كنت اركض واركض في الشارع متجاهلة اكوام الناس الذين يحدقون بهذه المجنونة الراكضة
الأديبون في المناظرة وقفوا عند باب الجامعة
والفضول يتملكهم ..مالذي جعل هذه المرأة تترك القاعة بهذا الشكل المجنون
كنت أحبه جداً..والكلمات التي قرأتها على شاشه هاتفي حرقتني..
جعلتني سراباً جعلتني أتفتت كشظايا زجاج محترق
كنت ابكي وأنا أركض رميت كل من وقف في طريقي
مالجنون الذي أعتلاني حينها..لااذكر شيئاً
سوا حرقة قلبي..التي لم تعد تؤلمني الان
وصلت لذاك المبنى الضخم ذهبت ل اداهم مسرح الجريمة واقبض على المُجرمِين سويةً
صعدت الدرج حافياً
كنت فيلماً سنمائياً للموظفين الذين وقفوا مراقبين
لانفجاراتي المدمية
تجاهلت السكرتيرة التي وقفت من كرسيها متفاجأةً
فتحت باب المكتب بقوةٍ
وتم القبض على رائد بتهمة خيانتي..
حينها حكمت عليه بالنفي خارج نطاق قلبي
ورميت كل مايخصه منه
أنهمر رائد كدمعة تبعثرت بين مسامات وجهي
ولكني كفكفتها باصابعي
نفثته زفيراً والزفير لا يرجع نفساً للجسد ابداً
كانت تغلق ازرار قميصها بسرعة ..أرتدت معطفها وهربت ..بعد أن سلمتهُ لي بالجرم المشهود
فليسَ من حقي أن أحاسبها على ذنوب زوجي المتسخ
نظرت اليه دون أن أذرف أي دمعة
أبتسمت...وأشحت نظري عننه
سمعت صوتاً مرتجفاً يصدر منه:اسمعيني لنتفاهم ..انتي تعرفينني ..وتعرفين قلبي
انظري الي..انظري الي ..حبيبتي
اجبته بازدراء : امسح فمك من أحمر شفاهها أولاً
وسأوعاود التفكير في طلبك لاحقاً
ادرت ظهري ونطقت باحتراق: لانظرة بيني وبينك اليوم ..ولا حب يا رائد..تأكد بأنك خرجت مني روحاً ميتةً ولن تحيا..
وخرجت من مكتبه ..وكل برود الارض توضع في جسدي
ليتك عرفت ماقتلتَ يارائد..وليتك تعرف ماخسِرت
كنتَ عشقاً واليوم أنتَ لاشيء ولا شيء يشبه العشق فيك
ندمت على كل مرة فككت فيها رباط حذائك وأنت منهك من العمل..وكل مرة كنت فيها وسادتك وأنت بالكاد تفتح عينيك من النعاس
كنتً عشقاً يارائد والان أنت لاشيء
ولا شيء يشبه العشق فيك
اغلقت هاتفي وانهيت تأملي لتلك الرسالة..الرسالة التي كشفت لي خيانة رائد منذ سبعة شهور..ولكن السؤال الذي خرق كياني هو ..لما الان أسم جوزيف في بداية الشاشة ..
أوجعتني تلك الذاكرة..لا اصدق أني رميت برائد
لأجل خيانته لي ..خيانته التي لازال يطلب الغفران لها من بين ساقي..ولكني لن أمنحه شيئاً لم أتلقاه يوماً لأن
فاقدُ الشيء لايعطيه..فاقد الشيء لايعطيه
عضصت على الوسادة وبكيت تأوهت كثيراً
ظانةً أن الوجع سيخرج مع أهاتي ..ولكنه كان يزود قسماً أنه كان يزود ..دخل رائد عليي ...فوجدني على هاذ الحال..نظرت اليه متألمة ودموعي تنهمر
صرخت في وجهه خائن..أكرهك..وعدت باكيةً ..واطراف صوتيي الباكي تردد أكرهك
جلس رائد بجانبي وأبعد كفييَّ عن وجهي بكفيه..
نظر الي وعيناه تدمع وقال بنظرةِ توسل: أما آن لك ان تنسي؟..أما آن لكي أن تغفري..؟
أجبته والألم يخرج من فمي بحلةِ كلمات: كيف انسى كيف انسى رائد ..أينسى المرء سبب ضياعه
أتريدني أن انسى جريمتك..جريمتك التي دمرتني
أنت من صنعت مني وحشاً ..خيانتك من أطاحت بحبنا
أنت من مزقتني ومزقت حبك..أسكتني بقبلة حارقة
لم يرد أن يسمع المزيد دفعته فلن أسكت ...سأخبره ..سأخبره بكل شيء وارتاح..
ابتعدت عن السرير ووقفت بعيداً عنه
ربما هربت من بين يديه..او انني خفت من ردة فعله بعد أن يسمع اعترافي
نظر الي وانا اقف في زاوية الغرفة
وأبكي حكيت دون أن تلتقي عيني بعينه: لقد احببتك رائد..وأنت ادرى بكم احببتك..
قاطعني قائلاً: والان ..احبيني الان ارجوكِ؟
رددت عليه صارخةً:انت من قتلت حبك..حبي لك مات
أسمعت بميت يعيش أسمعت يوماً بميت عاد للحياة كان رائد يقترب مني وأنا اتحدث كان يترنح بالكاد يرتكز على باطن الارض..لم آبه اردت أن اكمل
وصل لي ..وسدّ بذراعه جهتي اليمنى بوضعها على الحائط..ونظر مباشرة في عيني..عيناه السوداوان وشعره المنهمر على وجه واسفل اذنيه كان عليه ان ينزل نفسه كثيراً كي يصل وجهي لوجهه
نظرت في عينيه وشفتانا متقاربتان..تكلمت وشفتاي تلامس شفتاه بكل كلمة انطقها
أن الجرح الذي تركته فييَّ نما ونما ونما حتى ابتلعني
فنسيتك رائد..نسيت حبك ونسيت كيف احبك..
رائد انا..رائد انت تستحق أن أجرحك الان ..تستحق ان تسمع هذه الكلمات..رائد انا..انا..خائـ
فقبلني..وكأنه ينقذ نفسه من الموت في كل مرة أحاول قتله فيها
حملني رائد كطفلة صغيرة وأتجه بي للسرير
تجاهل كل شيء مجدداً..كلما حكيته..وكل كلمة صرخت بها
جلس على السرير وأنا في حضنه
خمدت ثورتي العارمة ..صمتت وكل عُرق في شرياينني هدئ لا ادري مالمادة المخدرة التي كان يضعها في لعابه..ولكنها بعد كل ثورة اقوم بها تسكنني بنوم عميق
وضعت رأسي على صدره وانكمشت في حضنه...كان دافئاً كصيف أب ..رفع الغطاء وستر به جسدي وشد رأسي لصدره بقووة ..وأصدر أمره بالنوم...فانصعت طائعة له بكل جوارحي.
فتحت عيني وشعرت بوخز في خدودي
ابعدت عيني قليلاً ووجدتني تحت ابط رائد..
مالذي افعله في مكان غريب كهذا ..
ياللشفقة..لطالما كنت محتلة هذا الموقع في جسد جوزيف
..جوزيف مجدداً امسكت هاتفي .
كان يرن ..جوزيف .لابد انني جننت كي اترك هاتفي بجانب رائد وانام
ولكن جوزيف يتصل بي ؟؟
خرجت من الغرفة مسرعة ورددت : ظهر لي صوت جوزيف..ماأن سمعته حتى بدأت ارتجف..ودمعت عيناي
سعل وقال بارتباك: عذراً أتصلت عن طريق الخطأ سأغلق..قلت بصوت باكيٍ متلعثم :جوزيف
فرد وقد سمعت الالم بصوته اقسم انني أحسست بأن نواة قلبه تكاد تنفجر برده:هااه..يانور عين جوزيف
وأرتميت باكيةً ارضاً ضممتت الهاتف لصدري وبكيت..بكيت بصوتٍ عالٍ استيقظ رائد جراء سماعه
شعرت بخطوات رائد الراكضة نحوي
رميت الهاتف من يدي بعيداً
جلس رائد أرضاً قبالتي ..أمسك بيده وجهي
وهو يهز رأسه وعيناه تخترقان عيناي :كفى بالله عليك كفى لقد مرت سبع شهور ولازلت لم تتخطي الأمر
أاقتل نفسي؟ أخبريني أيٌّ يريحك لأفعله؟ فقط لاتقتلي نفسك هكذا
كنت اضرب مؤخرة رأسي في الجدار وأبكي اكثر كلما اسمع كلمة منه..مسكين هو يظنني أبكي ل أجله...ولا يعلم مالذي يقتلني بحق
كنت اريد ان انطق بأسم جوزيف
أريد ان اخرج وجعي ببوحي..ولكني كنت ضعيفة
لم يكن الوقت مناسباً ..لقتل رائد
ندمت حينها ...أحسست بأني بالفعل قتلت رائد
ونفذت انتقامي تجاهه..ظننتني انني لو خنته..سيشعر بما شعرت حين خانني ..ولكنني لم اظن بأنه سيموت هكذا لمجرد اني جفيت عنه...ظننتي سأقتله بجوزيف
ولكني قتلت نفسي معه
لم يكن الامر يحتاج جوزيف ابداً..بل استطعت قتله وحدي..ولو لم اقحم جوزيف بقلبي لكان كل شيء بخير الان
ولكني حين خُنه ..
ماظننت انني سأتعلق بالتراب المنبعث من خطوات جوزيف لهذه الدرجة..
وها انا قتلت نفسي وقتلت رائد..واظن ان جوزيف هو التالي.
أنت تقرأ
رَجلين في قلبي #wattys2015
Romantizm.. ( لامست يداه زجاج السيارة هز رأسه وشفتيه تقولان (لا لاتذهبي انتظري) يلهث وانفاسه بالكاد يسحبها ابتسمت له وشعرت بالدموع تتسرب بين شفتيي وانا ابتسم وطلبت من السائق أن ينطلق ..وبثوانٍ قليلة اصبح جوزيف خلفي لا يُرى سوا في الزجاج الخلفي من السيارة ...