قصة قصيرة . . . فيها عبرة عظيمة !
بعد انتهاء إحدى المعارك الضارية استأذن أحد الجنود من قائد الكتيبة أن يعود إلى أرض المعركة بحثاً عن صديقه.
فما كان من القائد إلا أن رفض طلب الجندي، مبرراً ذلك الرفض بأنه لا يريد أن يخاطر الجندي بروحه مقابل صديقه الذي غالباً ما سيجده جثة هامدة.
ولكن الجندي ضرب بكلام القائد عرض الحائط، واستل نفسه بغتة وذهب ليبحث عن صديقه.
وبعد سويعات عاد الجندي مثخناً بالجراح حاملاً على ظهره جثة صديقه الذي وافاته المنية..
فأصيب القائد بالدهشة، وشعر في خلجات نفسه بعظم هذا الجندي وشجاعته، وبادره متسائلاً:
ألم أقل لك أنك ستجده جثة ! فهل كان الأمر يستحق كل هذه المخاطرة للعثور على جثة ؟ !
فالتفت الجندي إلى القائد وكان هو الآخر يحتضر: أجل يا سيدي، فعندما عثرت عليه كان حياً، وبادرني قائلاً:
كنت أعلم أنك ستأتي !
الصديق:
إنه ذلك الذي تجده يبحث عنك عندما يقرر الجميع التخلي عنك !
هل لديك أحد هؤلاء الأصدقاء ؟
إن كان لديك ولو واحداً فعض عليه بالنواجذ، واحمد ربك بأن سخر لك صديقاً حميماً، وقل له إني أحبك في الله.
وإن لم يكن لديك، فأعد حساباتك واعلم أنك إلى الآن لم تجد ضالتك في الصداقة.