(1) الأول: مُغامرةُ آدم

1.5K 29 11
                                    

تكون هائما في دولاب الحياة، تدور معها تنسيك نفسك و أحلامك. تدور منتظراً فرصة للقفز بعيداً والهروب من كل ما كان للبدء من جديد، فهل ستهرب حينها؟!.

تحرك عقرب الساعه، عدت ثانية فثانية أخرى، إنتقل عقرب الدقائق نحو الثانية عشرة، إنها الساعة السادسة،..

حرك كرسيه للوراء قليلاً، أطفئ الحاسب، وبحركة إنسيابية،... بلطف، اه.. بهدوء.. عدل خطاه مسرعاً نحو الباب،..

كاد أن يخرج!!

- "آدم،.. آدم.. آآآآدآاااااااااام... قف مكانك،
إلى أين أنت ذاهب؟ " صرخ مديره
(بأعلى صوته و أعصابه متشنجة بارزة على وجه)،

تبدل لون آدم لل أصفر ، أخضر، أحمر،.!!
(قلب إشارة مرور)

هل بريدك الإلكتروني معطل؟؟ لم يصلني شيئ منك؟!
هل أنهيت ما طلبته منك؟

رد آدم وقد أستقر على اللون الأصفر، بصوت خافت،
-اه.. اه.. معدتي،.. سأذهب لدورة المياه وأعود فوراً...!
وبدأ آدم يجر قدميه،.. للأمام سر!، خطوة.. خطوة
"يا له من وغد سمين" - قالها آدم متمتما، ثم ركض يقهقه خارجاً من الشركة، ....

آدم: ههه..ههه ههه لابد أن ذلك السمين يستشيط غبضا الآن، انها السادسة ههه إنتهى عملي لليوم،
لا عمل بعد ... السادسة،... ههه هه !!

بالنسبة لآدم، السادسة، هي الإعلان عن بداية يومه الحقيقي، قبل السادسة يغوص آدم لثمان ساعات في حاسوبه، يعمل ويعمل، نعم ما زال يعمل،...

أما الآن وقد دقت ساعته،..
كعادته بدء يخطط ليفاجئ نفسه!،
نعم لا تتفاجأ إنه هكذا،
يعيش يومه دائماً ويكأنه يوم جديد كليا، لا دخل له بالماض ولا لن يذكره بالمستقبل..

أما وقد عمل لسنوات وسنوات ولم يجمع المليون دولار، فقد قرر ذات يوم بإن ذلك مستحيل، فقرر،
نعم قرر أن يبدد ماله، أن يبدد ما جمعه للعشر سنوات الماضية في عمل كل يوم شئ جديد كليا،..

لم يتزوج آدم وقد بلغ الأربعين من عمره، إنه حنطي بشعر أسود و عينان خضراوان، متوسط الطول لا يتجاوز طوله مئة وخمس وخمسون سم.

يعيش آدم بشقة متواضعة بحي فقير، تكاد تخلو شقته من أي معلم من معالم الحياة،..

عاد لشقته، فتح الباب، يمكنك بلمح البصر أن تعلم بإن آدم بائس فقير، لديه سرير من حديد صدئ وفرشة وغطاء رثان، في نفس الغرفة يمكنك أن ترى ثلاجة، خزانة برف واحد وباب مائل يبدو بأنه كسر منذ زمن يظهر ان فيها بعض الملابس، و تلفاز قديم لم يستخدمه آدم منذ سنوات من أنتقاله للشقة، ولا تبتعد كثيراً، يمكنك ان ترى عند ذيل الغرفة أقصى اليمين بابا،نعم انه حيث يقضي حاجته -الحمام - دورة المياه،..

إرتمى آدم على سريره، وبدأ الغفوة ما قبل مغامرة اليوم، وقد خطرت بباله اليوم فكرة مجنونة لمتعته الليلة!

مغامرات البحارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن