفجر وهو يتمتم بصوت مبحوح
"ميلان... حامل؟!"
أومأت الممرضة برأسها، متفهمة الألم الذي يعتصره
"نعم، لكنها في حالة خطرة جدًا. علينا إنهاء الحمل فورًا، وإلا لن نتمكن من إنقاذها أو الطفل."
وقف جاي متصلبًا، والدموع تنهمر من عينيه رغمًا عنه. شعر بيد ويلسون تمسك بذراعه، وصوته يحاول انتشاله من الصدمة
