بشكلٍ مباغتٍ جاء صوت هنري عبر الهاتف متقطعاً ليقول: " أنا .. الضحية التالية .. " .
اتسعتْ عينا جين، تمتم باستغراب: " ماذا ؟ " .
- " تلك الجملة.. التي تلقتها جوي.. قبل موتها بيوم، تلقيتها الآن أيضاً".
- " ماذا ؟ أين ؟ " بدى القلق على محياه حين سأل جين .
- " على أحد الرفوف في مخزن المكتبة" أجابه صوت هنري المرتعد.
- " متى حدث هذا ؟" بدأ جين يتحرك بغير هدى في الممر .
- " منذ دقائق" .
- " و أين أنتَ الآن ؟ ".
- " في طريقي إليكَ، أنا أمام غرفتكَ ".
كان هذا آخر ما قاله هنري قبل أن ينهي المكالمة ليشرع جين في حوارٍ مع عقله.
" مخزن المكتبة.. المفتاح.. مخزن المكتبة.. المفتاح.. مخـ.." تلمس ذقنه قبل أن تتوسع عيناه و يصرخ " لي تايمين " .
**********
| 4:23pm.. 20/10|
كان هنري متواجداً في الغرفة حين وصل جين، سيهون كذلك، لكن الأخير كان منشغلاً بقراءة أحد الكتب.
صُفق الباب و دخل جين من خلفه لاهثاً، صرخ فيما كان يتصبب عرقاً: "من غيركما قد يدخل المخزن ؟" .
أفزع صراخه ذاك الذي كان يقرأ فترك الكتاب من يده و ركز اهتمامه على جين الواقف قبالة الباب . أجاب هنري و التوتر مُتجلٍ في نبرته: "غيرنا، هنالك تايمين فحسب .. ".
- " و أين هو الآن ؟" اقترب جين منهم مواصلاً صراخه .
- " لا أعلم " بتشتتٍ أجاب هنري.
- " اتصل به " انتفختْ أوداج جين ما إن زمجر غاضباً لسببٍ لا يعلمه الآخران اللذان أتبعا بتبادل نظراتٍ سريعةٍ مضطربةٍ قبل أن يُخرج هنري هاتفه و يشرع في الاتصال بتايمين و يردف سيهون مستنكراً : "جين؟ هل توصلتْ لاستنتاجٍ ما؟ " لم يكن من سببٍ آخر ليغضب هذا الغضب من وجهة نظر سيهون، سوى اكتشافه لأمرٍ، خطير.
مسح جين وجهه مراتٍ متتاليةً، تنفس الصعداء ثم قال: " مفتاح مخزن المكتبةِ على حدّ علمي من المفترض أن يكون في الأحوال العاديةِ مع مساعد أمين المكتبة، لذا و بلا شكٍ فإن هذا التهديد كان لتايمين لا لهنري " .
شهق هنري الذي كان الهاتف ملاصقاً لأذنه اليسرى بفزعٍ بعد سماع ما قاله جين لكنه سرعان ما قال: " أوه مرحباً تايمين" ازدرد ريقه، زفر جين بامتنان، استرسل هنري محدثاً تايمين على الهاتف: " قد يبدو هذا غريباً لكن.. أين أنتَ الآن؟".
و قبل أن يجيب تايمين كان هنري قد فعّل السماعة الخارجية لينطلق صوت تايمين العالق به بعض الضحكات " كنتُ عائداً للمدرسة لكني مررتُ بالمطعم القريب منها و لن تصدق من وجدتُ هناك ! " .
أنت تقرأ
في الجحيم
Mystery / Thrillerبعد انتحار إحدى الطالبات بدأت جرائم قتل متسلسلةٌ على فتراتٍ زمنيةٍ متقاربة في مدرسةِ هانليم العليا للفنون، فمن سيكون الضحية التالية ؟ بانتحارها فتحتْ أبواب الجحيم على مصارعها،، لكن صوت الهمس بدأ يعلو و الرعب ذاع صيطه... " أحقاً ماتت الطالبةُ منتحرة...