«حَرِيق»

22 2 6
                                    

بينما أمسك بقدماي أرجعت رأسي إلى الوراء وأضعها على أقدام بوميو

التفت برقبتي وأنظر نحو النافذة  قد حل الليل بفعل
الوضع في هذا المنزل غريباً جداً

فقد كان الليل طويلاً، عكس النهار الذي لا نشعر به لاكن بطبع هذا ليس بأغرب شيئ هنا

مع تركيز الطويل على الزجاج النافذة

التي بات طرق المطر عليها قوياً حتى أصبح مزعجاً

وكأن العالم قد توقف عدا طرقات المطر
 
هيّا مزعجة للغاية !

أريد توقيفها!

هيّا تؤذي طبلت أذني!

أردت أن أضع يداي على رأسي من شدة قوته

صوتها يؤلمني حتى أنني متيبس في الأرض لا أستطيع الحراك لا أتذكر انني قد إنزعجت من صوت المطر إطلاق لاكن هناك شيء مختلفا حتما

الصوت يرتع ويرتفع

أكاد أجن أرجو المساعدة!

أرجوكم!!!

" تاهيون؟ "

توقف صوت الطرق مرة واحدة، وكأن شخص أيقظني من حلم مرعب أو كابوس يقشعر الجسم بمجرد التفكير في أمره

شعرت بحركت يد بوميو أمام عيناي

وكأنه يحاول تشتيت نضري

كوني قد فقدت تركيزي لدقائق

أردت أن أشكره، فقد أنقذني من حافة الجنون. ولكن من سيصدق هراء مثل هذا؟

فضلت الصمت على التفوه بهراء احمق

ذلك الصوت لم يكن بصوت مطر عادي، كان قوياً مخيفاً، ويجعلني أتدارك أ الوضع هنا غريباً جداً وأن النهاية قريبة ومحتومة

لم يكن جلوسي في هذا البيت طويلاً بل هيّا ساعات تعد بالأصابع

ولكن شعور يجعلني أخاف المكان وكأنني قد

عشت و مت هنا!

في أرض هذا المنزل الغريب

تداركت الوضع وإلتفت كان الجميع أشبه بمغمى عليه أو نائمين فقط؟

إستقمت بجذعي  أبحث عن يونجون كونه كان في المطبخ يعد ما نسد به جوعنا

الصمت هوا الوحيد الحضار في المنزل

أخطو على أطراف الأصابع
وكأنني أخاف أن أصدر صوتاً يقطع هذا الصمت المرعب

بدأ شكل المطبخ يظهر في مساحة رؤيتي  تقدمت إليه بخطوات اكبر من التي قبلها  أمل رؤية يونجون

لكن لا شيء يبدو المطبخ فارغ

تقدمت صامتاً أكثر لأرى ضوء برتقاليا يسطع من مكان ما

قادتني غريزتي البشرية لرؤية ما مصدر هذا اللون الغريب

إن الفرن يحترق!

لأصرخ بكل قوة مني :

"حريق!!"

إستدرت منفعلاً، محاولاً الركض إلى القابعين في غرفة المعيشة لأنقذهم من هذه المصيبة المفاجئة
لكن!

تيبست أطرافي بمجرد الإلتفاف إلى الوراء. شعرت وكأن دلو من الماء المثلج قد سكب على جسمي الضئيل

أربعتهم يقفون في أماكن مختلفة متجمدين بملامح مبتسمة لم تكن بإبتسامة السعادة أو الفرح أبداً

بل كانت إبتسامة ماكرة، وكأن شخص سعيد بتعذيبك أو بتقطيعك حياً

ورائهم ذلك التلفاز الأخرق الذي أصبح يصدر ضوءاً أحمر اشبه بلون الدماء المخيف

أشكالهم كانت تقتل مصدر الأمان الأخير الذي كان في قلبي

لم أستطع الحراك  نيران تلتهم المطبخ، وأربعتهم يلتهمونني بأعينهم الخالية من الرحمة

توقف الوقت لثواني

حتى أصدر التلفاز صوت يشبه التصفير يجعلك تمسك رأسك من الألم

تريد إدخال شوكة في أذنك لكي لا تسمع هذا الصوت

أمسكت رأسي أصرخ بأعلى ما تخرجه حنجرتي أترنح واخطو إلى الخلف في خطوات متثاقلة لأصطدم بطوالة المطبخ

أرجعت يدي إلى الوراء لأمسك بحبة طماطم أرميها بكل قوة وكأن هذا هو الحل الوحيد  وكأنني أرمي بثقلي معها

لتصطدم بجسم سوبين وتتفجر في ملابسه، مخلفة بقعة حمراء كبيرة وبعض الطرطشات الحمراء على كاي  كونه الأقرب إلى الإصطدام

سقطت حبة الطماطم بعد إلتساقها به لثواني، لتخلف بقعة أشبه ببقعة دماء

أربعة أشخاص متجمدين معاً، ضوء أحمر وحريق في المطبخ

أصبح المنظر وكأنه من لوحة من عصور قبل التاريخ حيث كان البشر يرسمون أعنف الصور وأرعبها

توقف الصوت الصفير لكن قد بدأ الرعب الأكبر  تقدم أكبرهم نحوي  وكأنه يسرع محاولا قتلي

أغمضت عيناي انتظر منه أن ينحر عنقي أو يفجر عقلي بمطرقة حديدية لتتطاير قطرات دمائي

لكن لم يحدث هذا

بل شعرت به وهو يتسلق الطاولة  فتحت عيناي ببطئ وكأنني أخاف أن أرى ما لا أريد أن أراه

  رفعت ببصري نحو الأعلى كوني أرى اقدام فوق الطاولة لأرى صاحب الشعر الأصفر يونجون يمسك بحبة طماطم يعتصرها ليجري نهر من ماء الطماطم الأحمر على يده و يصرخ ب

"حرب الطماطم!!"

CAN'T U SEE ME ?«TXT»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن