خائنة

3K 61 30
                                    

كنتُ اصرخ واصرخ كي اخرج ما زرعته في داخلي..لتسعة اشهر ..شعرت بتعب شديد..وتمزقت وانا ادفعه ..والدموع كانت تنهمر ..ويداك كانت تشد على يداي ..الى ان سمعت صوته يبكي ...واطمأنيت انه خرج على قيد الحياة
ومنذ خروجه اصبحَ هُناك رَجلين في قلبي..
خائنة. طالما استحققت تلك الكلمة وقلما سمعتها فلم ينعتني أحدٌ باحرف منها او يجرّحني بكلمات تدور حولها لم أكتف يوماً برجلٍ واحدٍ فأنا لا اؤمن بعنصر الاكتفاء لا أعرف نظرية تفاعله ولم يعلمني إياها أحد ..فخلقت بقلبٍ طينيٍ هش ذي نواة مشتعلة وربما خياناتي كانت لأن أحداً لم يجد إطفاء لهيب تلك النواة حساسة ك بتلات زهر اللوتس أي خدش يمزقني ولكني اخدُش ك اشواك غصن تلك الزهرة
تسللت من ذاك الفراش مجدداً
كي اقف وراء الباب واتحدث عبر الهاتف
.. اشتقت لك كثيراً..اشتقت لك
من وراء الستار يتحرك كل شيء
ومن وراء الستار تتحرك مشاعري
وكلما اعيشه اصبح من وراء الستار
استيقظت في الصباح.والوجع يخترقني.وكأن اشعة الشمس التي تسطع على جسدي تحرقه
نظرت للنافذة وقلت (مابك اغلقها الشمس حارة)
قال لي : اتعرفين ذاك الفتى في المنزل المقابل
توقفت دقات قلبي..وجف حلقي
اردت ان اتكلم ولكن صوتي اختفى
اكمل قائلاً ..هذا الشاب اشعر بانه يختلس النظر الينا دوماً
ادرت نفسي للجهة الاخرى وانا مستلقية كي لا تلتقي اعيننا
وقلت له انسى امره ربما بالصدفة
اقترب مني وجلس خلفي
يداعب مابقي من مشاعر بجسدي
اخفض رأسه قليلاً ووضعه على خاصرتي
كان ينتظر ان اداعب شعره
كان ينتظر ان العب بملامحه باصابعي واقرصه
لكني كنت جسداً فقط وروحي ليست سوا شيء بعيد
بعيد عنه
رفع نفسه واصابعه تتسلل بين خصلات شعري
ثم خرج صوت من داخله ..صوت متألم يسألني
اين ذهب حبك لي؟
سألني معاتباً ..وعيناه تحاولان التحديق بي
وانا اتجنبهما
همس مجدداً..اين هرب قلبك اخبريني
اين ذهبت لهفتك ..كيف ضاعت تلك الطفلة التي ربيتها
لما اصبحتي هكذا.. انتي تقتلينيي
وانهار باكياً على زندي قائلاً..انتي تقتلينني اقسم لك
بدأت قطرات من الوجع تنهمر من عيناي
اصبح الذنب يتسلل بين عروقي
ويقتلني
مررت يدي الى خده ومسحت تلك الدموع
ادرت نفسي اليه..واحتضنته ودموعه كانت تغسل صدري...ليتها كانت تغسل روحي ايضاً
..كان يبكي..كطفل يعلم ان والدته ستموت بعد حين
وكنت ابكي ك طبيب يملك فرصة في انقاذها ولكنه لن يفعل
شددته لصدري بقوة..كما كنت افعل عندما كنا عشاق
بكى كثيراً حتى تعبت عيناه وروحه
هو يعلم ان صدري لم يعد مكانه
يحس بانني لم اعد اعطيه اي حنان..ولكنه لا يريد ان يصدق
وضع يده بين نهدي كطفلٍ رضيع
ووضع رأسه على الجهة الاخرى
ثم قال : امي..قالها بطريقة انانية
وكأنه يقصد فيها (انتي امي مهما حدث لن تكوني غير ذلك) وكان تلك الكلمة سيف غرز في قلبي
انه يتلاعب بضميري الميت.. يحييه ..بطعنات أليمة
لم استطع ان اقتله اكثر..كان ميتاً كفايةً
لذا ...شددته الي وقالت شفتاي بارتجاف..انا هنا
لطالما كنت اُصرّ عليه ان يناديني امي عندما كنا عشاق..ولطالما شعرت بالغيرة منها ..حتى نلت منه وجعلته يحبني ك حبها..وجعلتني امه الثانية...فحناني له كان يضاهي كل ماتحمله قلوب امهات العالم....حينما كنت املك حناناً...حينما كنت انا..(انا)..وليس ما انا عليه اليوم
حرر نفسه من احضاني ونظر الي وهو يبتسم
نعم انتي هنا اقترب ليقنع نفسه بأني لازلت احبه
وقبل خدي كما كان يفعل دوماً
نظرت اليه وهو يغادر السرير ...
ويرتدي بذلته كنت اراقبه وانا اتذكر نفسي
كيف كنت اركض ل اغلق ازرار قميصه الابيض
وذراعاه تلتفان حول خصري..واتنهد
رحل من المنزل..ورحل كل شيء معه...
وكانه لم يكن ..ولم يفعل اي شيء..
سرعان مارحل ركضت وارتديت عبائتي السوداء
لاادري لما كنت اشعر بانها تستر خطيئتي ..
جريمتي ..
خرجت من منزلي كي تاخذني قدماي .. للمنزل المقابل لنافذتنا
فتح الباب..كانت عيناه خائفة
دخلت ..قال لي : كدت اموت من الخوف عليكي..
مشيت في رواق منزله حائرة
ارتجف ..اتجاهل كلماته
قال مرتعداً..مابك ..هل حدث امر سيء؟
استدرت ونظرت في اعينه..اعينه المتوترة
اقترب اكثر الي وضع يده على كتفاي
هزهما بقوة.. بربك تحدثي ..
كنت انظر لكل شيء في الرواق الا هو
وفي النهاية التقت عيني بعينه
فنهمرت دموعي
..نظرت اليه..كي ارى دموعه تنهمر..وشفتيه
تقولان بصوت مختنق..لاتبكي..لاتتحدثي..ان كنت اتية ل
قاطع كلماته صوتي المبحوح:.. لم اعد احتمل هذا
عضضت شفتاي وصرخت بوجهه وانا ابكي:
لم اعد احتمل هذا
انا احترق كل شيء بداخلي يحترق
شدني اليه وقال : انا احترق ايضا..بل اموت
ابعدت نفسي عنه متضايقة
صرخ قائلاً: انتي لم تعودي تحبينني صحيح؟ قوليها هيا
نظرت اليه ..بحسرة..وتنهدت وجلست ارضاً
ورأسي بين ركبتي ...
رفعت رأسي ونظرت اليه
..انا لا احبك...انا اعشقك فقط
انا اتنفس من رائحتك...من رائحة عرقك التي تغطيني
حين اكون بين ذراعيك
واعيش من قبلاتك
انا حية فيك ول اجلك
ولكنني على ذمة رجل اخر
ولاشيء سيغير هذا
ركض جاثياً امامي وامسك يداي ونظر الي
والامل في عينيه...لنهرب سوياً
نظرت اليه..كان اخر شيء اريده هو ان اقتل الامل الذي في داخله
حضنني بقووة اليه...وكانه يريد ان يخبئني بين ضلوعه
وكأنه يريد ان يقيدني بذراعيه كي لا اعود لذاك المنزل
بكيت وصوت بكائي ملئ جدران منزله الكئيب
ومن بين شهقاتي قلت له..انه القدر
شدني قائلاً سنحاربه
ثم ارخى ذراعيه ورفع وجهي اليه باطراف اصابعه
ودموعه تنهمرر على خدي ..دموعه غطت وجهي
قبلني ..انهيت قبلتنا...ثم همست له
الحرب مع القدر دائماً خاسرة ياعمري
نظر الي..وقال سأغني لك..انتي تحبين غنائي
ورسم ابتسامة متمزقة يحاول ان يخفي وجعه الظاهر ك اعين الشمس فيها ..حضنني وصوته يرتجف ويغني( لوحبنا غلطة تركنا غلطانين ...مين الي ئلك مين عن حبنا غلطة ) ثم اجهش باكياً ..وارتميت بين ذراعيه وكأن الموت يعتلي جسدي
...نهضت وابتعدت عنه متراجعة للوراء
وقلت له ..حلفتك بحبنا ان تنساني..
منذ الان نحن غرباء.. افهمت ..نحن غرباء
وخرجت من ذاك المنزل وانا اسمع صوت نحيبه
وسلالم المبنى تكاد تنكسر لاتقوى على حمل الالم الذي في داخلي..بقيت ابكي وابكي ركضت في الشارع مررت الطريق دون ان اشعر..كنت اريد ان ارمي هذا الحزن مني..كنت اريد ان ارمي هذا الجرم مني..وانهي جريمتي بانتهاء علاقتنا
عدت للمنزل..وبقيت دموعي تتربع على وجنتاي
فتح باب المنزل في المساء ودخل منه الرجل الذي كنت احب
الرجل الذي اضعته ..ولن القاه مجدداً
نظرت للزهرة التي كان يحملها..وقفت واقتربت منه
كي يداعب وجهي بها..امسكني من يدي ثم توجه لغرفة..النوم. غرفة التعذيب...تعذيب ضميري المنهك...تعذيب روحي العاشقة...التي عشقت فضيعت نفسها..وضيعت كل شيء جميل..اقفل باب غرفة الالم
ومضت ليلة اخرى على ذاك السرير ..
دون ان يعلم بأن زوجته خائنة

رَجلين في قلبي #wattys2015حيث تعيش القصص. اكتشف الآن