في زمن طغيان المادة التي يعيشها الأعمى والبصير والكبير والصغير، ولا يسلم منها إلا من سلّمه الله ووفقه وعافاه .. في هذه الحال التي خاف رسولنا ﷺ علينا منها حين قال: "فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم"
وفي هذه الفترة التي قُرنت السعادة فيها بالسفر والمال، والبؤس بالقرار والاقتدار!
نتذكر مقولة شيخ الإسلام -رحمه الله- الخالدة: "أنا جنتي وبستاني في صدري، أين رحت فهي معي لا تفارقني"
يقول تلميذه ابن القيم -رحمه الله- واصفًا حاله المصدّق لمقاله: "وعلم الله: مارأيت أحدًا أطيب عيشًا منه قط مع ماكان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم ومع ماكان فيه من الحبس والتهديد والإرجاف، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشًا وأشرحهم صدرًا وأقواهم قلبًا وأسرّهم نفسًا، تلوح نضرة النعيم على وجهه"
ㅤ
إذاً :
السعادة في صدرك لا تبحث عنها بعيدًا !( نورة الصالح )