خلف الباب كان يقفُ رجلٌ خفيف السمرةِ، يرتدي معطفاً صوفياً طويلاً قاتم اللون و يعتمر قبعةً سوداء. بدا كشخصٍ ثلاثيني. امتدتْ يده لتخرج شيئاً ما من جيب معطفه الداخلي. تحدث بصرامةٍ فيما رفع تلك الشارة نحو جين: " جونغ يونهو. محقق".
ارتبكَ جين للحظةٍ و لم يدرِ ماذا يجب أن يفعل، لكنه سرعان ما تدارك ارتباكه و قال مفسحاً المجال للضيف غير المدعو: "تفضل".
حياه المحقق بإشارةٍ من رأسه فيما همّ بالدخول.
قال جين مشيراً إلى الأريكةِ الجلديةِ السوداء:
- تفضل بالجلوس هنا.
و مرةً أخرى حياه المحقق بصمت.
اقترب هيوك من جين بينما لم يبرح الآخران مكانهما، أسرّ إليه مشككاً: "أهذا والدكَ؟".
"إنه محقق" أجابه جين دون أن يرفع عينيه عن الرجل.
أبدى هيوك تعبيراً ينم عن الدهشةِ ثم ما لبث أن جلس قبالةَ المحقق متجهماً.
تنحنح جين ثم قال: "إذاً؟ لا أظنكَ جئتَ تلقي التحية حضرةَ المحقق!".
ابتسم المحقق نصف ابتسامة، و لكأنه قد برهن على أمرٍ ما كان غير متأكدٍ منه ثم تلاشتْ الابتسامةُ حين تحدث بصرامته الأولى: "جئتُ أتحدث إليكَ، أخبرني عنكَ السيد كيم-".
- دعني أخمن، الشرطيُ العجوز الذي كان في المسرح اليوم؟
لم يبدُ المحقق راضياً تماماً عن المقاطعةِ التي تعرض لها، لكنه أومأ برأسه أن نعم. استرسل موجهاً نظره لهيوك تارةً أو الأخران تارةً: " كما أخبروني تماماً. سأتحدث معكَ لكن على انفراد".
- يمكنكَ الحديث أمامهم، ليسوا غرباء، هذه نامجو أختي من نفس الأم، سيهون أقدم أصدقائي، و .. هيوك صديقـ..ـي.
إثر المسمى الأخير ارتسمتْ ابتسامةُ رضاً هادئةٌ على وجه هيوك.
- لا يعنيني أمرهم، سأتحدث عن تفاصيل تخص القضية لذا -.
- يعرفون كل شيءٍ مسبقاً. ربما أكثر مما تفعل أنتَ حضرةَ المحقق.
تنفس المحقق الصعداء، كان لديه الكثير من الأسباب ليشعر بالغضب، مقاطعةُ جين المستمرة، و تهكمه الواضح و استخفافه به، لكنه و كالعادةِ ماهرٌ في كبح غضبه. عاد يتحدث بهدوءٍ و صرامة: "حسناً. على أي حال، أخبرني الشرطي عما حدث هناك في المسرح، و أخبرني عما قَلتَه كذلك، و حين حضر الطبيب الشرعي، لم يكن من الطبيعي أبداً أن توافق أقوالكَ أقواله!".
- مهلاً لحظة، أتشكون في؟
- أنا شخصياً لا أشكُ فيكَ حتى الآن، لكن الشرطةَ تفعل، و أتمنى أن يكون لديكَ تفسيرٌ مقنّعٌ لهم".
توجه جين بنظره نحو الجالسان في زاويةِ الصالةِ و قال متهكماً و غير مصدق: "انظروا إلى هذا الآن! و لأنني أمتلكُ عقلاً عبقرياً أصبحتُ محل الشبهات!".
أنت تقرأ
في الجحيم
Mistério / Suspenseبعد انتحار إحدى الطالبات بدأت جرائم قتل متسلسلةٌ على فتراتٍ زمنيةٍ متقاربة في مدرسةِ هانليم العليا للفنون، فمن سيكون الضحية التالية ؟ بانتحارها فتحتْ أبواب الجحيم على مصارعها،، لكن صوت الهمس بدأ يعلو و الرعب ذاع صيطه... " أحقاً ماتت الطالبةُ منتحرة...