[العبث الخامِس]

2.2K 225 78
                                    

[العبث الخامِس]

_رُكاب سفينة نوح.

•عنوان الفصل/ مسرح.

•" تقول الأسطورة، كانت بلدة الأماني تمتلِك شمعة ضخمة، كبيرة ولونها بيضاء زاهي تُسِر الناظرين.. ضوءها لا يخفت.. يحرُسها چني صغير، يُضلِل على ضوءها بجناحيه حتى لا تنطفيء، ويُراقِب بعينيه البلوريتين السماء، كان أهل البلدة مُنبهرين بـِ تفاصيل السماء الأرچوانية والوردية، بينما الچني كان مُنبهِر بـِ حبيبتهُ التي تُحلِق في السماء بـِ جناحيها، چنية صغيرة مِثلهُ..
وكان ما تفعلهُ حتى لا ينام ويغفل عن الشمعة ويترُكها تنطفيء حتى لا يُعاقِبهُ حرس الملِك بـِ قص جناحيه اللتا عجزتا عن حماية الضوء، فـ يبقى ساهِرًا مُنبهِرًا بِها حتى يحِل الصباح.
وفي ذات مساء.. نجح أحد المساجين في الفِرار مِن سجون الملِك، كان يأمل الحُرية مِن سنوات.. كاد يتعفن  في الداخِل، وعِندما خرج ركضًا ركض خلفهُ الحرس حاملين أسلحتهُم النارية، أراد أحد الحُراس إيقافهُ فـ قام بإطلاق طلقة نارية إلى السماء، أصابت الچنية الصغيرة، رآها الچني وهي تتألم وتسقُط
وبدأ أهل البلدة في الصُراخ، سقطت تمامًا فوق ضوء الشمعة، لـِ تنطفيء.. تخاذلت أجنحة الچني وبهتت إبتسامتهُ تمامًا بعد ما كان الجميع يرى ضِحكتهُ الفرِحة.
قام حرس الملِك بـِ قص أجنحتهُ لإنهُ لم يُبعِد جسد الجنية المُتساقِط عن الضوء وترك جسدها يُطفِئهُ
قدم نفسه بـِ صدر رحِب وهو يقول "كانت حبيبتي أغلى من ضوء مدينتكُم، تحليقها كان يُنير سماء مدينة الأماني، الأن هي رحلت وتركتني أُعاني، وافقت على الحُكم لإنني لستُ بحاجة لإجنحتي مُجددًا، لن أقرِب سماء قُتِلت هي فيها، ولن أُحلِق بجسدي وقلبي داخِل الأرض معها"
-بقلمي.
______________________

المكان: مسرح الجريمة
تحديدًا: أمام الجُثمان

جِه واحِد مِن الظُباط اللي بيستكشفوا مسرح الجريمة وقال بصوت مُتحمِس: ليث باشا بُص لقينا إيه.

أخد ليث مِن إيد الظابِط الشيء اللي ماسكُه في إيدُه كان محطوط في كيس التحفُظ الخاص بالجرائم ،اللي بعد التدقيق إكتشفوا إنُه لسان الضحية !!!
قرب ليث من الراس الموضوعة أمامه ،منال بصوت مُرتفع وبنبرة تحذيرية:متلمسهاش عشان البصمات!!
غرز ليث صوابع إيديه في شعرُه وهو بيقول بنبرة تكاد تقرُب للجنون: دا لسانها،المجنون قطع لسانها !
منال وهي بتحاول تدافع للمرة الأخيرة:طب إيه اللي يثبت إن نوح اللي عمل كدا بجد ما يمكن شخص بيحاول يقلد ستايل نوح في القتل،لسه مفيش دليل يثبت إن نوح عمل الجرايم دي ومن وجهة نظر القانون المُتهم بريء حتى تثبثت إدانتُه
نوح بغضب ووشه إحمر من العصبية:يا منال متجننيش
ومنال بهدوء:انا مش بجننك أنا بتكلم صح وبتكلم بمنطقية ،أي حد هيسمعك هيفتكر إنك عاوز تلبسهُم مصيبة وخلاص،عشان كدا عوزاك تهدى وتفكر بالعقل،يلا نخرج من هنا عشان الريحة قلبت معدتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المكان: حفل الشركة
تحديدًا:الباحة الرئيسية
مياسة بعد ما سمعت عيسى بيقول كدا إتحركت عشان تمشي فـ مسكها من دراعها وهو بيقول بجدية:إستني هنا! بقول نوح حابسنا هنا عن قصد وإنتِ رايحة فين؟؟
مياسة بصتلُه بضيق وقالت بنبرة هادية بس متعصبة بصوتها الطفولي: ميخُصكش سيب إيدي مِن فضلك
عيسى بتبريقة:إظبطي عشان مش وقت حركاتك دي إنتِ في خطر
مياسة بضيق وهي بتحاول تبعد:إنت ملكش حكم عليا سيب دراعي
سحبها عيسى مِن دراعها ومشي بيها ناحية غُرفة مِن غُرف الإجتماعات ونوح متابعهم بعينيه بصمت ،سحبها عيسى لأوضة إجتماعات فاضية ورزع الباب وهو بيلف بيبُصلها ،كانت بتدلك دراعها اللي وجعها من سحبة عيسى ليه
حط إيديه الإتنين ورا ضهرُه وهو بيبُصلها بيحاول يستفسر منها عن كلامها وقال:يعني إيه بقى اللي قولتيه برا دا؟ماليش حكم عليكِ فـ أسيبك تولعي ولا عاوزة إيه!
مياسة وهي بترمش: هو بجد جاي تعاتبني في الظرف السيء اللي إحنا فيه ؟
عيسى من بين سنانه: دا مش عتاب دا تنبيه عشان لما أحاول أحميكِ مترفضيش
مياسة وهي بتقرب وشها منه قالت بإنفعال وهجومية: مش من حقك تفرض حمايتك عليا أنا مطلبتش دا
عيسى بعصبية وهو بيخبط الكُرسي برجليه:صح مطلبتيش،مطلبتيش غير الطلاق وبس.
مياسة بدأت عينها تدمع وقالت بعصبية: يا سلام ودا يضايقك فـ إيه دا حقي برضو حاولت أتعايش مع اللي إنت فيه وفشلت .. عايشة مع راجل بيتخيل طول الوقت واحدة غيري !
شاور بصوباعه وعينه بترف وقال:إوعي،إوعي تتكلمي معايا في الموضوع دا،موضوع متعرفيش أد إيه هو طويل وعميق
رجعت مياسة شعرها لورا وقالت بنبرة حزينة وطفولية:وإنت كمان إوعى تفتح معايا موضوع طلبي للطلاق تاني،انا عندي قلب ومشاعر مش زيك
ضحك عيسى بمرارة وسند بإيديه الإتنين على ضهر كُرسي وقال بنبرة حزينة:هو أنا عمل فيا كُل دا غير قلبي ومشاعري
مياسة قالت بمرارة وحسرة:عشان تعرف إنهم مكانوش ليا،هُما لأمل وهيفضلوا كدا مش هقدر أغير دا
عيسى وهو بيفرك عينيه:إنتِ مش فاهمة حاجة..
مياسة ببرود: ومش مهتمة أفهم كُل اللي طلباه إنك ملكش دعوة بيا أنا مفيش حاجة بتربطني بيك غير قمر
رفع عيسى عينيه وبصلها وقال بتساؤل يشوبه نبرة حنين بائسة: بس؟
بصت مياسة للأرض عشان تتجاهل التوتر اللي ظهر عليها من التساؤل بتاعه اللي لعب بأعصابها
عيسى بهدوء: طب ممكن بس نفضل هنا نُص ساعة تحسُبًا لأي شيء ممكن يحصل برا غير متوقع؟
حركت مياسة راسها بمعنى تمام فـ إبتسم عيسى وقال بهدوء: هطلع اناديهُم وأجي من فضلك متتحركيش من هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المكان: الباحة الرئيسية
تحديدًا: منصة نوح

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 4 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

' العبــث الأخــيــر' \رُكاب سفينة نوح/حيث تعيش القصص. اكتشف الآن