ذكريات تنبثق

327 15 1
                                    

في قصر كبير.....
تتجول بين اروقته....
ولكنه يفتقد للحياة.....
لا روح فيه...... السكون سيدٌ له.....
وفي تلك الغرفة المظلمة بالتحديد....
تقطن فتاة لم تعرف الهزيمة.....
خصلات شعرها السوداء القصيرة....
عيناها كالسماء النقية....
نظرة خالية من المشاعر....
طُرق على الباب بخفة....
لم تعره أي اهتمام....
نطقت ببرودة : من؟!!!
ارتبك من رواء الباب وأجابت بقلق وتوتر: انا الخادمة.... سيدتي.... السيد سيمون يريدك....
تنهدت قليلاً وقالت: قولي له ان لا ينتظر......
اصبحت الخادمة بحيرة وقالت بخوف: لكن... سيدتي.....
اوقفتها بقولها: لستٌ سيدة.... واتمنى ألا تقرعي الباب مجدداً.....
عاد الهدوء واكتسى القصر.....
ولكن قطعه صوت ذلك الجذع يطرق النافذة بسبب رياح خفيفة ....
ويبده صوت خطوات الاقدام تقترب....
فتح الباب على مصرعيه......
وصوت شق الصمت وهز افرع الاشجار: جــيــســيكــا..... عندما اقول لك ان تأتي فعلك ذلك....
لم تدر رأسها ولم تقل شيء.....
وقف امامها وقال: ما هذه الوقاحة..... انا اتكلم معكِ جيسيكا......
رمقته بنظرة باردة خالية من الأحساس......
قالت بحدة وقوة: كــاتــي......
خطوات من اخر الممر مسرعة.....
وقفت امام الباب تلطقتُ انفاسها....
قالت بصوت مرتبك: نعم... جيسيكا.....
قالت:كم التاريخ اليوم ....
قالت: اليوم الثامن من شهر اكتوبر.....
اتسعت عينا الشاب وقال: اوه... انا اعتذر.... اليوم هو ذكرى وفات والدتك.....
اعتذر مجدداً... سأتركك بمفردك....
خرجا.... وحل الصمت محلهما.....
نظرت من النافذة.....
ازهار بكل الانواع.....
ذكريات تنبثق.....
دمعة تنزلق....
وكلمة نطقت: أمي....
جرح مازال لم يلتأم....
حقد تدفق....
انتقام ملئ ذلك الجرح ليوقف نبضاتها....
لا تريد سوى الانتقام....
بعد مضى دقائق....
ارتدت قفازاتها السوداء وخرجت....
مشت في الممرات الى ان وصلت الى باب
نقشت عليه بعض الزخرفات....
طرقت الباب بخفة...
سمعته يقول: ادخل...
فتحت الباب ودخلت......
قالت بكل هدوئ: اليوم المقابلة أليس كذالك...
قال بعد ان امعن النظر فيها: أجل.... هل ترتدين هذا من أجل المقابلة.....
قالت: أجل...
قال: حسنا... من الان وصاعداً.... انتِ اسمك جيك الحارس الشخصي للمغنية إيزابيل.....
التي هي نفسها ابنة الحاكم واخت قاتل عائلتك....
قالت: حسنا.... سيد جورج.....
قال: المقابلة في مطعم من الطبقة الراقية.... ستقابلينها في القسمِ الخاص...
قالت: حسنا.... وداعا.... وشكرا لرعايتك لي....
انطلقت الى هدفها.....
ذهبت الى ما كانت تطمح له منذ سنين.....
الانتقام من ذلك الامير.....
هو من سبب ذلك الجرح.....
هو من قتل ولكن لم يلطخ نفسه بالدماء...
قتلهم بصمت لأجل المملكة....
قتلهم بلا مبالاة....

روح بعبق الذكريات(قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن