"محاوله انتحار" بمجرد خروج الكلمات من فمي,عيناها اتسعت في عدم تصديق ثم سريعا تبدلت كل ملامح عليها ليستقر مكانها شئ لا افهمه..
"للتصحيح,محاولات انتحار" سخرت, فقط عندما اتذكر ما كنت افكر به حينها اشعر اني كنت بائسه بالكامل
"ما الذي حدث بالضبط"
"الفضول يأكلك حيه يا فتاه" مازحت و هي ابتسمت,أخيرا!
"نعم يمكنك ان تقولي الفضول هي احد الصفات السيئه التي املكها" أحد الصفات السيئه؟ و كم صفه سيئه تمتلك تلك الفتاه؟ "اذا لماذا حاولتي الانتحار؟"
هل اخبرها حقا! انا لم اكن معترضه علي ان نبدل الادوار لليوم,لكن لم اعتقد انها ستتعمق في حياتي-سابقا- هكذا..
"ستصدقيني ان اخبرتك اني لست مستعده للتكلم,ليست لدي الشجاعه للتكلم عن الامر" أخبرتها ما يدور بعقلي صدقا.
سكتت لبرهه ثم اردفت,
"كنت اظن انكم تتكلمون عن كل الاشياء بدون خجل او حساسيه" من يري هذه الفتاه عندما دخلت لا يتوقع ان تتحول و تتحاذق الان.
"جميعنا لدينا حياتنا و المشاكل التي نواجهها, حتي الاطباء النفسيين لان ببساطه جميعنا بشر,البعض يحلها في هدوء و بدون خوف او قلق,يسيطر علي المشكله لا العكس,والبعض يستسلم لها,حتي بدون المجازفه,و هناك من يكون بداخله ذره امل,يريد و بشده ان يتخلص من مشكلته لكنه يحتاج الي من يجدد ثقته في نفسه,يحتاج الي من يرشده بهدوء الي النور, يحتاج الي من يقف بجانبه و يسانده في قراراته, هنا يلجأ الي من يثق بهم لانه ببساطه يحتاجهم" بمجرد ان انهيت كلامي اندفعت علي بالسؤال,كأنها كانت تنتظر ان انهي كلامي بفارغ الصبر,
"ماذا عنكي؟"
"انا اعتبر نفسي حاله نادره" سخرت من نفسي,رأيتها تعقد حاجبيها لذا اكملت, "انا الان احل مشكلاتي في هدوء بيني و بين نفسي, وللامانه هذا يشعرني بتحسن. لكن هناك مشكلات حتي ان تخصلت منها,لا امتلك الشجاعه الكافيه للتكلم عنها لانها ببساطه تعتبر نقطه ضعفي" وجهت نظري نحوها لاجدها شارده هل كانت تستمع الي حتي؟!
"اذا اليزابـ
"ما رأيك باتفاق" قاطعتني,لا اعلم كم مره قاطعتني حتي الان لكنها قاطعتني,مجددا
"اي اتفاق؟"
"انا لست مستعده لاخبارك الان عن مشاكلي, ولاكون صريحه,اريد ان اعرف ماذا تخبئين ايضا,لذا مارأيك ان نتعرف علي بعض,كلانا..حتي نثق ببعض حينها سنتحدث بدون حواجز" في الواقع لو كانت قالت هذا الاقتراح علي طبيب عشوائي كان سيكون رده كالآتي "لماذا اوافق علي هذا بينما انا يمكنني ان اطرح عليكي السؤال و انتي ستكوني مجبره ان تتكلمي لاني طبيبك" لكن لاني خضت تلك التجربه من قبل فكان جوابي,
"حسنا" ابتسامه انتصار قد اعتلت وجهها بمجرد ان نطقت.
يراني الكثير غريبه في التعامل مع المرضي, او كما احب ان اقول "ذو المشاكل النفسيه". الكثير منا يري المريض النفسي علي انه شخص مجنون خطير لا يجب التعامل معه, حتي معظم الاطباء النفسيين يتعاملون معهم برسميه و هذا لا يفعل شيئا غير زَرع فكره داخل عقل الشخص امامهم انه مريض, ليس انسان طبيعي,يعتقد البعض ان المعامله هكذا تجعله افضل و لكنه مهما تحسن ستظل هذه الفكره دائما مزروعه بداخله,حتي بعد تحسنه.سيشعر دائما بالنقص..
لذا انا اخذت طريق غير الباقي تماما, هي اصعب بالتأكيد علي,لكنها اسهل بالكثير علي الشخص امامي-المريض النفسي-ربما اكون الوحيده الذي تآبه لكسب ثقته, لا لكسب كلامه..اسعي دائما ان اكون اول شخص يلجئون اليه في مشاكلهم ليس لأني الطبيبه الخاصه بهم, بل لاني الشخص الذين يثقون به.
قاطع تفكيري اصدار الساعه بجانبي صوتا تعلن فيه عن انتهاء وقت الجلسه.
رأيت اليزابيث تقف من مانها فوقفت بدوي و مددت يدي لها لاصافحها.
"اراكي لاحقا,دكتوره مالك"
"رجاء,ناديني ليندا"
كانت علي وشك ان تفتح الباب قبل ان اوقفها,
"اليزابيث" التفتت لي قبل ان اكمل "اريد رقم هاتفك, لاني اعتقد يجب ان نتقابل كثيرا ليس هنا فقط, الوقت ضيق و كما تعلمي الاتفاق.." اومئت لي سريعا كأنها كانت تنتظر مني هذا الطلب,اخرجت ورقه و قلم من حقيبتها, في الواقع استغربت قليلا,ليس جميعنا نحمل اوراقا و قلما بحقائبنا عندما نغادر,انا الطبيبه لا افعل.
كتبت لي الرقم و اعطته الي,
"اراكي لاحقا ليندا" قالت و خرجت من الغرفه, و لم تمضي الدقيقه حتي دخل الشخص التالي, سيكون يوما طويلا..
*********
الشابتر ده اهبل اوي وانا اصلا مش حباه بس للاسف مش نافع اشيله علشان هو للاسف مفتاح لحاجات تانيه,
بس هو وحش باردو xD
أنت تقرأ
Utopia
Romanceوعدَ نَفسُه بأنَهُ علي اِستعداد ان يَقتُل اي شَخص يُحَاوِل ان يُؤذيها و لو بكلمه! و قَد اوفًي بوَعدِه.. 'عِندما يَتحوَل الحُب الي جُنون' *********